فهد صلاح/ سبأ
احتفت محافظة إب بذكرى المولد النبوي، وسط حضور وزخم شعبي لم يسبق له مثيل في تاريخ المحافظة، في رسالة للعالم بمدى التمسك بالرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وسيرته العطرة، التي تجسّدت فيها القيم النبيلة والأخلاق الكريمة، والفضائل السامية والمكارم العالية.
وفي ربيع الأنوار المحمّدي من كل عام، تمر ذكرى المولد النبوي، التي تجلّت فيها النفحات، وملأت القلوب بهجةً وحبورًا، وعطرت النفوس فرحًا وسرورًا، وأقبلت بغيثها المدرار، الذي يتنزل بردًا وسلامًا على الأمة، التي تستأنس بأنوارها وتنال من ثمارها وتتعمّق في تفاصيلها حباً وإجلالاً للنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكرى مولده -عليه وآله أفضل الصلاة والسلام- فرصة للتعرف على سيرته وأوصافه، والاستزادة من شمائله وحكمته، وجوانب من عظمة صاحب السيرة العصماء، وذكر فضائله، والتغنّي بمناقبه، والاحتفاء بصفاته، واستحضارها في واقع الأمة كقدوة وأسوة حسنة لها.
اليوم، وفي زمن الفرقة والشتات ومحاولة النيل من القدوات وما تمر به الأمة من أحداث جسام تعصف بأحوالها، يتصدّر أهل اليمن المشهد للاحتفال بذكرى أعظم مخلوق على وجه الأرض، الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير.
عكست الفعاليات والاحتفالات في محافظة إب بهذه المناسبة الدينية ما يحتله الرسول الأكرم من مكانة رفيعة وإجلال في نفوس اليمنيين، وتعظيمهم لشأنه.
تنوّعت الفعاليات والأنشطة، التي نفذتها السلطة المحلية في المحافظة والمجالس المحلية في المديريات والمكاتب التنفيذية والمؤسسات الحكومية، وتزينت المباني الخاصة والعامة، واكتست بحلة خضراء تعبّر عن الابتهاج بذكرى مولده -عليه وآله الصلاة والسلام.
في حين جسّدت الفعاليات، التي صاحبت ذكرى مولده، التكافل المجتمعي بمختلف صوره، عبر تنفيذ برنامج «إحسان»، من زيارة الجرحى وتقديم مبالغ وهدايا رمزية لهم، وتفقّد أحوال اليتيمات في دار الرحمة ودار الحبيشي للأيتام، واعتماد مخصص شهري لهما من الهيئة العامة للأوقاف.
سبق الفعالية المركزية بذكرى المولد النبوي -في ساحتي مدينتي إب ويريم- تشكيل لجانٍ تحضيرية لاستقبال ضيوف رسول الرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- وتخصيص أماكن للنساء للحضور، والمشاركة الفاعلة في هذه المناسبة الدّينية.
وساهم في إنجاح الاحتفال بهذه المناسبة الدّينية الحضور الفاعل للمبادرات المجتمعية، من خلال المشاركة في تزيين المباني، وتنفيذ حملات نظافة، واستمرار رفد الجبهات بتسيير قافلة الرسول الأعظم، وتعزيز الوعي بأهمية المشاركة الفاعلة في إحياء ذكرى مولد الرسول الكريم، الذي شكّل نقطة تحوّل للبشرية في إخراجها من الظلمات إلى النور.
وأوضح محافظ إب -عبدالواحد صلاح- أن المحافظة استعدت مبكراً للاحتفال بهذه المناسبة من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات الاحتفالية، على مستوى مركز المحافظة والمديريات والمكاتب والأجهزة التنفيذية، ومؤسسات الدولة بصورة عامة.
واعتبر ذكرى مولد النبي الكريم محطةً لشحذِ الهمم، وتعزيزِ الاصطفاف والتلاحم لمواجهة قوى الغزو والاحتلال، وتعزيز قِيم التكافل والتعاون والتراحم بين أفراد المجتمع.
وأشار المحافظ صلاح إلى أن الاحتفاء بمولده إظهاراً للفرحة، كما قال سبحانه وتعالى [قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ]، وتجديد الولاء لخاتم الأنبياء والمرسلين – صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال: «إن أبناء إب ماضون، بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في طريق الحرية والاستقلال، ومستعدون للتضحية على نفس النهج الذي سار عليه النبي الكريم، حتى تحرير آخر شبر من أرض الوطن من دنس الغزاة والمحتلين، وأدواتهم الرخيصة».
وأكد أن الاحتشاد الجماهيري في إب -لإحياء ذكرى المولد النبوي- فاق كل التوقّعات، ومثّل رسالة صمود وثبات وتحدٍ لقوى العدوان والمرتزقة، بتمسك اليمنيين بنبي الرحمة محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم- وسنّته الشريفة وسيرته النيّرة.
من جانبه، أوضح وكيل المحافظة- رئيس اللجنة المكلّفة بالاحتفالية، عبدالفتاح غلاب، أن الحشد الجماهيري الكبير بذكرى المولد النبوي في إب سبقته تحضيرات وترتيبات وتشكيل لجان وتوزيع المهام لإنجاح الفعالية المركزية بهذه المناسبة.
وأشار إلى أن المحافظة ومديرياتها تزيّنت بحلة خضراء في شوارعها وأحيائها ومبانيها ومساجدها وجبالها، للتعبير عن مدى حب الجميع للنبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- وارتباطهم الوثيق بأخلاقه وهديه ونهجه القويم.
ولفت الوكيل غلاب إلى أن التجهيزات لساحتي الاحتفال شملت عمليات التنظيم والتأمين والجوانب الصحية والإعلامية والفنية وغيرها، لإنجاحها بصورة مشرّفة.
بدوره، أوضح مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف في المحافظة بندر العسل، أن المكتب بهذه المناسبة عمل على تزيين ألف و400 مسجد في مختلف مديريات المحافظة، ودشّن المرحلة الثانية من مشروع «إنما يعمر مساجد الله»، بتوفير احتياجات 42 مسجداً، فضلاً عن تنظيم ندوات ولقاءات ومحاضرات احتفالية بذكرى المولد النبوي.
فيما أشار مديرا مكتب التربية محمد درهم الغزالي، وصندوق النظافة والتحسين بلال الدار، ونائبه أحمد الجندي، إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة يعكس مدى الولاء والارتباط بالنبي الخاتم وسيرته العطرة.
وتطرّقوا إلى المهام التي تم تنفيذها احتفاءً بالمناسبة، وأبرزها تزيين المدارس، وتنظيم ندوات، وفعاليات وتنفيذ حملات نظافة لرفع المخلفات، وإظهار مدينة إب ومراكز المديريات بمظهر جمالي، يليق بمكانة المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله -عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.