الأسرة اليمنية.. تعزيز الارتباط برسول الله

«الكرنفال المحمدي».. فرادة يمنية تستحق الإعجاب

 

 

داخل البيوت وخارجها يعيش اليمنيون أجواء جميلة وفرائحية ابتهاجا بمولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فالمدن في شهر ربيع الأول ابهى وأجمل، وهاهم اليمنيون رجالا ونساء صغاراً وكبارا وشيوخا.. مكونات سياسية ومجتمعية أفرادا ومؤسسات ملايين اليمنيين يحيون ذكرى ميلاد خير خلق الله عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، مبتهجين فرحين متجاوزين كل الصعوبات التي خلفها العدوان والحصار مهللين مكبرين، مؤكدين أنهم مستمرون على نهج النبي الأعظم ..انهم اليوم يعكسون الإجلال والتعظيم لمقام رسول الله ومكانته الرفيعة في نفوس أبناء اليمن جميعا مجددين الولاء لله ورسوله، ها هم اليوم يشكلون أكبر لوحة بشرية في الاصطفاف والتلاحم لمواجهة قوى الغزو والاحتلال وتعزيز قيم التراحم والتكافل والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد.

الأسرة : زهور عبدالله

في كل مناطق وقرى وأرياف اليمن يجتمع الناس للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأعظم ويتم في هذه المناسبة توزيع الصدقات وتذبح الذبائح وتقام الندوات ومساعدة الفقراء والمساكين ويعتبر هذا اليوم لليمنيين مناسبة دينية عظيمة يؤكدون فيها تمسكهم بدينهم وبسنة نبيهم فهم أول من حمل شعلة الإسلام وهم أحفاد الأنصار ومن أوصلوا الإسلام إلى جميع أنحاء العالم وهاهم اليوم يحتفلون رغم القصف والتدمير فهم يحيون ذكرى مولد سيد الخلق محمد ابن عبدالله عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم فهم اليوم يشكلون أكبر لوحة بشرية احتفاءً ووفاءً والتزاماً لخاتم الأنبياء سالكين طريق الأنصار الذين نالوا شرف السبق والفضيلة.
يقول السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ونحن نحتفل بمولد الرسول عليه افضل الصلاة وأتم التسليم فإننا نظهر كل مشاعر الفرح والابتهاج ونحن نعبر عن التقدير لنعمة الله سبحانه وتعالى عن الاعتراف بفضله ونحن معنيون ان نرسخ في انتمائنا لهذا الإسلام العظيم ارتباطنا الوثيق بالقران والتثقف بثقافته والوعي لمفاهيمه والاستنارة بنوره والاستبصار ببصائره وان نرسخ في واقعنا الاقتداء برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كقدوة وأسوة وقائد حتى لا نعيش حالة الانفلات ولا الفراغ ولا حالة التأثر بمن هب ودب فتعزيز الارتباط بالقرآن والرسول يحمينا ويحصننا وهو الذي يمكن من خلاله ان نعالج كل مشكلاتنا وان نواجه كل التحديات مهما كانت تلك التحديات.
فرحة في المنازل
في داخل البيوت تجتمع الأمهات لصنع الحلويات وتوزيعها للصغار ويلبس الأطفال الملابس الجديدة وتتزين المنازل والشوارع وتقول الحاجة فاطمة الصراري : منذ القدم ونحن نحيي مولد رسول الله وتأتي بناتنا المتزوجات هن وأبنائهن ونجتمع ونقيم احتفالا لهذه المناسبة العظيمة لكي نحيي مولد رسول الله فنصنع الحلويات ونقدم الهدايا لبعضنا ونذكر جيراننا ونتفقدهم وعندما نرى الجميع مصفوفين في يوم مولد خير خلق الله نرى دلالات حب اليمنيين وقوة ارتباطهم بنبيهم .
دروس وعبر
يقول الشيخ محمد علي مرعي: إن اجتماع اليمنيين اليوم دليل على قوتهم ووحدتهم وانتصارهم على قوى الشر فهم اليوم يرفعون رايات الانتصار في يوم مولد خير خلق الله ومن الأهمية ان يجتمع اليمنيون اليوم والاحتفال بمولد اشرف خلق الله على وجه الأرض وخاتم النبيين والمرسلين وأهمية اخذ العبر والدروس من السيرة النبوية الشريفة ومنهجه السوي وان الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم محطة للتزود بسيرته العطرة ونهجه الجهادي في نفوس الشعب اليمني وان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم واجب وطني وديني.
الإجلال والتعظيم
ان احتفال المسلمين بميلاد النبي الكريم يعكس الإجلال والتعظيم لمقام رسول الله ومكانته الرفيعة في نفوس وأفئدة المسلمين وأبناء اليمن والتذكير بسيرته النيرة ونهجه القويم والاقتداء به وان الاحتفاء بهذا اليوم وبهذه المناسبة لأخذ العبر واستلهام الدروس من سيرة المصطفى في تصحيح واقع الأمة والتزويد من هدي الرسول الأعظم والعودة الى منهجه القويم .
وأشار علي شرف الدين- لمن السعادة ان نرى أبناء اليمن جميعا مصطفين سويا رافعين الرايات محتفلين ومبتهجين بمولد رسول الله وأول من احتفل برسول الله هم اليمنيون حيث أنهم زينوا المدينة باللون الأخضر والأبيض بسعف النخيل والقماش الأبيض هذا الذي يزين الاحتفالية النبوية الآن في اليمن، واليمانيون هم من أعدوا أول أوبريت في الإسلام وهو أوبريت « «طلع البدر علينا» وكان أعضاء الأوبريت أو الفرقة العظيمة هذه هم اليمانيون كباراً وصغاراً رجالاً ونساء وكلهم حفظوا ذلك الأوبريت العظيم المتمثل في أنشودة طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ،وجب الشكر علينا ما دعا لله داع، أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع، جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع » وهذا الاوبريت ما يزال يردده ويحفظه أكثر من مليار مسلم إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة، وهو أوبريت يماني ونشيد عظيم يحبه كل المسلمين في أرجاء الأرض وكان اليمانيون حينذاك يخرجون حباً في رسول الله وينتظرونه على ثنيات الوداع يوماً بعد يوم حتى وصل رسول الله فاحتفلوا ذلك الاحتفال العظيم ولم ينكر عليهم رسول الله ذلك بل شكرهم وقال: «لو سلك الأنصار وادياً والناس وادياً لسلكت مسلك الأنصار»، واثنى عليهم وحبب الناس فيهم ودعا بالبركة والخير، ومن هذا المنطلق أيضا فإن اليمانيين في صنعاء وكل مناطق اليمن يحتفلون برسول الله وفي أيام رسول الله آمنوا به قبل أن يروه وهم الشعب الوحيد الذي آمن بدون قتال، بل ونشر الإسلام بدون قتال، فجنوب شرق آسيا اسلموا كلهم على أيدي التجار اليمنيين، ورسول الله عندما قال : الإيمان يمان والحكمة يمانية دليل على الإيمان والمحبة.
ويقول الأستاذ التربوي نبيل مغلس إن هذه الذكرى هي لتجديد الولاء للرسول الأعظم ودليل على الإيمان والمحبة الصادقة لرسول الله والتزويد من هدي الرسول الأعظم وتذكيراً بسيرته العطرة وجهاده في مواجهة الظلم والاستبداد وان اجتماع اليمنيين اليوم هو توحيد للأمة وجمع شملها خصوصا مع ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار وان ارتباط اليمنيين بنبيهم وتمسكهم بمبادئه وسيرته النيرة وقيمه واخلاقه يعزز الصمود والثبات في مواجهة العدوان والتصدي له.
وتقول انتصار محمد عايش : خرجنا اليوم جميعا الى ميدان السبعين لنعاهد رسول الله وأننا ماضون على دربه ملتزمون بسيرته ولنوجه رساله الى العالم كله بان اليمنيين الآن قد توحدوا جميعا تحت راية رسول الله وهاهم اليوم صغارا وكبارا نساء ورجالا يحيون ذكرى مولده عليه آله أفضل الصلاة والتسليم فرحين مبتهجين رغم محاربة أعداء الإسلام لإحياء هذه المناسبة وحقدهم الأعمى على الشعائر الإسلامية وحملتهم العدائية الذين يكفرون من يحتفل بها ويحللون أعيادا أخرى لا صلة لها بديننا الإسلامي اننا اليوم نقول لهؤلاء موتوا بغيضكم فاليمنيون هنا جميعا قد أحيوا شعائر الإسلام ورفعوا راية التوحيد والولاء والانتماء لله ورسوله .

قد يعجبك ايضا