الثورة /
تكبدت الولايات المتحدة الأمريكية، خسائر فادحة تصل إلى 23 تريليون دولار على مدى الثلاثين عاماً الماضية، بسبب «عدم المساواة» على كافة المستويات بما فيها عدم المساواة في التوظيف والتعليم والأرباح.
وأدان تقرير بحثي نشرته مجلة «بروكينغز بيبارز» – الصادرة عن معهد «بروكينغز» وشارك فيه متخصصون اقتصاديون منهم رئيسة البنك المركزي الأمريكي في مدينة سان فرانسيسكو – الإدارة الأمريكية على مدى ثلاثين عاماً مضت، ويقول إنها اتخذت حواجز هيكلية تجاه العديد من الأمريكيين في فرصة المشاركة في الاقتصاد.
التقرير أكد أن الإدارة الأمريكية منذ عام 2000م حتى 2020م فقط فوتت فرصة تحقيق 16 تريليون دولار إضافية للاقتصاد الأمريكي إذا كان تم سد الفجوات العرقية المتزايدة في المجتمع الأمريكي والمتجذرة في سوق العمل والوظائف.
معهد «بروكينغز» ذاته، كان في العام الماضي قد أكد أن متوسط دخل الأمريكيين السود خلال السنوات العشر الأخيرة كان أقل بنسبة 20 إلى 25 % من متوسط دخل المواطنين البيض، وفقط القليل من السود من عائلات فقيرة ينجحون في الخروج من هذا الوضع.
فالأمريكيون السود ذوو الآباء الذين يحتلون الخُمس الأخير في سلم الرواتب يرتقون وظيفياً إلى مراتب الدخل الأعلى فقط بنسبة 50 % مقارنة مع «الأطفال البيض» وفقاً لـ”بروكينغز”.
وليست الوظائف فقط هي محل التمييز وعدم المساواة في أمريكا، فالقوانين الأمريكية تقر التمييز على مستويات الصحة والرعاية الصحية والتعليم وفقاً لتقرير المعهد الذي صدر مؤخرا.
فالسود -وفقاً للمعهد- يعيشون غالباً في أحياء بها نسبة تلوث مرتفعة للهواء، وليس بمقدورهم شراء غذاء صحي، ويأكلون في الغالب الوجبات الجاهزة المجمدة، وهو سبب رئيسي في إصابتهم بأمراض مزمنة. والوضع الصحي السيئ في المتوسط ينعكس في فرص حياة أقل، وهذا ما يتضح من حقيقة أن الأمريكيين السود يموتون بنسب أكبر نتيجة وباء كورونا بسبب الرعاية الصحية السيئة في أحيائهم.