اليمنيون أول من احتفى برسول الله.. والسيد عبدالملك أعاد لليمنيين هويتهم

علماء ومحامون ومشائخ لـ”الثورة “:مظاهر الاحتفاء برسول الهدى في اليمن تعكس حقيقة معنى بلد الأنصار وشعب الإيمان

اليمنيون رفد رسول الله وأحبابه.. فهم أول من آمن به وأول من ناصره
العلامة علوي بن عقيل احتفاء اليمنيين والمسلمين عامة برسول الهدى يمثل اللبنة الأساسية لتوحيد الأمة
الشيخ نجيب باشا كيف لا نفرح بمولد المنقذ الأعظم والهادي الأكرم
المحامي حميد الشاميبما أن رسول الله نعمة أنعم الله بها علينا فحريٌ بنا أن نتذكر المنعم بها ونشكره عليها
الشيخ فرحان هادي اليمن من أكثر الدول الإسلامية احتفاءً برسول الله

يَهِلُّ علينا ربيعُ القلوبِ بالمولد النبوي، الذكرى التي أدارت الكون، وغيرَّت مجرى التاريخ، إنه يوم مولد أعظم شخصية عرفتها البشرية، بل مولد أعظم خلق الله جميعاً وأكرمهم عليه، وأحبهم إليه.
هل يجدي الكلام أمام مدينة العلم؟، أم هل يلخص الوصف شيئاً من نعل رسول الله، مهما بلغت بلاغة الكلام، وأفصحت فصاحته؟
إذاً لنعبِّر عن أشجاننا، ولنجب عن هذا السؤال: لماذا نحتفي بيوم مولد رسول الله صلى الله عليه وآله؟… فإلى أفياء نماذج من علماء ومحامين ومشائخ عبّروا عن خلجات قلوبهم، حباً لرسول الله..
الثورة / صلاح محمد الشامي

في هذا السياق استهل الحديث العلامة علوي بن عقيل مفتي محافظشة تعز مستشهداً بقولة الله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)، إن الاحتفال بالمباهج والسعادات والأفراح والمسرات فطرة في الإنسان والاحتفال إشهار وتذكير واستحضار وتثبيت للفؤاد وتجديد للعهد والموالاة، فلذلك ذكرى المولد تجدد الشعور وتجدد الفرح بالمناسبة لميلاد منقذ البشرية، ورحمة العالمين .. وإن من فقه المناسبات أن نجعلها محطات تزودنا بالعبرة والمعرفة والاستفادة من واقعها .. والاحتفال بسيد الكونين وإمام الثقلين فطرة عند القلب السليم الذي يعرف أنه يحتفل بميلاد من يستحق الاحتفال لذاته ولعطائه وفضله وبما جاء به، فيتذكر كل رحمة حلت عليه فيعلم أنها بواسطته وبسببه وبه صلى الله عليه وآله وسلم .. والمسلمون على وجه الخصوص يعلمون أن الاحتفال والفرح بمن دلَّهم على الله وبمن أخرجهم من الظلمات التي كانوا يعيشونها، إنما هي بسبب هذا النبي الكريم الذي حررهم من العبودية والذل والاسترقاق، هو هذا النبي الذي وحَّدهم وجعلهم أمة عظيمة قوية، تمتد من غرب الصين إلى غرب أفريقيا، هو النبي الكامل صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إن القلوب العامرة بالمعرفة، ولو ببعض الحب وبعض المعرفة بالنبي، لهي التي ستحتفل بكل وسيلة تظهر التبجيل والإعظام والاحتفال .. أما المتنطعون الذين يرون البدعة فقط في تعظيم سيدنا محمد، فهم الذين ابتعدوا عن فهم قوله تعالى :(وتعزروه وتوقروه)، وقوله: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) .. هؤلاء الذين لم نسمع منهم دعوى البدعة في تولي اليهود والنصارى، وسباق حكامهم لعقد اتفاقات السلام معهم على حساب الانخلاع من الدين بالكلية، وعلى حساب القضايا العربية والإسلامية.. ولم نرهم يملأون مسامعنا بحديث (كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) في مسألة قصف وقتل وحصار بني جنسهم ودينهم، لم نسمعهم ينكرون إغلاق المساجد وتعطيل الصلوات، لم نشاهدهم أو نسمعهم ينهون عن الاحتفال بتأسيس حزب أو تسييس دين.
اليوم، عاد لليمانيين النور، واستفاقوا من غفلتهم، وتكميمهم بقيود التبديع والتشريك بغير حق، عادوا إلى دائرة الحكمة والإيمان، وجددوا العهد لرسول الله فرحاً به وتسليماً له ..
فيا محب رسول الله: احتفل وافرح واظهر سرورك، والبس الأخضر، واطعم الطعام وتصدَّق، وزيِّن دارك وسيارتك وأبناءَك، وانشد في ذكره ووصفه والصلاةِ عليه بكل لسان ونغم ولحن، وارفع ذلك عالياً، لأنه مأذون لك ( ورفعنا لك ذكرك ) فإنك بذلك تنفذ أمر الله ومراد الله وتطيع الله وتتقرب إليه .. وإن لك بالنبي الكريم أسوة حسنة، فهو صلى الله عليه وآله احتفل بميلاده، ليس كل عام فقط، بل في كل يوم إثنين ، ( ففي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم روي أنه يكثر صيام يوم الإثنين، فقال: ذلك يوم ولدتُ فيه ) .. فالحكم يدور مع العلة .. ومن ذلك ما ورد عن أبي بريدة الأسلمي الصحابي أن رسول الله صلى عليه وعلى آله وسلم عاد من بعض مغازٍ له فجاءته جارية تحمل دفا تستأذن أن تضرب بالدف، وقالت : نذرتُ لئن أعادك الله إلينا سالماً أن أضرب على رأسك بالدف فرحاً لعودتك، فقال لها: (أوفي بنذرك)، فضربت بالدف على رأسه الشريف فرحاً بقدومه صلى الله عليه وسلم، رواه ُ ابن حبل والترمذي وابن حيان والبيهقي.
وقد احتفل علماء الأمة بالنبي صلى الله عليه وآله، وبمولده ألفوا الكتب المتخصصة التي تحكي شمائله وصفاته وسيرته، وكانت تتلى على العوام، خصوصاً في ربيع الأنوار، فرحاً بميلاده صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومنها :(شمائل البيهقي )، وكتاب الواقدي، و(الشفاء) لابن عياض ..
وأول ما بدأت الاحتفالات بيوم مولد النبي، بما يسمى المولد المذكور المخصوص بالاحتفال والإطعام والإنشاد، على أيدي أواخر عصر العباسيين والفاطميين، وألفت بذلك الموالد والقصائد والمحافل.
ونحن اليمانيون لنا تاريخ في الاحتفال والفرح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتبع أسعد الكامل الحميري (اسكن) من قومه في يثرب.. في رحلته المشهورة التي حكم بها العالم القديم للعرب 300عام قبل الهجرة وعمّر بهم يثرب ينتظرون النبي الخاتم، وبنى للنبي صلى الله عليه وسلم دارًا، وترك رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم تتناقلها الأجيال، حتى وصلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.. أي استبشار هذا وفرح حتى حقق الله رجاءَه ..!! ووصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يوم دخوله المدينه يوماً مشهوداً بالفرح به، وضربت له الدفوف وتعالت أصوات المستبشرين: (طلع البدرُ علينا من ثنيات الوداع) .. وسكن في دار أبي أيوب الأنصاري، ويقال إنه الدار الذي بناه تبع له، وسلم له رسالة الملك تبع ومنها :-
شهدتُ على أحمد انهُ
رسول من الله باري النسم
فلو مدَ عمري إلى عمره
لكنتُ نصيراً له وابن عم
و جالدتُ بالسيفِ أعداءَهُ
وفرجت عن صدره كل غم
وهكذا بعد الإسلام، احتفل الأنصار اليمانيون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبعدهم التابعون، وانتشرت وتوسعت الاحتفالات عند دخول آل بيت رسول الله إلى اليمن، فظهر المنشدون في جميع الطوائف والقبائل، يتنافسون في الاحتفال بالنبي في كل حين، خصوصاً في شهر ميلاده، وأخذ طابعاً للدولة في عصر الدولة الرسولية والملك المظفر، ولا تزال إلى يومنا هذا قلوب اليمنيين متعلقة بالاحتفال بالمولد في كل قرى ونواحي وبيوت أهل اليمن شرقاً وغرباً، حتى هذا الزمان، الذي جمع فيه السيد العلم/ عبدالملك بدر الدين الحوثي جميع اليمنيين بكل طوائفهم وميولهم إلى الاحتفال الكبير، بشمولية عظيمة، جمعت المحبين تحت راية: (ورفعنا لك ذكرك) .. فأظهر أقوى سبب لوحدة الأمة وانسجامها وارتباطها الوثيق بعضها ببعض، بأقوى سبب، وهو الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، إلا من أبى.
اليمانيون اليوم يدهشون العالم أجمع، وسيباهي الله بهم ملائكته لتجمعهم في ساحات الاحتفال، في جميع المحافظات .. وسترتفع رايات النصر بمن يرفع رايات وأعلام الفرح برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم… والأيام القادمة ستكون أكثر فرحاً وسروراً وعزاً لليمنيين ..
إنما تستمر انتصاراتنا بفضل موالاتنا لرسول الله وآله وتعظيمنا له
الشيخ نجيب باشا- أحد وجهاء محافظة إب، اقتطفنا منه هذه الإطلالة:
﴿اليمنيون في ميلاد المصطفی﴾
لقد منَّ الله على الوجود بمن فيه، بأن أهداه الرحمة العظمى والنور الأسنی والضياء الأجلی والهدي الأوفى والدين الأسمى، سيدنا وحبيب قلوبنا ومنَّة الله علينا، النبي الأمي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم صلى الله عليه وعلى آله .. فهدى به كل الخلائق بما يقتضيه الهدي الإلهي لكل كائنٍ في الوجود، وأنقذ به البشرية جمعاء من شتات السبل إلى واحدية الصراط المستقيم، ومن عبادة أصنام النفوس التي قادت الناس نحو عبادة طواغيت الأرض حرصاً على النعيم الزائل، إلى معرفة عبادة الواحد الأحد الذي لا يتعدد ولا يتجسد ولا يتحدد؛ ليتحرر الإنسان بفعل طغراء الكلمة التوحيدية النورانية الأزلية الأبدية ﴿لا إله إلا الله محمد رسول الله﴾ .. حيث بها استيقظ الإنسان من ذل العبودية للدنيا والشيطان والهوى والهوان، ليتعرف على ماهية نفسه وما انطوت عليها من حقائق الطريق إلى ربه، مصداقا ًلقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عرف نفسه فقد عرف ربه)، فبه صلى الله عليه وآله عرف الإنسان طريقه إلى ربوبية الله بحقيقة أن نفسه خالصة في عبادتها لله الخالق المبدئ المعيد،
وتابع: عرف الإنسان من نفسه الفقيرة حقيقة استغناء الخالق عن المخلوق، وعرف من نفسه الأمارة بالسوء حقيقة التنزيه لله عن ظنونها السيئة، وعرف من طباعها المنكرة للنعم الإلهية حقيقة جود المنعم، وعرف من نفسه أنها خُلقت حرة لا تدين بالعبودية إلا لله، فرفض كل طغاة الدنيا، وثار عليهم ليحقق فطرة الله في العيش بحياة عزيزة كريمة .. وكل تلك المعارف والمنن والنعم والسنن الكونية حقيقتها هي الهدي المحمدي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
إذاً فكيف لا نفرح بمولد المنقذ الأعظم والهادي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وما يراه اليوم هذا العالم بما فيه ومن فيه من سعادة وحب وتيم، تغمر أفئدة الشعب اليمني طربا ًبسيده ونبيه وحبيبه، أمر ٌ هو بحد ذاته معجزة أدهشت الكون أجمع؛ لأن تلك السعادة تجلَّت رغم العدوان العالمي، ومن تحت هذا الجحيم الذي يصبونه على رأس شعب الإيمان، المحاصر المذبوح، الذي نراه يعد الساعات والأيام فرحا ًبقدوم محبوبه وعشقه الأبدي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، ولسان حاله يقول: ( في سبيل رسالتك المصطفوية يا خير البرايا سنبذل غوالي الأنفس، وفي طريقك يا ختم النبوءات لن نتخلف عن الاحتفاء بك ولو تطايرت أجسادنا ذرات في الهواء ).
ويواصل حديثه بالقول: ومن نعم الله ورحمته وعنايته بهذا الشعب المحمدي أن وهبه قيادة إيمانية تمثل استمرارية ذلك المنهج القرآني المحمدي السوي .. ولولا هذه القيادة المهداة من الله والتي تكهلت المحن والإحن لما استطاع هذا الشعب المكلوم أن يفرح بميلاد نبيه، راسما ًأجمل لوحة رُسمت لمحب ٍبمحبوبه، في الوقت الذي تكالبت فيه قوى الشر من اليهود وشذاذ الأرض ومن والاهم ليردونا عن ديننا ونبينا إن استطاعوا، وليطفئوا نور الله صلى الله عليه وآله، (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) بقرابين من قوافل الشهداء العظماء أنصار الله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله وآل بيت رسوله صلى الله عليه وآله، وما أسعدنا به صلى الله عليه وآله ونحن نحيي أنفسنا بذكرى ميلاده.
وتابع: ويستمر عطاؤنا بفضل رضاه وتتعاظم انتصاراتنا بصدق محبتنا وموالاتنا له ولآله وبغضنا وعدائنا لأعدائهم ومناوئيهم، ابتغاءَ وجه الله تعالى، وعبودية له.
واختتم حديثه قائلا: إن المحبة الصادقة له صلى الله عليه وآله تقتضي من شعب الإيمان التفاعل العملي مع القيم والمثل والمبادئ التي من شأنها أن تحافظ على تحررنا وعزتنا وكرامتنا .. وكما رأينا أن المحبة المثلى لجناب المصطفى تجسدت لدى هذا الشعب المؤمن من خلال التضحية والفداء، التي مهرها بدمائه الزكية، إيمانا ًمنه بالله ورسوله، وحُبا ًنشأ وترعرع عليه منذ البدايات الأولى لبشرى ظهوره صلى الله وسلم عليه وآله.
إن ما نراه اليوم من تيم وعشق للمصطفى، واحتفاء بذكرى مولده صلى الله عليه وآله من قبل اليمنيين ليس جديدا ًعلى الزمن ولاطارئا ًعلى التأريخ، بل هو حال قوله صلى الله عليه وآله ﴿الإيمان يمان والحكمة يمانية﴾.
_______

لبيك يا رسول الله
المحامي حميد عبدالرزاق الشامي، يوجز الكلام ويبلغ بالمعنى مبلغه، شاركنا في هذا الاستطلاع بالقول:
إن يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول هو اليوم الذي انفلق فيه أول فجر في تاريخ هذه الأمة بمولد قائدها ومعلمها ومرشدها وهاديها ومخرجها من الظلمات إلى النور محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون.
كيف لا نحتفل بمولد من وصف الله عز وجل قدومه بأنه رحمة للعالمين.
كيف لا نحتفل بمولد من أخرج أمته من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان
كيف لا نحتفل بمولد من هو أحرص على أمته رؤوفٌ رحيم بها.
كيف لا وقد أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراط مستقيم.
ويضيف: بمولده أضاء له الكون كله استبشاراً بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم ، وعمَّ النور مشارق الأرض ومغاربها .
إنه رجل واحد في مقابل جميع الرجال ، الذي استطاع بنصر الله له وبصدق عزيمته وبإخلاصه في دعوته أن يقف أمام الجميع ليدحض الباطل ويُظهر الحق حتى يحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون .
إن هذا الرجل العظيم الذي استطاع أن يقف أمام العالم أجمع وأمام جهالات قريش وكفرها العنيد وأمام الأصنام وعبادة الكواكب وكل ما يعبد من دون الله، وقف يدعو الله وحده لا شريك له ونبذ كل ما سواه ، إنه بحق لجدير بكل تبجيل واحترام أن تحتفل أمته بيوم مولده إبتهاجاً وتهليلاً وتلبية لندائه الحق.
وأضاف: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم نعمة أنعم الله به علينا فإنه حريٌ بنا حينما نتذكر هذه النعمة أن نتذكر المنعم بها ونشكره عليها.
وتابع: إذا كان في البشرية من يستحق العظمة فهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،فهو قدوتنا العليا وهو شفيعنا يوم القيامة وقائدنا إلى الجنة.
إن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يستحق العظمة كيف لا وقد أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراط مستقيم.
فهل بعد ذلك يوجد أي رجل أعظم منه ؟ كلا ، لا يوجد رجل أعظم منه، فقد عاش حياته كلها في خدمة البشرية جمعاء وجاء بالدين الخاتم سرجاً منيراً لجميع البشر .
إن هذا الرجل العظيم محمد صلى الله عليه وسلم بحق رجل لم تنجب البشرية مثله كيف لا وقد قال عنه الجبار ” وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ” .. وقال تعالى ” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” .
وأردف: ما أعظم هذه النعمة وما أعظمك يا رسول الله وقد منحك الله سبحانه من كمالات الدنيا والآخرة ما لم يمنحه غيره من قبله أو بعده، وقد أعطاه الله في الدنيا شرف النسب وكمال الخلقة وجمال الصورة وقوة العقل وصحة الفهم وفصاحة اللسان وقوة الحواس والأعضاء والأخلاق العلية والآداب الشرعية من الدين والعلم والحلم والصبر والزهد والشكر والعدل والتواضع والعفو والعفة والجود والشجاعة والحياء والمروءة والسكينة والوقار والهيبة والرحمة وحسن المعاشرة ما لا يستطاع وصفه وحصره.
فما أعظمك يا رسول الله ولقد صدق ربنا سبحانه وتعالى إذ يقول في شأنك ووصفك {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
إن هذا الرجل العظيم نجح في حياته واستمر نجاحه بعد موته على يد أتباعه الصادقين ، إنها مدرسة محمد صلى الله عليه وآله وسلم التي خرجت الأبطال والدعاة الذين جابوا الأرض شرقاً وغرباً لنشر دين الله ونوره وتبليغه إلى الناس، قال تعالى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}.
وإنَّا على نهجك يا رسول الله لماضون حتى يُتِمُ الله بنا نوره ولو كره الإعداء.
كيف لا نحتفي بيومٍ احتفى هو به صلى الله وسلم عليه وعلى آله
الشيخ فرحان هادي- عضو مجلس التلاحم القبلي، أوجز في مشاركته بقوله:
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
نهنئ أنفسنا ونهنئ قائد المسيرة السيد عبدالملك الحوثي -نصره الله-، وكافة أبناء شعبنا اليمني وأمتنا الإسلامية بحلول عيد الأعيادِ، المولد النبوي الشريف، على صاحبه أفضل الصلوات والتسليم.
عندما نتكلم عن المولد النبوي، ولماذا نحتفل به؟ فإننا نتكلم عن أفضل وأعظم إنسان عرفته البشرية، إنه النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين، من خصه الله برعايته الإلهية منذ أن ولد، فكان مولده حدثاً كبيراً عند كل من في السموات والأرض، كان مولد خير للعالمين.
وقد كان ظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، فاجعة كبيرة لليهود، فهم يعرفون موعد ولادته، ويعرفون نسبه، ويعرفون ما سيحل بهم بعد تكذيبهم لنبوته ورسالته.
وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابة العزيز، بأنهم لايزالون في حقدهم ومكرهم وتربصهم بالنبي محمد وأهل بيته، وبالإسلام والمسلمين حتى يومنا هذا.
وتابع: ونحن عندما نحتفل بمولد النبي محمد، فنحن نحيي حبه في قلوبنا وقلوب أولادنا، فحبه من الإيمان، وحبه والاحتفال به من أصول الدين، واحتفالنا بمولد النبي محمد صلى الله عليه وآله هو ﺗﻤﺠﻴدٌ ﻟﺸﺄﻧﻪ، ﻭﺗﻌﻈﻴمٌ ﻟﻘﺪﺭﻩ ﻭﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻪ، كيف لا وهو نبي الله وصاحب الرسالة، كيف لا وهو الذي أزاح الكفر والظلام والطغيان !! قال تعالى: (ﻭَﻣَﺎ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎﻙَ ﺇِﻟَّﺎ ﺭَﺣْﻤَﺔً ﻟِّﻠْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦ).
ومضى يقول: لقد كان النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين يقدِّس وﻳﻌﻈِّﻢ ﻳﻮﻡ ﻣﻮﻟﺪﻩ، ﻭﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺗﻔﻀﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ يعبّر ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻡ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭي ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ وسلم ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ الاثنين، ﻓﻘﺎﻝ: “ ﺫَﺍﻙَ ﻳَﻮْﻡٌ ﻭُﻟِﺪْﺕُ ﻓِﻴﻪِ ﻭَﻳَﻮْﻡٌ ﺑُﻌِﺜْﺖصُ ﺃَﻭْ ﺃُﻧْﺰِﻝَ ﻋَﻠَﻲَّ ﻓِﻴﻪِ”
واختتم حديثه قائلا: يعتبر اليمن من أكثر البلدان الإسلامية احتفالاً وفرحاً بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله، رغم حصاره والحرب عليه، إلا أن شعبنا اليمني يحتفل ويبتهج ويقوم بتزيين الشوارع والبيوت باللون الأخضر والشعارات الضوئية والقماشية ولمبات الزينة، والجميع يهتفون لبيك يا رسول الله، كما قالوها أول مرة حين دخلوا الإسلام وآمنوا بهذا النبي في يوم واحد.

قد يعجبك ايضا