عسكريون تحدثوا لـ”الثورة ” عن دلالات العملية على ضوء وعد قائد الثورة: “فجر الحرية”.. انطلاقة لتحرير كل شبر من أرض الوطن
أيام معدودات كانت الفاصلة بين وعد قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي بتحرير جميع الأراضي اليمنية واستعادة جميع المناطق التي احتلها تحالف العدوان وبين الإعلان عن عملية ” فجر الحرية ” التي أعلنت تحرير ما تبقى من محافظة البيضاء وأجزاء من محافظة شبوة، فبعد أن ضمن السيد القائد لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً لا يخضع لأي احتلال ولا يخضع لأي وصاية – في كلمته بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام نهاية شهر محرم المنصرم تحرك أبطال الجيش واللجان الشعبية على هذا المسار حتى تحققت عملية “فجر الحرية” التي انتهت بتحرير (الصومعة، مسورة، باقي أجزاء من مكيراس) حيث بلغت المساحة المحررة 2700 كيلو متر مربع بالإضافة إلى قتل 70 تكفيريا مرتزقاً وإصابة 120 داعشيا مرتزقاً وأسر قرابة 40 من تلك العناصر، ولهذه العملية دلالات وأبعاد كثيرة على ضوء وعد قائد الثورة نستعرضها مع خبراء عسكريين في سياق السطور القادمة:
الثورة / أحمد السعيدي
البداية كانت مع الخبير العسكري اللواء عبدالله الجفري الذي تحدث عن دلالات هذه العملية فقال: ” لقد تحدث قائد الثورة السيد عبدالملك – حفظه الله ورعاه – في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد وأسقط منهجية الإمام زيد وفق بصيرة قرآنية على واقعنا المعاش، وبالتالي تحرك الجيش من المجاهدين واللجان الشعبية وإلى جانبهم إخوانهم الشرفاء والأحرار من أبناء الشعب اليمني ببصيرة قرآنية تبلورت في مشروع الشهيد القائد السيد حسين – رضوان الله عليه – ومنهجية الإمام زيد التي ورثها من جده الحسين بن علي عليه السلام متوكلين على الله في مواجهة العدوان وأدواته المرتزقة والإرهابيين، فقام أبطالنا بتطهير ما تبقى من محافظة البيضاء وعلى رأسها مديرية الصومعة وكان من أهم عوامل النجاح في هذه العملية أنها استندت إلى عمل أمني استخباراتي دقيق ساهم في حسم المعركة وتحرير تلك المديريات ما أدى إلى التمهيد لتوغل في محافظة شبوة المجاورة لمحافظة البيضاء في فترة زمنية قصيرة جدا قدرت بـ48 ساعة، وقد كانت هذه العملية واسعة حررت فيها أراضي شاسعة وقتلت عدد من الإرهابيين وتم اغتنام عدد من الأسلحة وتدمير أخرى والسيطرة على أكثر من سبعة مواقع للإرهابيين وكان الدور الأبرز إلى جانب دور المجاهدين لأبناء وقبائل تلك المناطق الذين لعبوا دورا كبيرا في التصدي للإرهابيين وكانوا هم الحاضن الاجتماعي للجيش واللجان الشعبية في هذه المناطق ، ولا ننسى أن عملية ” فجر الحرية ” جاءت متزامنة مع احتفالات بلادنا بالعيد السابع لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة وهي تدشين لمرحلة جديدة من تحرير الأرض اليمنية كاملة وطرد المحتلين وفتح مسارات عديدة وفق تكتيكات كبيرة للتقدم إلى محافظة مارب في سياق التحرير الشامل والكامل لكل شبر من أرض بلادنا الحبيبة، كما مثلت العملية صفعة قوية للعدوان، وأيضا اسم العملية يشير إلى تدشين مرحلة الاستقلال الثاني لأرضنا التي احتلها في الشمال الاستعمار العثماني وفي الجنوب الاستعمار البريطاني، والتاريخ اليوم يعيد نفسه في ظل ما نشاهد في المناطق المحتلة، ولذلك كان خطاب قائد الثورة أشبه برسالة مزدوجة لدول العدوان ومرتزقتهم والى مجاهدي الجيش واللجان الشعبية لمواجهة كل الطغاة والمحتلين على الأرض اليمنية ولذلك نستطيع اليوم أن نقول إن اليمن استعادت عزتها ومكانتها وتاريخها وحضارتها التي سلبت منها على فترة طويلة من الزمن عبر المشروع الدولي للهيمنة والسيطرة على القرار السياسي والسيادي، وبحمد الله تم تحديد من هو رأس التحالف “السعودية” ومن يقف وراءها هي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل الذين أرادوا السيطرة على المقدرات الاقتصادية والممرات المائية والملاحية والمنافذ البحرية وكذلك على الموانئ والجزر والمطارات ، ولذلك يمكن القول، إن خطاب قائد الثورة خطاب تحرري وطني.
وقت قياسي
أما العميد علي أبو جبل-خبير عسكري في الأمن المركزي – فقد قال عن هذه العملية:
عملية فجر الحرية فيها من الدلالات والأبعاد ما يطول شرحه بدايةً بالإعلان عنها بعد أيام قليلة من الوعد الذي قطعه السيد القائد على نفسه أمام الشعب بتطهير كل شبر من أرض اليمن من دنس الغزاة ومرتزقتهم، ولربط هذا الإنجاز بذلك الوعد كرر الناطق الرسمي سريع ذلك الوعد ثلاث إلى أربع مرات خلال القائه بيان النصر، يأتي بعد ذلك اسم العملية اللافت للنظر والذي يوحي للمستمع ببدأية مرحلة جديدة من الحرية والتحرير، فاسم (فجر الحرية) له دلالة عميقة لما سيحدث في الأيام القادمة، ومن الدلالات أيضا قدرة أبطال الجيش واللجان الشعبية على تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة ومهمة في وقت قياسي ومواجهة مقاومة شرسة بإمكانيات دول عظمى، لذا فقد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على الصومعة ومسورة في غضون 48 ساعة فقط تحت قصف مكثف من طائرات العدوان لإنقاذ مرتزقتهم، حيث شن العدوان اكثر من 30 غارة عدوانية أمريكية سعودية مساندة للدواعش، وهذا ليس بغريب على جيشنا البطل ولجاننا الشعبية الأشاوس فقد عودنا المجاهدون بفضل الله على ملاحم سابقة أكثر حصاداً وفي وقت وجيز أيضاً والحديث يطول عن دلالات وأبعاد هذه العملية ولكن نكتفي بهذا.
الوعد الصادق
وبدوره قال الخبير العسكري في شؤون الجماعات الإرهابية وليد صومل:
ما تقرؤه خلف سطور عملية فجر الحرية، هو ما ركز عليه إعلام العدوان ومن يقفون معه، فبعد كلمة السيد عبد الملك في ذكرى استشهاد الإمام زيد ووعده بأنه سيحرر البلاد ويستعيد كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان وسيضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً لا يخضع لأي احتلال ولا يخضع لأي وصاية ، عندها تناولت وسائل الإعلام التابعة لأعداء اليمن ذلك الوعد بشكل مكثف وكأنهم يعرفون أنه وعد حق وسيتم تنفيذه، لكنهم تناولوه على أساس أن الحوثيين لا يريدون السلام ويعدون بالتقدم إلى جميع الجبهات ، وبعد أن تم الإعلان عن تحرير بقية مناطق البيضاء والدخول إلى شبوة أدركت أن ذلك الوعد الاستراتيجي لم يكن من باب الاستهلاك الإعلامي أو طمأنة الشعب أو إخافة العدو بل كان وفق خطط مسبقة وعمل عسكري وأمني متواصل، وهذا ما أثبتته الإنجازات الأمنية التي مهدت للعملية على مستوى الرصد وتحديد الأهداف ومواقع العدو وأيضا كان الوعد الصادق من السيد القائد الحكيم نابعاً من الثقة الكبيرة بالله ثم بأبطال الجيش واللجان الشعبية القادرين على إحداث الفارق بالرغم مما يمتلكه العدو من أسلحة عالمية أبرزها سلاح الجو، والحمد لله نجحت العملية وحققت أرقاماً كبيرة على مستوى الجغرافيا أو الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها العدو وأصبحت البيضاء بيضاء ناصعة البياض ومطهرة من سواد القاعدة وداعش والإصلاح الذين جعلوا أعزة أهلها أذلة ونشروا ثقافة منهجيتهم المتمثلة بالذبح والقتل والصلب ونهب الممتلكات وتخويف الناس.
وحدة الأرض
بينما تحدث العقيد فضل السياني-خبير عسكري –دائرة التوجيه المعنوي قائلاً:
نبارك لأبناء شعبنا اليمني العظيم هذا الانتصار الكبير الذي انتظرنا بزوغ فجره كثيرا بعد سنوات من الليل المظلم الذي خيم على محافظة البيضاء، ومن صومعة الصومعة أذَّن مجاهدو الجيش واللجان الشعبية أذان الانتصار معلنين فجراً جديداً ملؤه النصر والحرية ولا ننسى الدور الكبير الذي لعبه أبناء المناطق المحررة وكل وطني حر، حيث تكاتف جميع الشرفاء وتشاركوا في شرف تطهير المحافظة من دنس القاعدة وداعش أتباع أمريكا وإسرائيل الذين ظنوا أنهم قادرون على احتلال اليمن وإخضاع الشعب اليمني بالتهديد وارتكاب الجرائم والحصار الخانق ليقبل المواطن بتواجدهم كأمر حتمي ، لقد أخطأوا في حساباتهم ولم يقرأوا ولو قليلا عن تاريخ اليمن وانها مقبرة كبيرة ولا تنتهي للغزاة والمحتلين مهما حاول إعلام العدوان تضليل العالم بأن العدوان يحقق الانتصارات وأن الجيش واللجان يقتربون من النهاية والاستسلام، وذلك ما أثبت عكسه المجاهدون الأحرار الذين يمضون بخطى ثابتة لتحرير الأراضي اليمنية التي دنسها الاحتلال ، مسطرين أروع البطولات الأسطورية التي ستدرّس للأجيال القادمة ، وبالعودة إلى دلالات وأبعاد العملية فنذكر توقيت هذه العملية الذي جاء تزامناً مع احتفالات بلادنا بالعيد السابع لثورة 21 سبتمبر الثورة التي لفظت مرتزقتهم وأيضا الإعلان عنها بعد أيام قلائل من الوعد الذي قطعه السيد القائد عبد الملك الحوثي بتطهير جميع الأراضي اليمنية، فتمت بعد ذلك بالسيطرة على مديريتي بيحان وعسيلان في محافظة شبوة، وأيضاً الوقت القياسي الذي أنجزت فيه العملية والمقدر بيومين فقط بحسب ما أكده ناطق الجيش واللجان، وهذا يظهر مدى الوهن الذي وصل إليه المرتزقة حتى انهارت وتهاوت آخر معاقلهم في جبهة الصومعة دون أي مقاومة تذكر، وأخيرا كان لاسم العملية نصيب من الأبعاد والدلالات، حيث أن اسم العملية تكون من كلمتين الأولى “فجر” وتعني بداية العمل وطلوع الشمس والثانية “الحرية” وتعني تحرير كل شبر من أرض الجمهورية اليمنية، والنصر والعزة لليمنيين، ولا نامت أعين الجبناء المحتلين ومرتزقتهم.