نازحون عائدون: نعود بحسراتنا إلى منازلنا التي دمرتها طائرات العدوان لكن أرضنا تتحرر من الغزاة
الفرح يعلو وجوه العائدين الى منازلهم :مناطق الحديدة المحررة تستعيد الحياة
عبَّر أهالي مدينة الحديدة عن فرحهم وسعادتهم بتحقيق النصر على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية واستعادة أراضيهم في مناطق كيلو 16 وشارع صنعاء والمناطق المحيطة بمطار الحديدة ومدينة الدريهمي وصولا إلى منطقة الحيمة في الساحل الغربي التي كانت تحت سيطرة مرتزقة العدوان الذين دمروها وشردوا ساكنيها وزرعوا الألغام في كافة أراضي تلك المناطق .
الأسرة / زهور عبدالله
اليوم وبعد تحقيق النصر وتحرير المناطق المحتلة وضمن مسيرة إعادة الإعمار وتأهيل وإصلاح البنى التحتية من خلال إزالة الأنقاض وفتح الشوارع ونقل الآليات المخربة وإعادة تنظيم مداخل ومخارج المدينة ومراكزها وإزالة العشوائيات من الأحياء المحررة جاء بتكليف من القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى
لإيجاد الحلول والمعالجات اللازمة لإعادة توفير الخدمات للمواطنين من هذا المنطلق انطلق الجيش الخدمي والورشات الفنية التابعة لمؤسسة الكهرباء والمياه والنقل في الحديدة
ويقول المواطن عزام محمد المقطري انه ينوي العودة الى منزله الذي نزح منه بالقرب من مطار مدينة الحديدة منذ اربع سنوات من خروجه منه بعد أن احتله المرتزقة ونهبوا كل ما فيه.
ويضيف المقطري : أربع سنوات من النزوح ولم نستطع العودة الى منازلنا فقد سمعنا أن المرتزقة قد زرعوا الألغام في الحي بأكمله.
ويقول محمد فتيني : لقد عانيت الأمرّين بسبب إغلاق طريق كيلو 16 لأني أسكن في محافظة الحديدة واضطر للسفر لصنعاء شهريا لعلاج أختي المصابة بالسرطان فنضطر لقطع مسافات طويلة لأن الطريق الرئيسية مغلقة واليوم وبعد فتح هذه الطريق سعد الكثير من ابناء الحديدة وخاصة المرضى الذين يضطرون للسفر دوما .. لكن الأهم أن أرضنا تتحرر وسنتغلب على المعاناة.
وبيَّن مصدر في محافظة الحديدة في تصريح، أن كميات الأنقاض التي تم ترحيلها بلغت أكثر من 20 ألف طن وأكثر من ألف سيارة محروقة، وإزالة عشرات الأبنية الآيلة للسقوط، وتنظيم مراكز سلامة عامة.
صيانة وتأهيل
بدأت الجهات المختصة بإعادة سفلتة الشوارع وتبليط الأرصفة وتأهيل الحدائق، كما بدأت مؤسسة الكهرباء بإعادة صيانة وتأهيل شبكات الكهرباء.
وتجري أيضا إعادة تأهيل الاتصالات والمياه والصرف الصحي، كما تقوم الجهات المختصة التابعة للأشغال في محافظة الحديدة وصندوق النظافة بإعادة تأهيل طريق مدخل مدينة الحديدة، وتواصل العمل لإعادة تأهيل قوس النصر الذي دمره تحالف العدوان بعشرات الغارات.
وصرح مصدر في مؤسسة الكهرباء أن مرتزقة العدوان قاموا بسرقة كابلات وأسلاك الكهرباء، وقاموا بإتلاف المحولات وسرقة النحاس التي توجد داخل المكثفات، وأكد المصدر مباشرة المؤسسة بإعادة التأهيل بما يعيد التيار الكهربائي إلى كافة المناطق.
وأكد نائب رئيس الوزراء الدكتور حسن مقبولي الحرص على إعادة كافة الخدمات للمواطنين وتجاوز الصعوبات التي فرضها العدوان والحصار والتصعيد .. مبيناً أن تدمير قوى العدوان والمرتزقة طال المدارس والمرافق الصحية والخدمية في مناطق ومديريات المحافظة.
فيما أشار وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرقيب الشرماني إلى أن زيارة المناطق المتضررة جراء العدوان في محافظة الحديدة، جاءت بتكليف من القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى لتفقد مشاريع المياه والصرف الصحي وتقديم الخدمات العاجلة للمتضررين.
وقال “تمت استعادة وتشغيل خدمات المياه لحارات وأحياء مدينة التحيتا ونتابع بقية مديريات المحافظة المتضررة جراء العدوان، وسنعمل خلال الفترة القليلة على استعادة الخدمات بمدينة التحيتا”.. مشيداً بثبات وصمود أبناء المناطق المتضررة في وجه العدوان.
بدوره أكد أمين عام مجلس الشؤون الإنسانية، طاووس، اعتزام المجلس تنفيذ سلسلة من مشاريع المياه والصحة والطرق والأمن الغذائي، التي سيتم تدشينها خلال الأيام المقبلة، بما يصب في خدمة أبناء المديريات المتضررة.
نزع الألغام
وتُواصلُ وحدات من اللجنة الوطنية لنزع الألغام، جهودها في إزالة الألغام والمتفجرات التي زرعها مرتزقة العدوان في مناطق كيلو 16 وحول الدريهمي وحول مطار الحديدة بعد تحرر هذه المناطق من سيطرة العدوان ومرتزقته.
وأكد العميد علي صفرة رئيس اللجنة الوطنية لنزع الألغام أن كارثة حقيقية توجد في المناطق التي خضعت لسيطرة العدوان ومرتزقته بسبب انتشار القنابل في مساحات واسعة النطاق.
وفي سياق الجهود التي تبذلها اللجنة الوطنية لنزع الألغام أكد العميد علي صفرة استكمال وتطهير شارع صنعاء في الحديدة وإزالة كافة المتفجرات والقنابل والألغام التي خلّفها مرتزقة العدوان، وقال العميد صفرة «قمنا بإزالة كافة الألغام، ووضع اللوحات الإرشادية والتحذيرية للمواطنين».
وواصلت وحدات نزع الألغام جهودها في إطار عملية تطهير المناطق التي احتلها مرتزقة العدوان في الساحل الغربي وزرعوا فيها آلاف القنابل والألغام المتفجرة بنزع الألغام التي زرعها المرتزقة في محيط مدينة الحديدة الجنوبية والشرقية.
وإن وحدات تفكيك الألغام التابعة للجنة الوطنية نجحت منذ تحرير شارع صنعاء وكيلو 16 والجاح والدريهمي، من تفكيك أكثر من 5 آلاف لغم وأنواع أخرى من العبوات الناسفة.
ونجحت العملية في تطهير شارع صنعاء بالكامل كما أكد رئيس اللجنة الوطنية لنزع الألغام ومازالت متواصلة في تطهير المناطق المحيطة بالسكان وقالت مصادر إن المرتزقة قاموا بزرع ثلاثة أنواع من الألغام والعبوات الناسفة، الأولى ألغام فردية للمشاة، والثانية عبوات تنفجر عند الارتجاج، والثالثة وهي الأخطر، نظرًا لقوتها التدميرية العالية، تنفجر بواسطة أسلاك كهربائية طويلة، ويتم تفجيرها عن بعد.
وأشارت المصادر إلى أن وحدات نزع الألغام تمكنت حتى اليوم من نزع ألغام وعبوات زرعها مرتزقة العدوان في مواقع مختلفة حول مدينة الحديدة وبلدات ومزارع في القرى المحيطة بالمدينة.
ولفتت المصادر إلى أن المناطق المحررة لا تزال تحتوي على نحو 20 حقل ألغام زرعها مرتزقة العدوان وتشكل خطرا كبيرا على المواطنين، وأكدت أن الوحدات تعمل بكل جهد لتنظيف كافة المناطق من المتفجرات والألغام.
كما أوضح رئيس برنامج نزع الألغام العميد علي صفرة أن هناك قنابل متعددة استخدمها العدوان في الساحل الغربي، وقال إن العدوان حوّل مناطق الساحل إلى حقل تجارب ، وقال «عثرنا على قنابل عنقودية لم تصادفنا من قبل”.