استعدادات شعبية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف

مثقفون وتربويون: ذكرى المولد النبوي احتفاء بمولد الإنسانية والأخلاق والقيم النبيلة

 

 

نجدد العهد لإحياء منهج رسولنا والسير على خطاه ففيه النصر والظفر

أيام قلائل تفصلنا عن أعظم مناسبة نبوية وأخلاقية وتربوية وإنسانية يحتفل بها ولها العالم الإسلامي بكل شوق وفخر واعتزاز، إلا إن لها في اليمن وقعاً خاصاً يعكس مدى حب اليمنيين وفخرهم بخير نبي وإنسان على الأرض، مجددين الولاء للسير على خطاه ونهجه، فبها الثبات والظفر والنصر..

الثورة / أسماء حيدر

الثقافي منصور غراد بيّن ان اليمنيين منذ التاريخ عرف عنهم بأنهم لم يكونوا وثنيين ولم يسجدوا لصنم وإنما كانت عبادتهم قبل وصول الرسالات السماوية اليهم الشيء العظيم ولذلك عبدوا الشمس حتى وصلت رسالة نبي الله سليمان عليه السلام وجاء ذكر ذلك في القرآن الكريم وهكذا حتى جاء نبي الله وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم فدخلوا الإسلام بل وكانوا من الفاتحين وممن نشروا الإسلام في بقاع الأرض.
وأضاف: ومنذ الازل واليمنيون يقيمون في كل عام احتفاء بمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وازكى التسليم حتى وفي ظل العدوان الذي زادهم حبا لنبي الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام ولذلك يحتفل به اليمنيون بطريقتهم فهم أصحاب حكمة.
وقال غراد: قد شنت حربا على وطننا لسبع سنوات لا لشيء إلا لتركيع اليمنيين واتباع المعتدين وطمس الهوية الإيمانية لكن هيهات لهم ذلك فبحبنا لنبينا نصرة للهوية الإيمانية وانتصار على الغزاة والمعتدين.
شرف التميز
مطهر يحيى شرف الدين- إعلامي وناشط ثقافي بين أن مناسبة ذكرى مولد المبلِّغ عن ربه والهادي إلى سواء السبيل نستحضر جليل المقام الرفيع الأسمى من في حضرته تسكن الجوارح وتقر الأعين وتهدأ النفوس وتلين القلوب لتدرك عظمة الوهج المضيء والسراج المنير والرحمة المهداة للأمم التي اهتدت بتباشير مولد النبي الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وقد عمّت أنوارُ مجيئه آفاق الدنيا واحتفت الكائنات وَالخلائق بمن أرسله الله ليحمل البلاغ الإلهي والمنهج المحمدي والمرشد إلى الصراط المستقيم.
وقال: ليس أكرم ولا أجل من أن يأتي نبيٌ مرسل فيحمل قولاً إلهياً عظيماً وكتاباً فيه الهدى والنور بالحُجج القاطعة والبراهين البيّنة والدلائل الواضحة، وَيبلغ بالبشرى وبالنذير، ويدعو إلى جنةٍ عرضها السموات والأرض وينذر الحساب والعذاب الأليم الخالد ، ولذلك علينا جميعاً أن نستشعر عظمة ومكانة شخصية النبي صلوات الله عليه وآله وكيف ميزه الله وعظمه وقدّره وأمر الله بتوقيره وتعزيره ونعبر عن ذلك بإقامة الاحتفالات وتزيين الأحياء والمباني بالشعارات والفقرات المعبرة ونحيي في أنفسنا القيم الإيمانية تحركاً وفعلاً وتعاملاً واستنهاضاً .
التربوي ناجي المدري يقول من جانبه: الشعب اليمني هو شعب أصيل وهو شعب الأنصار هو من يقف مع الرسول والإسلام من الوهلة الأولى هو من أستقبل الرسول في الهجرة من مكة إلى المدينة وانتظروا وصول الرسول على أبواب المدينة استقبلوه بالأفراح والرايات الخضراء أوراق النخيل وبالزوامل وكان أول زامل هو طلع البدر علينا.. إلخ.
ولفت إلى إن الشعب اليمني المسلم له دائما شرف التميز في تفاعله مع ذكرى المولد النبوي لأنه يمن الإيمان. يمن الأنصار وكما تعلمون أن الشعب اليمني منذ العدوان والحصار وهو يرسل رسالة عالمية بأن حصاركم وعدوانكم لن يمنعنا من حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكما يعلم القاصي والداني أن الشعب اليمني سوف يخرج كالطوفان هذا العام أكثر من العام الماضي اليوم يحتفي كل مواطن يمني بذكرى قدوم فعالية المولد النبوي الشريف بتزيين بيته والحي والمدرسة والجامع وغيرها من المؤسسات.
صفات النبوة:
وأضاف: اليوم تشكل اللجان المجتمعية والرسمية والثقافية والإعلامية والتربوية لتنظيم الفعاليات والأمسيات والندوات حول فعالية المولد النبوي واليوم نعم نعيش وضعا اقتصاديا مؤلما جدا ولكن أبشركم أن الشعب اليمني المجاهد يعد أكبر قافلة تبرع ودعم لكل الجبهات تحت شعار “الرسول الأعظم” يشارك فيها الطفل والمرأة والشباب والنساء والشيوخ والمثقفون والتربويون والتجار والمزارع وغيرهم.
مبينا أن اليمنيون شعب يقتدي بأخلاق الرسول يقتدي بجهاد الرسول يقتدي بإحسان الرسول يقتدي بسلوك وصفات وأعمال الرسول.
مظاهر فرائحية:
من ناحيتها أوضحت الناشطة وفاء الكبسي أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هوية يمنية أصيلة اكتسبناها نحن اليمنيون من أجدادنا الأنصار فهم أول من ناصره حين كفره قومه وحاربوه، وهم من استقبلوه مهاجرا أليهم واحتفلوا بقدومه وانشدوا طلع البدر علينا، ونحن توارثناها جيلا بعد جيل حبا وارتباطا وإعظاما واجلالا وفرحا وابتهاجاً بيوم مولده الشريف، وهاهم اليوم أحفاد الأنصار برغم الحصار والعدوان الكوني الهمجي عليهم تفردوا بحبهم وارتباطهم به فهم يحيون مناسبة المولد النبوي الشريف باحتفالات فرائحية كرنفالية ليس لها مثيل في كل بقاع هذا الوطن العظيم كبارا وصغارا ونساء ورجالا، فقد اعتادوا في هذه المناسبة التحضير لها منذ بداية شهر صفر حتى يوم ذكرى المولد النبوي الشريف الثاني عشر من ربيع الأول.
وأضافت: حيث يقومون بالاحتفال عن طريق تزيين شوارعها وأزقتها وأحيائها بالزينات والرايات الخضراء والبيضاء التي راحت ترفرف خفاقة في أرجاء مدينة صنعاء، واللافتات التي تحمل اسم الرسول الأعظم بما يبعث مشاعر البهجة والسرور وتتعالى من مآذن المدينة القديمة الصلوات والتكبيرات والتسابيح والموشحات والأدعية والابتهالات التي تعزز من عظمة المناسبة وتضفي مشاعر الروحانية بعظمة ومنزلة رسول الله في قلوبنا نحن اليمنيون.
حفل عظيم:
وبينت انه في هذا العام سيكون حفلاً بزخم كبير نشتاق إليه كما يشتاق الرضيع لأمه، ونقول لقوى الشر والعدوان نحن أمة متمسكة بكتابها وبنبيها تمسكا بالحق والعدل والنور والرحمة وهذه المناسبة تزيدنا قوة وثباتا وصمودا لمواجهة حلفكم الباغي وعدوانكم الظالم الغاشم، فدماؤنا وأرواحنا ترخص لرسولنا الأعظم والله على ما نقول شهيد، ودماء شهداءنا تشهد، وجراح جرحانا تشهد، وبيوتنا المهدمة تشهد، بأننا يمانون محمديون سائرون على دربه ونهجه.

قد يعجبك ايضا