بمشاركة كوكبة من علماء الأمة العربية.. انعقاد مؤتمر علماء اليمن بصنعاء تحت شعار “الوحدة الإسلامية.. الفرص والتحدّيات”
الثورة نت|
عُقد في العاصمة صنعاء، اليوم، مؤتمر علماء اليمن بعنوان “الوحدة الإسلامية.. الفرص والتحدّيات”، نظمته رابطة علماء اليمن بالتعاون مع الهيئة العامة للأوقاف، بمشاركة كوكبة من العلماء من اليمن وعدد من الدول العربية.
وفي المؤتمر، أكد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، أهمية انعقاد المؤتمر في الوقت الراهن للوقوف على الأوضاع والمستجدات الطارئة على الساحتين العربية والإسلامية، والدعوة إلى حشد الجهود وتعزيز مقوّمات تحقيق الوحدة الإسلامية.
وقال: “إن المؤتمر يبعث رسالة بأننا دعاة سلام وتعاون، ونسعى لتحقيق الوحدة بين الأمة الإسلامية، لنيل العزة والقوة والكرامة، من منطلق قوله تعالى ” واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا “، وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه المصطفى، والامتثال لأمر الله، وتنفيذ شرائعه”.
وأضاف : “إننا ندعو إلى جمع الكلمة ووحدة الصف، لاسيما بعد الانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات”.. لافتاً إلى أن الحرب على اليمن هي حرب بالوكالة عن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
وتابع: “كنا نتمنى ممن يحاربنا، ويتسبب في سفك دمنا، أن يكونوا أكثر عقلاً وتفهماً، لاسيما بعد مرور سبع سنوات من العدوان على الشعب اليمني، وما تكبدوه من هزائم وانتكاسات، ومع ذلك لم يعتبروا، ولم يتعظوا مما مضى”.
واستغرب مفتي الديار اليمنية، من المرتزقة الذين يرفعون شعار الدفاع عن الوطن، وهم يسلمون الوطن على طبق من ذهب للمحتل السعودي – الإماراتي، الذين هم أدوات للأمريكي والإسرائيلي.
ولفت إلى أن الأمة اليوم في أمسِّ الحاجة إلى جمع الكلمة ووحدة الصف، لاسيما بعد أن مُنيت طيلة عقود من الزمن بالهزائم والانتكاسات والحروب، ونهب المقدرات، ومصادرة قرارها السياسي.
وتطرّق العلامة الحوثي، إلى الفرص المتعددة لتحقيق الوحدة الإسلامية، وفي المقدمة الارتباط بالله والدين والعقيدة الإسلامية، والعمل على إزالة الحواجز المذهبية والمناطقية بين أبناء الأمة الإسلامية.
وأشار إلى دور وسائل التواصل والإعلام، لتلاقي الأفكار وتكوين ثورة وعي للأمة الإسلامية، تُبيّن المخاطر والمحاذير التي يحكيها لها الأعداء، وتمييز الحق من الباطل.
واستعرض مفتي الديار اليمنية، التحدّيات التي تحيط بالأمة الإسلامية، ومنها وجود أنظمة العمالة والخيانة التي تسعى للتفريق بين المسلمين، من خلال بعثرة ثرواتها في إذكاء الصراع ونار الفتنة المذهبية والطائفية والمناطقية، لكي لا يستقر بها الأوضاع وتقوى شوكتها.
ودعا العلماء إلى القيام بمسؤولياتهم في توعية الناس بدسائس ومخاطر اليهود وأنظمة الصهيونية العالمية وأذنابهم العميلة في المنطقة من آل سعود وآل نهيان.
من جانبه، رحّب رئيس الهيئة العامة للأوقاف – نائب رئيس رابطة علماء اليمن، العلامة عبد المجيد الحوثي، بالعلماء المشاركين من اليمن والدول العربية في المؤتمر المنعقد في عاصمة يمن الإيمان والحكمة، الذي شهد النبي الكريم لأهله بأنهم أرق قلوباً وألين أفئدة.
وذكر بأن العلماء هم هداة الأمة، ومصابيح الظلمة، وورثة الأنبياء في تبليغ ما أرسلوا به، وفي قول كلمة الحق في وجه المستكبرين .. لافتاً إلى أن الأمة الإسلامية تعيش منعطفاً تاريخياً يفرزها إلى فريقين لا ثالث لهما، إما إيمان صريح أو نفاق صريح.
وقال: “اليوم نجد معظم الدول العربية والإسلامية ترتمي في أحضان اليهود والنصارى، وتنزلق من عباءة الإسلام”.. موضحاً أن الله توعد المرتدين عن دينهم [بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ].
وأضاف: “في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة الإسلامية، نرى كيف تتكشف الأقنعة التي كانت تغطّي تلك الوجوه لآل سعود وآل نهيان من الأنظمة العميلة، التي جثمت على صدر الأمة منذ عقود من الزمن”.
ولفت العلامة الحوثي إلى ما يجري في مكة المكرمة، أقدس البقاع، من فساد وعهر وفجور لم يحدث منذ البعثة النبوية .. معتبرا آل سعود نبتة خبيثة زرعها الاستعمار، كما زرع الصهاينة في أرض فلسطين.
وأكد رئيس هيئة الأوقاف- نائب رئيس رابطة علماء اليمن أن تحرير المقدّسات بات قريباً على أيدي المؤمنين الأحرار.
فيما تطرّق مفتي محافظة البيضاء، العلامة حسين بن محمد الهدار، إلى دور العلماء في الدعوة إلى الحق ببصيرة والاقتداء بسيرة النبي العطرة، وما جاء به من قيم وأخلاق ومبادئ، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وتحقيق العدل في الأمة.
وأكد أن النصر آتٍ للإسلام، وعلى العلماء حثّ الناس على الطاعات، والتقرّب من الله ورسوله، واتباع ما جاء به القرآن الكريم، وما حملته الرسالة المحمدية واتخاذ اليهود أعداء للأمة والإسلام، ودعوة المطبعين مع اليهود إلى الرجوع إلى الله، والاعتذار للأمة الإسلامية.
بدوره، أشاد خطيب المسجد الأقصى- رئيس الهيئة العامة العليا للقدس الشريف، الشيخ عكرمة صبري، بانعقاد مؤتمر علماء اليمن “الوحدة الإسلامية .. التحديات والفرص” في العاصمة صنعاء، في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها الأمة، عامة واليمن بشكل خاص.
ونقل تحيات المرابطين في أرض بيت المقدس “أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”، إلى المرابطين في جبهات العزة والكرامة في اليمن .. مثمناً مواقف اليمن الداعمة والمشرفة والمناصرة للقضية والشعب الفلسطيني.
واعتبر أن انعقاد المؤتمر يؤكد اهتمام علماء اليمن بقضايا الأمة والسعي لتحقيق الوحدة والقوة التي دعا إليها الإسلام .. وقال: “وحدتنا في قوّتنا، وقوتنا في وحدتنا”.
وأشار الشيخ عكرمة صبري، إلى حاجة أمّة الاثنين مليار مسلم للوحدة، لتكوين قوة تهز العالم، كون التفرقة ضلالا وشقاقا، يسعى اليهود وأذنابهم في المنطقة إلى زرعها في أوساط الأمة وأبنائها.
ولفت إلى أن التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يؤدي إلى الهداية والإيمان والعزة والكرامة .. داعياً الأمة إلى تعزيز وحدتها والتمسك بكتاب الله وسنة المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- والتحذير من الفرقة والتمزّق والشتات.
وأكد خطيب المسجد الأقصى، أن ما يحصل حالياً من تطبيع مع الاحتلال الصهيوني يؤدي إلى التمزق والتفرق وإضعاف النسيج الاجتماعي والوحدوي للأمة.. مضيفا: “أعلنا مراراً نحن ضد التطبيع، لأن التطبيع هو الاستسلام والتنازل عن الحقوق الشرعية التي أنزلها الله، ولا مجال للمساومة عنها، أو التنازل عليها”.
وطالب الأنظمة المطبّعة مع الكيان الصهيوني بالتراجع عن هذه الخطوة المذلّة والمخزية التي لا يرضاها الله ولا رسوله الكريم، وإيقاف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.. منوهاً بدور علماء اليمن وخطواتهم الحثيثة للمّ الشمل وتحقيق الوحدة الإسلامية.
بدوره، بارك نائب أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، للأمة الإسلامية ذكرى المولد النبوي، الذي ملأ بنوره البشرية، وأعطاها مفتاح الهداية، وطرق الكمال بالشريعة الإسلامية السمحاء.
وأوضح أن النبي الكريم الرحمة المهداة والسراج المنير أرسله الله رحمة للعالمين، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، وجاء مبشراً وهادياً ونذيراً .. داعياً إلى وحدة الصف وجمع الكلمة، وتحقيق الوحدة الإسلامية تحت راية الإسلام.
وطالب الشيخ نعيم قاسم، العلماء الذين تربوا على النهج الإسلامي من علماء السنة والشيعة إلى الاجتماع، وتأسيس الصلاح ووحدة الأمة.
وتطرّق إلى صفات أهل اليمن بتمسكهم بالإسلام الصحيح، وجذوره، وأصالته، وشجاعتهم، وبسالتهم، وثباتهم، وصمودهم على الحق في مواجهة أعتى عدوان أمريكي – سعودي، يسعى لسلب قرار اليمن وحريته، وفرض الوصاية والهيمنة عليه.
واستعرض نائب أمين عام حزب الله مواقف اليمن الداعمة للقضية المركزية الأولى فلسطين، رغم الحصار والعدوان المفروض عليه منذ سبع سنوات، وآخرها عرض تبادل أسرى العدوان بسجناء فلسطينيين في الرياض، ما يؤكد أخلاق وكرم ورحمة وشجاعة اليمنيين.
وأكد أن تراجع دور السعودية وارتباطها بالظلم العالمي مؤشر على الجرم الذي ارتكبته بحق اليمن واليمنيين.. داعياً السعودية إلى التوقف عن عدوانها على اليمن، والتعاون مع الشعب اليمني، لتأمين طرق الملاحة العالمية، حتى يعمّ الخير المنطقة برمتها.
فيما ثمن رئيس جماعة علماء العراق، الشيخ خالد المُلا، انعقاد مؤتمر علماء اليمن بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي .. وقال: “نحيي أبناء اليمن على انعقاد المؤتمر، وقلوبنا يعتصرها الألم والحزن، ونحن نتابع ونراقب ما يحدث في اليمن السعيد”.
وأثنى على مواقف أهل اليمن في الصبر والثبات والشجاعة لمواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي، الذي يشن عليه عدواناً ظالماً منذ سبع سنوات، والدعوة إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله، وعدم الفرقة والتنازع الذي مصيره الفشل.
ودعا الشيخ المُلا الأمة الإسلامية إلى عدم استغلال الاختلافات الفقهية في تمزيق صف الأمة.. مبيناً أن أعداء الإسلام عرفوا خطورة داء التفرقة والتنازع في أوساط المسلمين، وعملوا على زرع بذور الفتنة بينهم بعناوين مختلفة، خاصة في العراق واليمن وسوريا وليبيا ولبنان.
وحث على تحكيم العقل والتصدّي للمؤامرات الشيطانية التي يريد من خلالها أعداء الأمة نهب الثروات، وتمزيق النسيج الاجتماعي .. لافتاً إلى مساعي الأعداء في زرع التفرقة بين أبناء الأمة، وإذكاء الصراع بهدف إضعافها وتمزيقها ليسهل عليهم تمرير مشاريعهم، وفي المقدمة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية.
من جهته، أشار رئيس الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت آية الله محمد حسن الشيخ، إلى أهمية انعقاد مؤتمر الوحدة الإسلامية في العاصمة صنعاء، بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي، وما تمثله هذه الذكرى من مناسبة لإظهار الأخوة والتآلف والتعاون بين أبناء الأمة الإسلامية.
واستعرض جانباً من سيرة النبي الأكرم، وأهمية استذكار الدروس والعبر في تجسيد الوحدة بين المسلمين والاعتصام بحبل الله المتين .. مطالباً بعدم التنازع والتفرقة، لأن مصيرها الفشل والضياع، وتوظيف القدرات والإمكانيات للنهوض بواقع الأمة.
وشدد على ضرورة اضطلاع العلماء بدورهم في تعزيز الوعي بأهمية تحقيق الوحدة الإسلامية، ومناهضة كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
في حين تطرّق رئيس الإتحاد الدولي لعلماء المقاومة في لبنان، ماهر حمود، إلى دور اليمنيين واهتمامهم بقضايا الأمة، وفي المقدمة فلسطين، في وقت يعاني اليمن من عدوان وحصار.
وقال: “الحديث عن الاحتفالات بالمولد النبوي في اليمن مختلف لا تراه في أي بلد إسلامي، نظراً لما تمثله هذه الذكرى من أهمية في قلوب اليمنيين وارتباطهم بها عبر التاريخ” .. مشيراً إلى أن مستقبل الأمة مرتبط بالمقاومة والجهاد في سبيل العزة والكرامة، وليس بالخضوع والخنوع لدول الاستكبار الأمريكي والصهيوني.
بدوره، استعرض رئيس جمعية علماء المسلمين في دولة الجزائر، الدكتور عبد الرزاق قسوم، دلالات الاحتفال بالمولد النبوي لأخذ العظات والعبر من السيرة النبوية، وتجسيد مبادئ وأخلاق وقيم النبي -عليه الصلاة والسلام- في توحيد الأمة الإسلامية.
من جانبه، أكد الشيخ محمد العيسوي، من جمهورية مصر العربية، أن الوحدة فريضة شرعية تحتاج إلى القيادة والعلماء، والأمة.
وحثّ على إعداد العدة للجهاد في سبيل الله لتحرير الأراضي المحتلة في اليمن وفلسطين، وكل شبر من أراضي الأمة من دنس الغزاة والمحتلين.
فيما عرّج الشيخ علي العكام على الأوضاع الحرجة التي تعيشها الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، وحالة التخبط والضياع والانهزام والفرقة التي تمر بها، والدماء التي تسقط بسبب ابتعادها عن المنهج الرباني والرسالة المحمدية.
وأكد حاجة الأمة للوحدة الإسلامية العامة عبر مرجعها كتاب الله، الذي أمرها بالتوحد والاعتصام والاجتماع وإنهاء التمزق والشتات، واتباع سنة النبي الكريم الذي بعثه الله ليُخرج الأمة من الظلمات إلى النور، وإعلاء راية الجهاد في سبيل الله، ومقارعة الطغيان وحلفاءهم في المنطقة، وتحقيق العدالة وإصلاح ذات البين.
حضر المؤتمر كوكبة من علماء اليمن الأجلاء من أمانة العاصمة ومختلف المحافظات.