ونحن أمام عدوان ظالم عبثي على بلادنا وشعبنا يستهدف في المقام الأول الدين الإسلامي والهُوية الإيمانية لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتناول بإيجاز جانبا مهما في شؤون مجتمعنا اليمني الأصيل وبيئتنا المصبوغة بالإيمان الذي ارتبط بنا وارتبطنا به قولاً وعملاً واعتقاداً.
فنحن كما قال فينا نبينا وحبيبنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله يمن الإيمان والحكمة ونحن من يأتي من قِبلنا نفس الرحمن ونحن بكل فخر عماد جيش رسول الله وأنصار الله وأنصار رسوله من آووه ونصروه وعزروه وتبوأوا الدار والإيمان وابتهجوا واستبشروا برسول الله مولداً وظهوراً ونبوءةً وبعثة
نعم هي الحكمة إذاً تتحقق في الموقف والتوجّه وسداد الرأي والبصيرة والرؤية إزاء ما يحيكه أعداء الأمة الإسلامية ضد الدين الإسلامي بمبادئه وأحكامه وضد الهُوية الإيمانية بقيمِها وآثارها.
وما نلاحظه اليوم ومنذ عدة عقود من هجمة شرسة ليس على أبناء يمن الإيمان فحسب وإنما على جميع أبناء الأمة الإسلامية الذين أضحى السواد الأعظم منهم متأثراً بالقيم الغربية الدخيلة وبالثقافات الغريبة الساقطة التي طغت على أمزجة وعقول أبناء المجتمع الإسلامي في حربٍ تسمى بالناعمة وأحياناً بالصامتة أو الهادئة والتي تعتبر أشد خطراً وتدميراً في مضمونها وأهدافها من الحرب العسكرية لأنها تدخل إلى كل بيت وتطغى على العقول وتعمل على طمس الهُوية وتنال من الدين الإسلامي وتقتل في الإنسان الغيرة والحمية على الأرض والعِرض والوطن
قوى الاستكبار وعلى رأسها الصهيوأمريكية عبر عملائها الذين انسلخوا عن القيم الإيمانية تسعى إلى التأثير على أبناء المجتمع الإسلامي.
والعمل بشتى الوسائل والأساليب إلى تشويه المفاهيم السائدة وبث الشعارات البراقة المضللة والترويج للنموذج الغربي على أنه الأسوة والمثال في شؤون الحياة الاجتماعية.
كما يسعى العدو أيضاً إلى التأثير على المزاج العربي وجعله متبلد الأحاسيس فاقداً للشعور بالقضية والهُوية متماهياً مع قضايا سطحية وأحداث عادية والعمل على إلهائه عن القضايا الجوهرية المتمثلة في :
“قضية وحدة الأمة الإسلامية ، وقائع وشخصيات ثائرة حرة ، قضايا المجتمع الذي ينشد الفضيلة ، قضايا مصيرية تحقق العزة والكرامة” امتثالاً لقوله تعالى:
“كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس”
ولذلك فإن من الواجبات والمسؤوليات إزاء الأخطار والتحديات التي تواجه مجتمعنا في كافة المجالات أهمها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية هو أن يكون هناك حضور وتأثير للجانب الإعلامي و الثقافي على الساحة والميدان بضرورة نشر الوعي الثقافي الديني المناهض للقيم الغربية والوهابية الدخيلة في الوسط المجتمعي وفي كافة مؤسسات الدولة وبالذات المؤسسات التعليمية المعنية برعاية وتعليم الأجيال ومراقبة سلوكياتهم وثقافتهم ،
ولا يخفى على أحد كيف كان النهج الثقافي الدخيل على المجتمع اليمني مسيطراً على المناهج التعليمية وكيف غُيبت قضايا ووقائع تاريخية و دينية جوهرية من صفحات ومضمون المنهج التعليمي الذي اغتيل بفعل أداوتٍ تخدم مخططاتٍ خارجية تسعى لتزييف الحقائق وتزوير التاريخ وتهميش الشخصيات والنماذج الحرة الثائرة على الطغيان والاستكبار.
ولذلك فإن الوعي الثقافي والديني لا بد أن يستهدف النشء والأجيال تربيةً وتعليماً وتثقيفاً لتعرف وتعِي خطورة تغييب وتهميش القضايا والوقائع من المنهج الدراسي التعليمي ،
فمسألة الوعي بتلك القضايا بلا شك مهمٌة جداً في حياة أبناء الشعب اليمني بكافة شرائحه المجتمعية لترسيخ الولاء الديني والوطني الذي يكشف ويشرح الأحداث التي كانت مغيبة باستعراض صورها المشرِّفة والتي تعتبر محطات تاريخية هامة في حياة الأمة و توضح الأهداف السامية لرسالات الأنبياء والمرسلين .
وماذا يعني إحياء ذكرى مولد سيد البشرية خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله الطاهرين وتكشف دوافع وأسباب ثورة الإمام الحسين والإمام زيد عليهما السلام وما هي نتائج وأبعاد ثورتهما في وجه الظلم والطغيان؟ ،وكذلك معرفة لماذا شُنت الحروب الست العبثية على الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه؟ ولماذا قامت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م؟ و ما هي أسباب وعوامل الثورة التي قامت من أجل تحرير البلاد والعباد من الوصاية والتبعية للأجنبي المستكبر الطامع؟