الثورة / محمد إبراهيم
ليس غريبا ان يكون الكابتن همام “محمد ناصر التريادي” في صدارة نجوم الرياضة بين أبناء الجاليات اليمنية الأمريكية، الذين مثلوا الولايات المتحدة في بطولات دولية لفئة الاعمار 15 وما دونها، فقد تفتقت نجوميته الرياضية منذ سن مبكرة خلال سنوات المدرسة الأولى، ومنذ اكتشفته أسرته الرياضية ممثلة في والده الكابتن محمد ناصر التريادي، الذي يعد من أهم رواد الحركة الرياضية اليمنية الأمريكية منذ سبعينات القرن الماضي ومؤسس ورئيس المؤسسة اليمنية الرياضية الأمريكية (MYSA) في ولاية ميشيغان التي أسسها التريادي (الأب) في عام 2003م حيث يسر انضمامه الى مؤسسته الرائدة لرعايته وتنمية وصقل موهبته الرياضية، فيما تولى اخوه الأكبر إبراهيم -رحمه الله- الاهتمام الدائم به وتلبية طلباته الموصولة بالرياضة والتعليم، ليحظى همَّام برعاية رياضية وتعليمية وتدريبية كبيرة.
الكابتن همام محمد ناصر التريادي الذي بات يعرف في الأوساط الرياضية بـ”همام ناصر”، تميز بموهبته المزدوجة الجامعة بين هوايات الرياضة والتعلق الشديد بالتحصيل التعليمي، مثبتا بجدارة توقعات أسرته ومحيطه الرياضي، فغدا أهم نجوم كرة القدم من أبناء الجاليات اليمنية في ولايات أمريكا، بل ذهب ابعد من ذلك ممثلا للولايات المتحدة الأمريكية في بطولات دولية..
مسيرته الاحترافية
مسيرة الرياضي اليافع همام ناصر الاحترافية بدأت في عام 2014م بانضمامه لاعبا محترفا إلى فريق (وازا) الذي يعد من أهم الأندية لكرة القدم للفئات العمرية، في ولاية ميشيغان الأمريكية، بل كان همام من أهم نجوم الفريق لمدة ثلاث سنوات، ورغم حداثة سنه إلا أنه أظهر الإلمام الكافي بأبعاد الموهبة الرياضية في مضمار كرة القدم، محرزا العديد من البطولات، لعل أبرزها كان الفوز ببطولة شيكاغو التي أقيمت في العام 2014م في الولايات المتحدة الأمريكية.. وشكل هذا الانتصار تحولا هاما، في مسيرة الكابتن همام، ليكون من أبرز النجوم الكروية الشابة من أبناء الجاليات اليمنية التي حظيت في العام 2015م بقبول الانضمام إلى أهم الأكاديميات الرياضية المعتمدة دوليا في ولاية ميشيغان وهي أكاديمية (فاردار) المعتمدة من فريق روما الإيطالي، كأول شاب يمني أمريكي يتم قبوله في هذه الأكاديمية الدولية، ضمن الفئات العمرية المحددة بعمر 15 عاماً، بل برز كأفضل لاعب في هذه المرحلة العمرية وعلى إثر ذلك رُشِّحَ للمشاركة في أول بطولة كروية دولية جرت في السويد ممثلا لأمريكا، وكان لمشاركته صدى دولي لافت في وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، خصوصا وقد تمكن من تسجيل (9) أهداف في البطولة، ضد فرق النرويج، والسويد، والبرتغال، ليتصدر قائمة الهدافين في البطولة، وعلى إثر ذلك تلقى الكابتن همام ناصر دعوة من فريق بورتلاند أحد فرق الدوري الأمريكي الأول (إم ال اس) للفئات العمرية ولعب لصالح الفريق (6) مباريات جرت بين عامي 2017-2018م، سجل خلالها عددا من الأهداف، إلا أن هدفًا تاريخيًّا كان هو الأهم والأبرز، سجله ضد (إل ايه إل جالاكسي) تحت سن (17) سنة، ليكون اللاعب همام في العام 2018م ضمن قائمة الهدافين، حيث حصل على المركز الأول على (الميدويست) وعلى الترتيب العاشر على مستوى الولايات المتحدة، بصفة عامة حسب تصنيف وزارة الرياضة الأمريكية وهذا يُعتبر إنجازًا رياديا غير مسبوق، كونه أول شاب من أبناء الجالية اليمنية يحقق هذه المثابة الكروية الرياضية..
فاتحة التعاقدات الأعلى
تلك المثابة الكوروية، جعلت الشاب اليمني الأمريكي محط استقطاب تلك الجهات، حيث حظي بمتابعة أكاديمية جامعة «انديانا»، وكانت هذه الفرصة بمثابة اختبار صعب، لكنه استطاع أن يثبت جدارته واجتاز الامتحان وتم قبوله من قبل الجامعة ليحتل صدارة كوكبة من الرياضيين وضمن منحة كاملة من الجامعة مقدارها قرابة نصف مليون دولار، شاملة الدراسة وما تتطلبه من سكن وسفر وتغذية وسفر للعب المباريات في مختلف الولايات الأمريكية، بالإضافة لتوقيعه عقداً جديداً مع فريق “فلينت سيتي” الذي فاز بفضل الكابتن همام ببطولة أمريكا للدورة الثانية، حيث كان اللاعب همام صاحب التمريرة السحرية التي أثمرت عن هدف الفوز في الشوط الرابع الإضافي، ليحقق الفريق الفوز بكأس البطولة بفضل هذا الهدف، الذي مثّل لهمام نقلة نوعية في مسيرته الرياضية، حيث مهد له الطريق نحو مجد (إل ام إل أس)..
التعليم الجامعي
على مدى سنوات تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي ظل “همام ناصر” على اتقاده الذهني والرياضي النادرين، حتى تخرج من الثانوية العامة من ثانوية «ادسل فورد» في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأمريكية في العام 2018م وبتقدير عالٍ.
ورغم انشغاله الرياضي إلا ان همام ناصر أصر على مواصلة التعليم الجامعي إذ التحق طالبا في الجامعة، تخصص قسم الهندسة المدنية.
شهادات عابرة
يشير الكابتن محمد ناصر والد همام إلى دور شخص آخر يعود إليه الفضل بعد الله في تفوق همام الرياضي، وهو أخوه إبراهيم والذي شجعه وقدم له الكثير، مضيفا: إن سبب وصول اللاعب همام إلى جامعة انديانا، هو نجوميته الكوروية على مستوى أكاديميات أمريكيا.
وقال التريادي: مدرب «همام» انجليزي وله أيضاً علاقات مع أندية كبيرة في إنجلترا».. مشيدا بدور المدرب في صناعة نجومية همام، حيث أضاف له الكثير من مهارات كرة القدم.. مؤكدا أن محترف كرة القدم يحتاج لمدرب جيد وكذلك تسويق أفضل كوسيلة معروفة من وسائل صعود النجم في أي مجال من مجالات الرياضة.
حساسية التهديف
الإعلامي الرياضي رشيد النزيلي -ناشر صحيفة اليمني الأمريكي ولاعب المنتخب الوطني اليمني للشباب.. أشار إلى أن الكابتن همام ناصر يتميز بحضور كبير في صدر الملعب الكروي وسيطرة مطلقة على الكرة كمهاجم جسور وهداف رصين لا يضيع الفرص، مؤكدا أن همام مهاجم من الطراز المتقدم، ويمتلك حساسية دقيقة ومميزة لفرص التهديف، وهو ما لاحظته جليا في أداء اللاّعب همام في أكثر من مباراة مع فريقه في الأكاديمية.. كما أنه يتميز بخطوة سريعة وممتازة أثناء حيازة الكرة التي لا يمكن للاعب آخر خطفها منه بسهولة، حتى يسدد للمرمى ومن بعد أو من قرب وبإتقان مفرط، كما يُجيد اللعب بمهارة داخل خط الـ18 بدون قلق..
فضل النجاحات
اللاعب همام ناصر بعد ان حقق هذه النجاحات الكروية التي صنعت نجوميته في أكثر المجتمعات تنافسية، يؤكد أن الفضل فيما حققه يرجع إلى دعم والده واخوانه ومدربيه، معربا عن إعجابه الشديد بزميله النجم علاء ناصر الجهيم، الذي يعد واحدا من النجوم الكروية التي برزت في مضمار الرياضة في الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى ان الكابتن علاء يتميز بمهارات كروية استثنائية، وروح رياضية عالية مقرونة بالأخلاق الرفيعة..
أخيــرا
يتطلع الكابتن همام ناصر لمستقبل مفتوح على تنوع النجاحات، كما يحلم بشرف تمثيل اليمن في المباريات الدولية، وله الحق في ذلك، فهو جدير بحمل علم اليمن واسمها، بعد النجاحات الكروية التي حققها على الصعيد الدولي، كما انه مشروع لاعب كرة قدم محترف من العيار الثقيل إذ تتجاوز طموحاته اللعب في (إم ال اس)، كما يتطلع إلى أن يكون مهندسا مدنيا ناجحا، خصوصا ولديه قابلية لترويض الصعاب، والسيطرة على تقاطع الوقت بين مهنتين، كما أن لديه إيماناً راسخاً بأن النجاح لا يأتي بمحض الصدفة أو التمني، بل بالجهد والمثابرة والإصرار على ترويض الصعاب والوصول إلى النجاح المنشود، مصداقا لقول الشاعر العربي أحمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.