إن أفضل شخص تكلم عن واقع العرب قبل قدوم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو جعفر بن عبدالمطلب عليه السلام أمام ملك الحبشة النجاشي عند هجرته إليها بأمر من رسول الله وقد تبعه نفر من قريش لإعادته هو ومن معه فقال جعفر في ذلك الوقت للنجاشي
«أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام».
«فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا».
ثم أتبع بعد ذلك جعفر وقال: «فعدَا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث».
هذا وصف شامل كامل لما كان عليه العرب قبل الإسلام أسوأ الأمم انحطاطاً وضياعاً وفقراً ومرضاً، وفي عشرين سنة استطاع محمد رسول الله تغيير واقع أمته مائة وثمانين درجة: إنه فعلا رجل استثنائي حتى انه خلال دعوته ورغم ما خاضه المسلمون من غزوات ومواجهة مع قوى الكفر لم يقتل في هذه الفترة سوى خمسمائة رجل من المسلمين والكفار .
إنه تحول نوعي استحق عن جدارة أن يكون محمد رسول الله الرجل الأول في البشرية ألا يستحق منا هذا الرسول الكريم أن نعظمه ونوقره ونفرح ونحتفل بمولده عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم امتثالاً لقول الله تعالى ( فبذلك فليفرحوا )
بلى يستحق منا ذلك ومن أنكر علينا ذلك فتبا له فتبا له ولينطح رأسه في اكبر صخرة .