توهج ثورة 14 أكتوبر يُلهم اليمنيين تحرير كل شبر محتل في اليمن.. ويفضح طوابير الارتزاق والعمالة

 

الثورة / عادل محمد باسهيل

في كلمته بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ، قال الرئيس المشاط إن المرتزقة يتحاشون الاحتفاء بثورة الرابع عشر من أكتوبر، أو على الأقل يتجنبون الإكثار من الحديث حولها، ويمرون عليها مرور اللصوص والأدعياء، كما هو ملاحظ أنهم يفعلون ذلك لأنهم يدركون بأنهم يقفون على النقيض من جوهرها ومبادئها وكل سماتها السلوكية ومقتضياتها العملية، ويعرفون أنهم كل ما تحدثوا عن هذه الثورة بالذات كل ما فضحوا أنفسهم أكثر، وأظهروا ظلاميتهم – على نحو أبرز – كامتداد صارخ لسلفهم من أولئك الخونة والمرتزقة الغابرين الذين عملوا في بلاط المستعمر القديم.
وأضاف: وفي المقابل فإن من دواعي اعتزازنا اليوم أنه يمكن لأي من أبناء شعبنا المناهض للعدوان أن يحتفل مرفوع الرأس بهذه الثورة، وأن يشاهد مبادئ وبنادق الرابع عشر من أكتوبر في أيادي أبطال الجيش واللجان الشعبية وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بوصفهم اليوم الوارث الشرعي والامتداد الطبيعي لكل ما هو مضيء ومشرف من مواقف ونضالات شعبنا العزيز عبر كل تاريخه القديم والحديث.
فكيف أحيا مرتزقة العدوان الذكرى الثامنة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد؟
غاب الحديث عن ثورة 14 أكتوبر في كل وسائل إعلام المرتزقة، اختفت الخطابات والتصريحات والتغريدات عن الذكرى المجيدة، فيما امتزج احتفال أبناء المحافظات المحتلة بالذكرى الـ58 لثورة الرابع عشر من أكتوبر، بمشاعر الحزن والألم بسبب الأوضاع الأمنية والمعيشية التي تعصف بها.
يقول أكاديمي في جامعة عدن للثورة، إن مجموعة من أدعياء الوطنية يدافعون عن المحتل ويجتهدون لخدمة مصالحه وينسفون قيم ومبادئ الثورة ومواقف الثوار والمناضلين ، وينطلقون من عدن ومن المحافظات الجنوبية والشرقية التي حررتها ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
انطفأ البركان الثوري، الذي تفجر عام 1963م من جبال ردفان ضد المستعمر البريطاني، في عيون المواطنين، وتفجرت في صدورهم براكين حزن وألم وهم يشاهدون من استقدموا المحتلين الجدد ينصبون أنفسهم حكاما وأوصياء عليهم ويفرضون عليهم القبول بالمستعمر وأجنداته التوسعية التي يعانون منها وبلغت تأثيراتها السياسية والاقتصادية على حياتهم حدودا تفوق الاحتمال، ويتحدثون عن ثورة أكتوبر وكأنها حدث عابر لا أهمية له.
كلمة الرئيس مهدي المشاط لم تتوقف عند حدود تشخيص الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء المحافظات الجنوبية، بل تجاوزتها إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تجسد من خلالها عمق الرؤية وعظمة الموقف المنتصر للثوار والمناضلين المدافع عن قيم ومبادئ الثورة وأهدافها وتطلعات اليمنيين للحرية والاستقلال.
ففيما كرّس الفار هادي في كلمته التائهة حديثه عن حربه التي يدعي أنه يخوضها لإعادة الشرعية ، كان الزبيدي على النقيض من هادي لكنه في المحصلة طرف من أطراف الارتزاق.
وفي ذكرى الثورة ضد المحتل بدت مدينة عدن وكل المحافظات الجنوبية والشرقية يتيمة باكية حزينة تعاني الانفلات الأمني والفوضى والصراعات والاحتلال البليد ، وكأنها تعيش خارج التاريخ والجغرافيا الوطنية لليمن.
في الوقت الذي أحيت صنعاء والمحافظات الحرة ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ، كانت عدن منقسمة وكسيرة ومستسلمة للمحتل ، وفي ما يتعلق بمراسيم الاحتفاء بثورة أكتوبر ، فقد حاول المرتزقة- خلال السنوات الأولى لانخراطهم في متاهة الارتزاق والعمالة للمحتل الأجنبي مسايرة التوجه العام والحديث العام عن الثورة التحررية ، وعملوا على استحياء للحديث عن الثورة، لكن هذا العام كان الأمر مختلفا جدا.
ما عدا خطاب الفار هادي الذي كان يتحدث فيه عن مواضيع لا تمت للمناسبة بصلة، كمن يتحاشى الحديث عن ثورة ضد الاحتلال لا صلة له بها ، في المقابل خيم على خطاب الزبيدي الصراخ وإعادة الحديث المكرر حول دولة يسعى لاستعادتها.
وقد تحدث للثورة أكاديمي في جامعة عدن بأن عدن وحضرموت ولحج والضالع وكل المحافظات الجنوبية والشرقية بدت في يوم الرابع عشر من أكتوبر وكأنها خارج التاريخ والجغرافيا الوطنية اليمنية ، فقد خلت من الشعارات الاكتوبرية ومن أي فعالية تحيي ثورة أكتوبر المجيدة.
مأساة عدن في يوم 14 أكتوبر
في مشهد مأساوي، وفي اليوم الذي يحتفل فيه الشعب اليمني بالذكرى الـ 58 لثورة أكتوبر، افترشت عشرات الأسر الطرقات في مدينة عدن، بعد تعرضها للتهجير القسري وطردها من منازلها التي تم تهديهما، من قبل مليشيات الارتزاق والعمالة على اختلاف أهوائها ، في مشهد يعكس حجم المأزق الذي تعيشه عدن وكل المحافظات المحتلة.
وعشية الاحتفال بعيد الثورة ، شهدت عدن مواجهات ورصاصا بين فصائل الارتزاق ، بعدما عصفت بها المواجهات الدامية التي شهدتها كريتر بين المرتزقة “مليشيات المجلس الانتقالي التابع للإمارات وبين فصائل مسلحة انشقت عنها” ، وأثرت على المواطنين وحولت حياة أكثر من 200 أسرة إلى جحيم، بحسب إحصائيات.
ووفقا لمصادر محلية فقد استغلت مليشيات المجلس الانتقالي الاشتباكات التي شهدتها مدينة كريتر –مطلع أكتوبر- وشنت حملات مداهمة واعتقال استهدفت الأحياء السكنية نفذت خلالها عمليات انتقامية بشعة بحق أبناء المدينة الذين اتهمتهم بمساندة وايواء قائد المليشيات المنشقة عنها إمام النوبي، رغم علمها بمغادرته كريتر بناء على اتفاق ووساطة قادها شقيقه مختار النوبي.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو، تظهر عناصر من مليشيات الانتقالي لحظة اقتحامها للمنازل والاعتداء على النساء والأطفال وتنفيذ إعدامات ميدانية وعمليات سحل وتمثيل بالجثث في شوارع كريتر.
وبحسب بيان لرابطة أمهات المختطفين في عدن، فقد أسفرت حملات الاعتقال التي نفذتها مليشيات الانتقالي خلال أسبوع واحد، عن 400 عملية طالت عدداً من الناشطين والحقوقيين وغيرهم من المواطنين البسطاء، مشيرة -في البيان- إلى أن من بين المعتقلين عدد من كبار السن والأطفال.
وفي ذات السياق قامت مليشيات المرتزقة –السبت الماضي- بالبسط والاستيلاء على صهاريج عدن التاريخية في منطقة الطويلة بكريتر ومصادرة مفاتيح المبنى التابع للصهاريج من المدير وطرده من الغرفة التي يستخدمها مكتباً وسكناً منذ ٤٠ عاماً، بهدف تحويل الصهاريج لثكنة عسكرية.
ويوم الخميس 14 أكتوبر اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة زهراء الخليل بمديرية دار سعد، بين فصائل مسلحة تابعة للمرتزقة، أسفرت عن إصابة مواطن كان يمر في المكان وثلاثة مسلحين من الطرفين المتصارعين.
وتصاعدت المواجهات والاشتباكات المسلحة بين الفصائل المتصارعة بمدينة عدن بشكل شبه يومي، وتشهد عدن عمليات سطو ونهب لأراضي المواطنين، حيث تضرب مدينة عدن المحتلة، حالة من الفوضى والنهب والسطو والاستيلاء تنفذها عصابات مسلحة وأطقم عسكرية تتبع نافذين مرتزقة ، طالت المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى السطو على المعالم التاريخية والسياحية والمتنفسات الطبيعية وغيرها من المباني والمنشآت العامة والخاصة.

قد يعجبك ايضا