مشروع التحرير يصنع المتغيرات

زيد الشريف

 

لا قيمة للحياة بدون الحرية والاستقلال والأمن والسلام، ولا قيمة للوجود في الدنيا بدون العزة والكرامة، هذه قيم ومبادئ يؤمن بها كل البشر على وجه الأرض كفطرة وغريزة فطر الله الناس عليها في كل جوانب ومجالات الحياة، لأن الحرية والاستقلال والعزة والكرامة تضمن للإنسان أن يعيش حياته بالشكل الذي يريده الله تعالى لا يظلمه أحد ولا يسلبه حقوقه الشرعية أحد من الناس تحت أي مبرر كان، حتى لو لم يكن هناك غزو واستعمار خارجي للبلد، فإن السلطة التي تحكمه تكفل له الحرية والكرامة لأن الحرية الحقيقية ضرورة حتمية يجب أن يحظى بها كل الناس كحق مشروع لا ينازعهم فيه أحد، فما بالك عندما يكون هناك غزو خارجي يعمل ويسعى بكل الوسائل إلى استعمار هذا البلد أو ذاك ويهيمن على سكانه الأصليين وينهب ثرواتهم ويتحكم في قرارهم وسيادتهم ويسلبهم حريتهم واستقلالهم بالقوة والطغيان بدون وجه حق؟ في هذه الحالة فإن الواجب الشرعي والإنساني والأخلاقي يفرض على الناس التحرك العملي في كل المجالات لمواجهة العدو المستعمر والتصدي له، بل يجب أن يتحرك الجميع لطرده وتحرير البلد من شره مهما كلف الثمن.
الشعب اليمني الصامد بروحيته الثورية والجهادية وهويته الإيمانية وفطرته الإنسانية يواجه دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي ويتصدى لها بكل قوة منذ أكثر من ست سنوات لأنه شعب عزيز وكريم لا يمكن أن يقبل بالهيمنة الأجنبية ولا بالاستعمار الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي أبداً، مهما كان حجم الصعوبات والتحديات ومهما كان حجم التضحيات لأنه يدرك أن الاستسلام والقبول بالاستعمار يعني الذل والهوان والخزي والعار وأنه لا قيمة للحياة ولا طعم للوجود فيها في ظل الاستعمار، ولهذا يتحرك الشعب اليمني الصامد المجاهد بجيشه ولجانه الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء لمواجهة العدوان ومرتزقته وتحرير اليمن من شرهم وطغيانهم وأطماعهم الاستعمارية كمشروع عملي جماعي دفعت الجميع إلى تحقيقه الفطرة الإنسانية والقيمة الأخلاقية والمبادئ الإيمانية وهذا المشروع العظيم والمقدس يشق طريقه بالاعتماد على الله تعالى، ولهذا فمن المؤكد أنه سينتصر.
تحرير محافظة البيضاء من العناصر الإرهابية (داعش والقاعدة) يعد من أعظم الانتصارات الكبيرة والمهمة للشعب اليمني، وهو أيضاً من أعظم إنجازات مشروع تحرير اليمن من العدوان وأدواته، وكل تلك العلميات العسكرية الجهادية الميدانية والصاروخية والجوية التي نفذها وينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية والتي كُلِّلتْ بالنصر بعون الله في: الجوف والبيضاء ومارب وشبوة وغيرها من المناطق، هي في إطار مشروع التحرر من الهيمنة والاستعمار والخيانة والارتزاق، وما يجري اليوم من عمليات عسكرية نوعية برية في محافظة مارب تبرهن صدق الوعد الذي وعد به السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – الذي أكد على ضرورة تحرير كل شبر من أرض الوطن بما يضمن لكل اليمنيين الحرية والاستقلال، وهذا ما يحصل اليوم بالفعل -بعون الله -على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية.
مشروع التحرير بما يتضمنه من أهمية كبرى وثمار طيبة ومباركة يشق طريقه بمعية الله وتأييده على أيدي المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية في مارب وقبلها في البيضاء، واليوم في شبوة، وغداً إن شاء في بقية المناطق، هذا المشروع العظيم هو الذي سيغير الواقع اليمني إلى الأفضل في كل المجالات وهو الذي سيمنحنا السلام ، وتحرير المناطق والمحافظات التي يسيطر عليها الغزاة المعتدون وأدواتهم من العملاء والمرتزقة هو العمل المضمون الذي من خلاله سيستعيد الشعب الحرية والاستقلال، والمشروع التحرري المهم والضروري هو الذي سيقطع الطريق على شهية الأطماع الاستعمارية الأجنبية ويكفل لكل اليمنيين العيش في وطنهم أعزاء كرماء أقوياء ينعمون بالحرية والاستقلال ، والمواقف ثابتة والخيارات حاسمة والعمليات مستمرة ولن تتوقف إلا بتوقف العدوان ورحيل الغزاة وفك الحصار ما لم فإن مشروع التحرير سيستمر في شق طريقه حتى النصر، ومن يتوكل على الله فهو حسبه والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا