ماذا يقول المختصون للطلبة؟

الامتحانات النصفية.. مخاوف غير مبررة

الطلبة : أسرنا لا تقدَّر خوفنا وقلقنا من الامتحانات
أرباب الأسر : فرضت علينا الظروف الحالية إجبار أبنائنا على العمل والمذاكرة في آن واحد
اختصاصيون : من واجب الأسرة تشجيع أبنائها وتوفير الأجواء المناسبة لهم للمذاكرة

من الطبيعي أن يحلم أرباب الأسر برؤية أبنائهم يحصدون أعلى الدرجات، وهذا أمر فطري وحق من حقوقهم، ولكن أن يتحول هذا الحلم إلى كابوس يزعج الأبناء ويدخلهم في دوامة من الخوف والقلق فهذا غير مقبول .
يخوض طلاب المدارس حاليا الامتحانات النصفية .. وهي فترة حساسة وشائكة يجب أن يعلم الجميع كيف يتعامل معها بشكل إيجابي وأن يعملوا ما بوسعهم لتوفير كافة المتطلبات الدراسية لأبنائهم الطلبة .
الأسرة / خاص

الطالب أحمد ثابت – ثاني ثانوي – يؤكد أن السبب وراء حصوله على درجات منخفضة في العام الماضي هو عدم تقدير صاحب العمل الذي يعمل معه لظروفه وهذا ما يحصل في هذا العام أيضا، ويقول : أنا أعمل في محل لبيع للأقمشة بشعوب لفترتين يومياً ولا أستطيع التوقف عن العمل بسبب الظروف المعيشية التي تعاني منها أسرتي وهاأنا مقبل على امتحان نصف العام الدراسي وصاحب المحل الذي أعمل لديه رفض فكرة عملي لفترة واحدة وأنا الآن أعمل لفترتين واذاكر كل ما سنحت لي الفرصة ولكني متأكد بأني لن أحقق علامة جيدة ويكفيني أن أنجح في ظل هذا الوضع .
أسماء – طالبة بمجمع الثورة للبنات حالها كحال أحمد، فزوجة أبيها تجبرها على القيام بكافة أعمال المنزل ولا توفر لها الأجواء المناسبة للمذاكرة حتى لساعة يومياً فهي كما تقول غالباً ما تصرخ في وجهها وتعمل على خلق مشكلة من لا شيء ولا تترك لها المجال لعمل شيء يخدم دراستها.
محمد الوصابي أب لثلاثة أولاد أكبرهم نجيب الذي أوشك على خوض غمار الامتحانات النصفية – لم يخف استياءه من عدم قدرته على توفير البيئة المناسبة لأبنه كي يذاكر ويبرر ذلك بالقول : أنه مريض ولا يقوى على العمل ولا يوجد غير ابنه نجيب يستطيع تحمل مسؤولية البقالة ويضيف :يؤلمني أن أرى ابني البكر يذاكر ويعمل في نفس الوقت ولكن هذا مافرضه علينا الحصار والعدوان الغاشم على البلاد ولا أجد أمامي سوى الدعاء له بالتوفيق .

بيئة نفسية
الاخصائي الاجتماعي التربوي / وليد الخاوي/ يؤكد على أهمية خلق بيئة نفسية ملائمة للطلاب والطالبات أثناء الامتحانات وأن تعمل كل الأسر على تشجيع وتحفيز أبنائها بالإضافة إلى تخفيف الضغوطات غير اللازمة على الطالب وأن لا تشد د على أبنائها بالمذاكرة وبنفس الوقت لا تتركهم تلعبون ويلهون فالوسطية بهذه الأمور مهمة ، ومتابعة الطالب أو الطالبة تكون من البداية.
ويضيف الخاوي: فكرة أن الامتحانات مسألة حياة أو موت إن تكونت في ذهن الطالب ، والضغط النفسي المتراكم نتيجة هذه الأفكار قد يعُرض الطالب لنتائج سلبية هذا ما يراه علماء النفس والمرشدون التربويون الذين يرون بأن الامتحانات ماهي إلا اختبار لقدرة الطالب على التحصيل الدراسي لذلك فإن كل طالب لديه القدرة على اكتساب المعرفة أن ينمي هذه القدرة ويستعد بشكل جيد من خلال المذاكرة المنهجية والفعالة لمواجهة أي اختبار .

تهيئة الأجواء
أما فيما يخص الأسرة فإن علماء النفس والمرشدين التربويين يرون أن على الأسرة أن تدرك طرق الاستعداد لتهيئة الأجواء المناسبة للطلاب وتوفير كافة متطلباتهم الدراسية والنفسية والاقتناع بقدرة ابنائهم العقلية وأن لا تغصبهم على الإقامة الجبرية داخل المنزل والابتعاد عن أسلوب الرقابة المتشددة فاتباع مبدأ التحفيز والتشجيع طريقة بديلة ومناسبة.
ولخص مختصو علم الاجتماع الأساليب التي يجب على الطلبة اتباعها للتخلص من قلق الامتحانات ومنها: أولا التوكل على الله تعالى والاستعداد التام للامتحانات بالمذاكرة الجيدة وعدم اعتبار الامتحان شبحاً مخيفاً بل هو أسئلة لتحقيق النتيجة لما سبق ودرس وتذكر بان الامتحان وسيلة مهمة للصعود إلى المراحل الدراسية المتقدمة. وأيضا على الطالب أن ينام مبكرا ولا يجهد نفسه ليلة الامتحان وعليه إن يتغذى جيدا حتى لا يصاب بالإرهاق والخمول ويفقد ما قد استذكره والحرص على توفير كل الأدوات التي يحتاجها في الاختبار حتى لا يرتبك بشيء وأهم شيء في ذلك كله عدم التفكير الكبير وإرهاق الذهن قبل دخول الامتحان فعلى الطلبة جميعاً التحلي بالهدوء والسكينة التامة .

قد يعجبك ايضا