الثورة / طالب الحسني
حضر الرئيس المشاط ليقف على أرضية الصالة الكبرى، حيث المجزرة التي جرت منذ خمس سنوات، يحمل هذا الحضور دلالة لها علاقة بفداحة ما أقدم عليه تحالف العدوان بقيادة أمريكا، والمعنى الأكبر أنها لن تمر دون أثمان، وكما يؤكد المشاط بأن “الدماء الزكية التي سُفكت في هذه الجريمة وفي غيرها من الجرائم لا ثمن لها سوى الحرية والاستقلال”.
العزاء الذي استهدف لم يكن عادياً، إذ تحول إلى تاريخ حيوي يجر معه كل عام ذكرى ثمانمائة شخصية، مثل هؤلاء أحزابا وقبائل ومحافظات ومثلوا قبل ذلك مكانة محظوراً المساس بها ، منطقة مدنية وعزاء شخصية وطنية.
وما ستدفعه واشنطن والرياض وأبوظبي من تكلفة سنوية لارتكابهم هذه الجريمة (مجزرة الصالة الكبرى) والعديد من الجرائم منذ بداية العدوان والتي حُفِرَتْ في ذاكرة الوجدان اليمني، سيكون من الصعب مستقبلاً تجاوزها دبلوماسيا ، وما وقوف الرئيس ورجال الدولة هنا إلاَّ جزء من رسم المجزرة عميقا في صلب علاقات الدولة.
في الحسابات كان ذلك خطأ فادحاً ارتكبه تحالف العدوان بقيادة أمريكا وأدواته، لقد ألغى عملية لعبة الاستقطاب، فالدخان المتصاعد هنا أحرق حينها أوراقاً سياسية ودعائية طالما حرصت أمريكا على تقديم نفسها من خلالها كحامل للقيم السامية والنبيلة، لكن الحريق كشف حقيقتها الوحشية وأبرز للعالم أنها تحمل الرغبة الشيطانية في القتل والإفساد في الأرض.
لقد أثبتت هذه الجريمة أن التحالف وقياداته دون استراتيجية ، فالهدف المدني وإن كان ثقيلاً بالمعنى السياسي والعسكري هو خط أحمر حتى حين يكون في المتناول.
عقب الزيارة ، يقول الرئيس المشاط أن هذه المجزرة تمثل مأساة ، وهي فاجعة ، لا يمكن البكاء فقط لأنها كذلك فالمعنى التالي أن المجرم سيكون معنياً.
يشير الرئيس المشاط إلى دور واشنطن في الاستهداف الآثم ، مثلما كان لها دور في محاولة إيجاد مخارج تخفف تداعيات عواقبها ، من ذلك شطب مضامين المجزرة من رفوف الأمم المتحدة ، وهي صفقة متبادلة تحدث منذ سنوات ، وهي هنا تتعلق بمذبحة استهدفت تجمعاً مدنياً كبيراً ، يستحيل طيُّها.