المرأة اليمنية في حشد غير مسبوق بساحات المولد النبوي ..تميزُ على كل نساء الدنيا

ست ساحات في الأمانة وصنعاء وفي عواصم المحافظات تحتضن نساء اليمن احتفالا بالمولد النبوي الشريف

 

الاحتفاء الكبير بالمولد رسالة مكتوبة بحب اليمانيين للرسول وعهدهم على دعم أحفاده من الهداة في مواجهة الطغاة
اليمنيون يسخرون من تبديع الوهابية للاحتفاء بالرسول ويثبتون أنهم أهل النصرة والمدد في مواجهة المستكبرين
يستقبل اليمنيون مولد خير البشر مجددين الولاء لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله والسير بذلك على خطى أسلافهم الأنصار

لقد اخضّرت صنعاء وبقية المحافظات بالزينة والأضواء وكل شيء في المدن والقرى تعكس حالة الابتهاج بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم وبدا كل شيء في المؤسسات العامة والخاصة وبيوت المواطنين يعبر عن الاحتفائية، فالكل ساهم بمقدرته البسيطة على إحياء المناسبة العظيمة .
سباق على صعيد واحد يتنافس فيه الكادحون والمسؤولون والوجاهات الاجتماعية وكل الفئات في المجتمع..
لكن لحضور المرأة واستعدادها طابع خاص فلها دور بارز في التحضيرات حتى تبدو الاحتفالات بشكل يليق بمدى حب رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في قلوب اليمنيين ..
في هذا الاستطلاع الذي أجراه المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالأمانة اعبَّر عدد من نساء اليمن عن مكانة وعظمة المناسبة لدى الشعب اليمني والمرأة اليمنية على وجه الخصوص وأكدن على التمسك بالدين المحمدي الحنيف سيما في خضم معارك التشويه لهذه المناسبة الغالية بغرض التقليل من أهميتها و حضورها في وجدان الناس عبر محاولة تناولها في سياقات أخرى خدمية وحقوقية بعيدة عن مضمون الفعالية ورمزيتها الدينية والرسائل المستوحاة من إحيائها.

الثورة /خاص

تستهل الحديث الناشطة الثقافية حنان العزي بالقول: “استعداداتنا بدأت من أُسرنا ومحيطنا من خلال التوعية بأهمية المناسبة، وإحيائها في نفوس أطفالنا سيرة وسلوكاً وتربية اقتباسا من أخلاق الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله.
وكذلك كما قلنا نحن نشارك مع أخواتنا المؤمنات إحياء هذه المناسبة في أوساط مجتمعنا احتفالات وندوات ومهرجانات ومسيرات وكل أشكال الابتهاج والفرح في كل الأماكن الرسمية والشعبية في المدارس والمساجد ومراكز التحفيظ والوزارات في كل ناحية يفوح حب محمد عليه وآله الصلاة والسلام ويجري الاستعداد لإحياء هذه المناسبة بشكل لا نظير له في كل الدنيا بإذن الله”.
وعن مدى التشويه الذي حاولت الوهابية من خلاله تشويه هذه المناسبة والتقليل منها وإبعاد الناس عن رسول الله وكيف عجزت عن ابعاد اليمانيين عن رسول الله صلى الله عليه وآله أجابت ” لم تفلح الوهابية ان تزيل الحق لان الحق هو من يزهق الباطل رغم محاولاتها ودعمها من انظمة الصهيونية الخليجية إلا أن هوية شعب الإيمان وارتباطه برسول الله باءت بالفشل والدليل حجم الاحتفالات رغم الضجيج المفتعل لكن مسيرة الحق تمضي.. والحق بطبيعته يزهق الباطل أن قدم بقوته وجاذبيته”.
وتابعت قائلة “اليمانيون ارتباطهم برسول الله دين وهوية وقيم ومبادئ، فليس اليوم أو الأمس ولد هذا الاحتفال والارتباط بشخصية المصطفى صلوات الله عليه وآله بل هو منذ ذلك اليوم الذي ردد أجدادنا طلع البدر علينا فرحا وابتهاجا بقدوم الهادي المنير اليهم، أحفادهم اليوم يحيون هذه المناسبة ويعتبرون إحياءها بركة وقربة يتقربون بها إلى الله بل يتبركون بإحيائها لان تكون سببا للنصر والفتح من الله وما لاحظناه كما أسلفتم انه من عام إلى عام الاحتفال اكبر وأقوى واعظم وبإذن الله يكون هذا مولد النصر والعزة والتمكين”.
ونوهت العزي: إلى أن الرسائل التي يرسلها الشعب اليمني من خلال الاحتفالات الكبيرة التي يقيمها ” إحياءنا لهذه المناسبة ضرورة لتجديد العودة الصادقة إلى رسول الله في أخلاقه (إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق) ومبادئه ومنهجه تصحيح العلاقة برسول الله تعظيما وتقديساً وتقديراً في زمن أصبح تعظيم الرسول بدعة وتعظيم اليهود تحضرا فنحن أحوج ما يكون لإحياء هذه المناسبة بقوتها.
تحقيقا لحب رسول الله :
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
{قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي)
نصرة لرسول الله صلوات الله عليه وآله أمام ما يتعرض من تشويه من قبل اليهود والفرق التكفيرية ومعاداةً لكل أعدائه ولاءً لله ولرسوله وعداء لأعداء الله ورسوله توحداً لله وحده ورسوله والمؤمنين”.
رحمة للعالمين
الكاتبة والناشطة أميرة السلطان من جهتها تحدثت عن كيفية استعدادها لإحياء ذكرى المولد النبوي على المستوى الشخصي قائلة: “لقد جاء مولد الرسول الأعظم كرحمة للعالمين أجمع وحق علينا أن نحتفل بهذه الرحمة المهداة فتتزيين البيوت وتنظف وينشر الوعي بأهمية المولد وأهمية الاحتفال به بين أوساط الجيران هو ما نفعله لكي نستقبل الربيع المحمدي بقلوب محبة تتلهف وتحن لمولد رسولها صلوات الله عليه وآله”.
وفيما يتعلق بتعاظم الاحتفال سنة بعد أخرى بهذه المناسبة: أضافت السلطان ” يتميز أحفاد الأنصار عن غيرهم بإحياء هذه الذكرى العظيمة وخاصة بعد أن أحيت ثورة الـ٢١من سبتمبر هذه الذكرى في قلوبهم وأعادت في أذهانهم هويتهم الإيمانية التي أوسمهم بها رسول الله صلوات الله عليه وآله وكناهم بأهل الحكمة والإيمان، فالإيمان يقتضي الفرحة بنعمة الله والحكمة تحتم إحياء هذه الذكرى لكي لا تموت في نفوس الأجيال الأخلاق المحمدية والرسالة العالمية”.
وبعثت السلطان رسالة للشعب اليمني من خلال الزخم الجماهيري المتزايد حيث قالت ” إن اليمانيين يبعثون رسالة مكتوبة بأفواج الشعب الذي يخرج للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة ومزينة بأضواء منازلهم وجبالهم ومدنهم ومختومة بانتصارات أبطالهم في الجبهات، مفادها اننا محمديون الهوى والهوية بأنّا أحباب رسول الله وأنصار الذين ساندوه في تبليغ الرسالة وسيظلون يساندون أحفاده حتى تضيء الأرض بنور الحق ويندحر الطغاة والظالمون والعاقبة للمتقين”.
أما الناشطة فاطمة شرف الدين- فتحدثت عن طقوسها في إحياء المناسبة بقولها “بالنسبة لي شخصيا أقوم بالاستعداد للمولد النبوي ثقافيا بحضور الندوات والمجالس والفعاليات والتي من خلالها ينمو لدينا الوعي بأهمية هذه المناسبة وما تتركه من أثر كبير في نفوسنا تجاه نبينا صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، كما نقوم على مستوى الحارات والأحياء بتزيين بيوتنا وحاراتنا احتفاء بقدوم هذه المناسبة العظيمة والعمل على تفعيل جانب الإحسان والتكافل الاجتماعي في هذه المناسبة”.
وعلقت شرف الدين: على الدور الذي لعبه التكفيريون والوهابيون بالتعاون مع حلف الشيطان على التقليل من أهمية المناسبة والإساءة إليها ووصفها بأنها بدعة بالقول ” ما تقوم به الوهابية من محاربة لهذه المناسبة وغيرها مما يتعلق برسول الله ما هو إلا تنفيذ لخطة محاولة فصل المسلمين عن رسول الله وعن الاقتداء به والتعرف عليه والغاية من ذلك واضحة ومتجلية في واقع المسلمين اليوم فالأمة التي ابتعدت وانفصلت عن أحد أهم أسباب كينونتها وأهم ركائز وجودها وعزتها ها هي اليوم تتجرع الآلام الهزائم والنكبات .فكان الغرض من تلك الهجمة هي أن نكون أمة بعيدة ومنفصلة عن قائدها وقدوتها فتفقد قوتها وهذا ما حصل للأسف. كما نجد ما تقوم به الوهابية في هذا السياق بعيد عما تنتهجه في إحيائها للعديد من المناسبات التي لا يملك أصحابها أي رصيد إنساني أو أخلاقي أو ديني مثل احتفائهم باليوم الوطني لجارة السوء المملكة السعودية فهنا يكمن التساؤل وتوضع العديد من علامات الاستفهام.
وأنهت حديثها قائلة ” أما أولئك الذين يحاولون التقليل من أهمية إحياء هذه المناسبة نقول لهم إن القيام بإحياء هذه المناسبة أمر وتوجيه إلهي لقول الله عز وجل ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) أيضا يجب أن يدرك الجميع أن فوائد إقامة هذه المناسبة العظيمة تغطي تكاليفها -كما يقال- بل وتزيد ولو لم يكن إلا جمع الأمة واجتماعها على تعظيم وتقدير شخص النبي (صلوات الله عليه وآله وسلم) لكفى ناهيك عن الفوائد الجليلة الأخرى التي ستعود على الأمة بالوحدة وجمع كلمة وقوة أمام أعدائها و اهتداء لما فيه صلاح وعزة ونصر هذه الأمة”.

قد يعجبك ايضا