صعدة / سبأ- تقرير/ علي الشرفي
يشكّل يوم الـ 12 من ربيعٍ الأول من كل عام يوماً استثنائياً لدى أبناء الشعب اليمني، الذين يحتفلون فيه بذكرى ميلاد خير البرية محمد بن عبدلله – صلى الله عليه وآله وسلم.
محافظة صعدة واحدة من المحافظات اليمنية، التي احتفل أبناؤها بهذه المناسبة الدينية، وهيأوا واستعدوا لها منذ منتصف شهر صفر الماضي، كحدث غير عادي حلّ هذا العام وشعبنا اليمني لا يزال يتعرض لعدوان وحصار من قبل تحالف العدوان بقيادة أمريكا.
شهدت محافظة صعدة حراكاً رسمياً ومجتمعياً، استعداداً للاحتفاء بهذه المناسبة من خلال تنظيم الفعاليات على مستوى مديريات المحافظة والمكاتب التنفيذية والمؤسسات الحكومية، وصولاً إلى يوم الـ 12 من ربيع الأول، التي تكللت باحتشاد جماهيري كبير في ساحة الرسول الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلم- بمدينة صعدة.
في حين اكتست مدينة صعدة ومديرياتها حلة خضراء وتزينت باللافتات والشعارات في الشوارع والطرق والجبال والمباني العامة والخاصة، إيذاناً بحلول ذكرى مولد أعظم البشرية وأفضلها خلقاً وخُلقاً نبي الرحمة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم.
وما ميّز نسخة هذا العام 1443هـ، من ذكرى مولد الرسول الأكرم، أنها كانت الأفضل والأجمل والأوسع والأكبر، من حيث الاستعدادات التي شملت كل القطاعات الرسمية والشعبية أو الحشد الهائل الذي قدر بمئات الآلاف الذين تقاطروا إلى ساحة الرسول الأعظم في مدينة صعدة من مديريات المحافظة ومناطق المحافظات المجاورة.
محافظ صعدة محمد جابر عوض – رئيس اللجنة المركزية لمناسبة المولد النبوي، أوضح في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن ذكرى المولد النبوي لهذا العام كانت متميزة بحجم التفاعل الكبير معها.
وأوضح أن القطاعات الرسمية، نفذت منذ منتصف صفر حتى يوم الفعالية، أكثر من 30 فعالية خطابية وثقافية، كما تم تدشين عدد من المشاريع التنموية والخدمية، احتفاءً بهذه المناسبة، بالإضافة إلى تدشين أعمال الإحسان المجتمعية.
ووصف التفاعل المجتمعي بهذه المناسبة بالفريد والأول من نوعه .. وقال: “لا يكاد يخلو بيت أو مبنى في صعدة ولا شارع ولا جبل إلا ويحمل اسم محمد أو ما يدل على الفرحة بذكرى ميلاده”.
واعتبر المحافظ عوض التفاعل المجتمعي في المحافظة نتاجاً طبيعياً لوعي أبناء المحافظة، واستيعابهم لأهمية هذا الحدث المهم في تاريخ الإسلام.
وعبّر عن إعجابه بالحضور الفاعل والكبير في ساحة الرسول الأعظم بمدينة صعدة لإحياء هذه المناسبة الدينية، التي ضاقت بالمشاركين رغم توسعتها، إلا أنها فاضت بالحشود التي حضرت للتعبير عن ابتهاجها بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين -عليه الصلاة والسلام.
وأضاف: “ليس خافياً على أحد مستوى الإعداد والتفاعل الذي أخذ منحى تصاعدياً كلما اقترب يوم 12 من ربيع الأول، وبدا واضحاً ذلك بحسب ما وثقته عدسات الكاميرا ليلاً، وما رأته الأعين نهاراً، ففي الليل بدت قرى وحارات ومدن صعدة كخريطة مضاءة تناسقت بشكل جميل، وشكلت لوحة جمالية غاية في الروعة”.
فيما أوضح رئيس اللجنة التحضيرية لفعالية المولد النبوي، علي عبد الله الشرفي، أن 12 لجنة عملت في ساحة الرسول الأعظم لهذا العام منذ أواخر شهر صفر المنصرم.
وأشار إلى أن نسبة التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بلغت 25 %، وتم مضاعفة اللجان المنظمة لتصل إلى حوالي ألف و200 منظم وثمانية آلاف فرد، قوام اللجان الأمنية.
بدوره، تحدث رئيس جامعة صعدة، الدكتور عبدالرحيم الحمران، عن يوم الـ12 من شهر ربيع الأول بالقول: “المناسبة كانت مختلفة من حيث الحضور منقطع النظير”.
وأضاف: “كان هناك نهر من البشر -إن صح التعبير- جاءوا من كل حدب وصوب بوسائلهم الخاصة وعلى نفقتهم الشخصية، للمشاركة والحضور في الفعالية، حتى إن الفعالية انتهت والناس لا يزالون يتوافدون إلى ساحة الرسول الأعظم”.
وأشار الدكتور الحمران إلى أن ما لفت النظر هو المبادرات المجتمعية لاستقبال ضيوف الرسول الوافدين من المناطق البعيدة، وتقديم الأكل والشرب لهم من المنازل.
ولفت إلى أن وعي أبناء المحافظة كان أحد أهم عوامل نجاح الفعالية .. وقال: “كلما عمل أعداء الأمة على فصل الناس عن الرسول، كان أبناء محافظة صعدة، وأبناء اليمن عموماً، أكثر شغفاً بالرسول -صلى الله عليه وآله وسلم”.
وأكد رئيس جامعة صعدة أن من العوامل التي ساهمت في الاحتشاد للفعالية بهذا الزخم، هو التحدّي لاستمرار العدوان الذي ليس له أي مبرر.
وأَضاف: “الشعب اليمني على ثقة بأن الهدف من العدوان هو فصل أبناء اليمن عن القرآن والرسول والمقدسات وأعلام الهدى، ولكن بالرغم من ذلك ها هو شعبنا يتفاعل بهذا الزخم، لاسيما بعد دعوة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي لاقت استجابة رغم خطورة استمرار العدوان”.
الجريح المقعد محمد جراد الرازحي واحد من الجرحى الذين حضروا الساحة، أبدى إعجابه بالحشود، قائلاً: “تفاعل ما رأيت مثله، وخروج مشرّف لعامة الناس، وفي مقدمتهم الجرحى، الذين خرجوا للمشاركة في هذه الذكرى رغم الجراح”.
ومن هنا، فإن ذكرى المولد النبوي الشريف تجلى فيها بكل وضوح مدى ارتباط أبناء الشعب اليمني بالرسول الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وما يمر عام إلا وشعب الأنصار أكثر ارتباطاً وتفاعلاً من ذي قبل، يرسل من خلاله رسائل للأعداء، بأن نهج رسول الله باقٍ وسيظل القائد والأسوة والقدوة للشعب اليمني إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.