الكشف المبكر عن سرطان الثدي يزيد من معدل الشفاء إلى 95% ” الحلقة الثالثة والأخيرة “

أماكن العلاج ودور صندوق مكافحة السرطان .. نماذج تغلبت على المرض

إعداد/ أحمد السعيدي

الكشف المبكر
الكشف المبكر من أهم استراتيجيات الوقاية الثانوية والهدف منه تشخيص سرطان الثدي خلال مراحل المرض المبكرة، وتسهيل وسائل الوصول لمزيد من إجراءات التشخيص والمعالجة في المستشفيات.

فوائد الكشف المبكر
يجري الكشف المبكر من أجل تحسين نوعية ونتيجة معالجة حالات سرطان الثدي، وزيادة معدل الشفاء إلى أكثر من 95%، وخفض معدل الوفيات بنسبة قد تصل إلى 30%.
ولا تقتصر فوائد الكشف المبكر على ضمان نسب شفاء مرتفعة فقط، بل أيضاً ضمان علاجات أقل ضرراً على السيدات، فمن الممكن تجنب استئصال الثدي بالكامل والاقتصار على إزالة الورم، أو تجنب العلاج الكيماوي بكل أعراضه الجانبية، في بعض أنواع سرطان الثدي.

نافذة أمل “قوتة سنان”
الأستاذة قوتة أحمد عبد الله سنان، إحدى الناجيات من مرض سرطان الثدي ومؤلفة كتاب ” الأورام السرطانية.. شفاء محقق” الذي يحكي قصة شفائها من المرض، فبعد أن كان هذا المرض يسري في جسدها، إلا انها تغلبت عليه وتماثلت للشفاء، بل وكوّنت رابطة للنساء المصابات بسرطان الثدي وعملت على إعطاء الثقة لهن وتحفيزهن بالأمل رغم الألم، ففي بداية قصتها كان الثدي يبدأ بالانتفاخ وكان يقال لها إن ذلك عبارة عن هرمون الحليب، فلما تنامى الانتفاخ ذهبت لعمل تشخيص فأخبروها بضرورة إجراء خزعة والعملية لا تحتاج إلى تأخير، والحمد لله نجحت العملية وتم استئصال الورم والغدد الليمفاوية ثم واصلت العلاج بالكيماوي والإشعاع ثم العلاج الهرموني حتى تم الشفاء تماماً واستطاعت الأستاذة قوته أثناء مرضها برفقة الدكتورة أماني البعيصي تكوين مجموعة ضمت نساء مصابات بسرطان الثدي لمناقشة المرض وإعطاء الجرع التوعوية حول المرض حتى أصبحت اليوم ايقونة الشفاء من مرض سرطان الثدي وأصبح لها دور كبير في مكافحة هذا النوع من السرطان.

مراكز الكشف المبكر
سارعي إلى الكشف المبكر المجاني في المراكز التالية:
• مستشفى الكويت.
• المركز الوطني لعلاج الأورام-خلف المستشفى الجمهوري
• مركز الحياة في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان – عصِر

فلاش توعوي:
السجائر.. الشيشة …المداعة خطر يهدد حياتكِ وحياة اسرتكِ.. فأطمئني على صحتكِ

دور صندوق مكافحة السرطان
قد بذل الصندوق جهوداً حثيثة وحقق العديد من الإنجازات على العديد من الأصعدة.

أولاً: الوقاية :
عمل الصندوق منذ بداية انطلاقه من خلال إدارة التثقيف والإعلام الصحي على رفع مستوى الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع بعوامل الأخطار (العوامل المساعدة للإصابة بسرطان الثدي) وذلك عبر تنفيذ العديد من الأنشطة والمشاريع أبرزها:
ـ إعداد وإنتاج الفلاشات التوعوية المرئية والمسموعة وبثها على القنوات والإذاعات بشكل يومي.
ـ نشر رسائل التوعية الصحية عبر منصات التواصل الاجتماعي، كالفيس بوك والواتساب والتليغرام.
ـ تركيب لوحات توعوية عملاقة في عدد 50 مدرسة بأمانة العاصمة ومازال العمل مستمر في المشروع ليصل عدد اللوحات إلى المائة لوحة وذلك كمرحلة أولى وسيتم تجديد رسائل التوعية على هذه اللوحات بشكل شهري.
– تدريب مشرفي ومشرفات الصحة المدرسية في مدارس أمانة العاصمة على وسائل التوعية الصحية بأمراض السرطان وطرق الوقاية منها لنشر الوعي الصحي في أوساط طلاب المدارس لينقلوا الرسالة التوعوية بدورهم إلى أسرهم، وبلغ عدد المستهدفين في المرحلة الأولى من هذا المشروع (385) مشرفاً ومشرفة صحية وجاري الإعداد حالياً لتنفيذ المرحلة الثانية باستهداف مشرفي ومشرفات الصحة المدرسية في محافظة صعدة والحديدة وإب، كونها تعد الأكثر بالنسبة لعدد المصابين بالأورام السرطانية -بحسب الإحصاءات.
ـ طباعة وتوزيع عشرات الآلاف من البرشورات والمطبوعات التوعوية في العديد من محافظات الجمهورية.

ثانياً: الوقاية الثانوية والكشف المبكر:
وعلى هذا الصعيد فقد نفذ الصندوق العديد من المشاريع ولا يزال العمل جارياً لتنفيذ العديد من المشاريع الأخرى ومن أبرز هذه المشاريع:
– تأهيل وإعادة تشغيل وحدة الكشف المبكر لسرطان الثدي في المركز الوطني لعلاج الأورام ومستشفى الكويت ومستشفى فلسطين وسيتم تدشين العمل فيهما في القريب العاجل، وبالإضافة إلى ذلك سيقوم الصندوق بدعم الموازنة التشغيلية لهذه الوحدات.
ـ جار الإعداد والتجهيز لإنشاء وحدات للكشف المبكر في محافظة صعدة والحديدة وإب كمرحلة أولى ويضع الصندوق ضمن استراتيجيته لإنشاء العديد من مراكز ووحدات الكشف المبكر في جميع المحافظات بإذن الله. وعلى صعيد الوقاية الثانوية، أعلن الصندوق عن استعداده التام دعم وتمويل الأبحاث الطبية لدراسة ومعرفة الأسباب المؤدية للإصابة بالأورام السرطانية في الثدي وغيرها من الأورام السرطانية.
بالإضافة إلى تبني الصندوق تنفيذ مشروع إنشاء سجل وطني إحصائي لمرضى السرطان فمن خلال هذا السجل ستتم معرفة الأرقام والإحصاءات الدقيقة وبؤر الانتشار بما يساهم وبشكل فعال في توجيه جهود المكافحة لسرطان الثدي وغيره من الأورام السرطانية.

ثالثاً: الدعم العلاجي: فيما يتعلق بهذا الجانب، حرص صندوق مكافحة السرطان على إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية العلاجية وإنشاء العديد من الوحدات في العديد من المحافظات وعلى سبيل المثال لا الحصر للإنجازات التي حققها الصندوق في هذا الجانب:
ـ إنشاء وحدات علاجية في كل من محافظة صعدة وحجة والمحويت وذمار.
ـ العمل بخطى متسارعة على استكمال تنفيذ مشروع مركز الرسول الأعظم لجراحة الأورام في أمانة العاصمة والذي يعد المشروع الأول من نوعه في اليمن وهذا المركز سيقدم خدمة العلاج الجراحي المجاني لجميع مرضى الأورام السرطانية الذين تقتضي خططهم العلاجية التدخل الجراحي وأكثر المستفيدين من هذا المشروع العملاق هم مرضى سرطان الثدي، فالجزء الأساسي من خططهم العلاجية قائم على العلاج الجراحي.ـ توفير الدعم الدوائي لمرضى السرطان من خلال تمويل مناقصات الأدوية والمستلزمات الطبية للمركز الوطني لعلاج الأورام ووحدة علاج لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت بالإضافة للشراء المباشر لجميع الأدوية الموجهة والداعمة، الباهظة الثمن للمرضى.
وفي الختام أودّ أن ألفت انتباه السادة القراء إلى أن مكافحة سرطان الثدي بشكل خاص والسرطان بشكل عام ليس بالمهمة المناطة بمؤسسة معينة بحد ذاتها، فمكافحة السرطان هو عمل يجب أن تتكامل وتتظافر فيه جهود الجميع، خصوصاً جانب التوعية، فكلما ارتفع مستوى الوعي المجتمعي بعوامل الإصابة وطرق الوقاية كلما ازدادت نسبة الكشف المبكر وبالتالي نحقق ونحرز خطوات متقدمة في المكافحة.

تقرأون في الملف :

سرطان الثدي.. هو أحد السرطانات الخبيثة التي تصيب النساء .. فكيف نواجهه؟ الحلقة الأولى

سرطان الثدي.. خطر يهدد حياتكِ فما هي أعراضه وطرق التشخيص والعلاج والوقاية؟ الحلقة الثانية