بنعمر يكشف في حوار “للثورة” مفاوضات نقل السلطة وزياراته للساحات وتنقلاته تحت حماية الأطراف المسيطرة



قال: مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور جمال بنعمر إن ما “تحقق في إطار مؤتمر الحوار الوطني هو انتصار لجميع اليمنيين وانتصار لفكرة التغيير السلمي والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة الحديثة دولة القانون”.
وأكد أن اليمن مقبلة على “إصلاح جذري في المؤسسات من خلال إنهاء حالات الفساد وإساءة استخدام السلطة” .. مشيرا إلى إن مؤتمر الحوار الوطني بني على الشفافية والمشاركة الكاملة لجميع الأطراف الفعالة والمكونات الجديدة.
وأضاف: في الحلقة الأولى من حوار – نشرته صحفية “الثورة” اليوم – “تم في المؤتمر الاتفاق على مخرجات تؤسس لدولة جديدة وعهد جديد وتؤسس لمنظومة حكم جديدة لليمن الجديد”.
وأكد أن “العملية السياسية في اليمن هي عملية تغيير وعملية تأسيس دولة حديثة من خلال مؤسسات جديدة” .. مضيفا: “لقد تم الاتفاق على إغلاق صفحة الماضي الأليم بصراعاته وبالانتهاكات التي تمت وتم الاتفاق أن هذا الانعتاق لا رجعة فيه.. وما أسس سيكون الركن الرئيسي لولادة جديدة لهذه الدولة”.
وأشار بنعمر إلى بدايات مرحلة نقل السلطة وعمليات الحوار والتفاوض التي كان يديرها .. وأكد أنه “لم يكن مقتنعا أنه بالإمكان الخروج من الوضع الذي كان قائما في اليمن آنذاك”.. مستدركا: “لكن شيئا فشيئا لا حظت أن معظم الأطراف اقتنعت بالفكرة”.
وفي الحوار – الذي أجراه الزميلين علي محمد البشيري مدير التحرير ومحمد محمد إبراهيم – أكد المبعوث الأممي إلى اليمن أن “القيادات السياسية في كل أطراف العمل السياسي ومنظمات المجتمع المدني تحلت بأعلى درجات المسؤولية وعكست أنصع حكمة الحكمة اليمانية”.
ودعا بنعمر اليمنيين إلى إدراك أن مجلس الأمن لم ولن يسمح لأي شكل من أشكال التعنت لإيقاف عجلة التغيير أو إفشال استكمال التسوية السياسية .. مطالبا جميع الاطراف بالالتزام بما تم وسيتم التوافق عليه لإكمال “هذه التسوية وهذه التجربة التي أصبحت محط أنظار العالم”.
وقال: إن اليمن هو “البلد العربي الوحيد من بلدان الربيع العربي الذي تمت فيه تسوية سياسية تقتضي النقل السياسي للسلطة وفق عملية تغيير سلمية”.. مؤكدا أن اليمن له وضعه الخاص والمختلف كثيرا عن البلدان التي شملها الربيع العربي”.
وأضاف: “الوضع كان خطيرا جدا فما حصل في اليمن هو ثورة شبابية وانهيار في النظام وانقسام داخل السلطة وتناحر عميق داخلها وانهيار في الدولة وكان ثمة بداية حقيقية لصوملة اليمن من خلال أحداث 2011م حيث فقدت الدولة سيطرتها على كثير من المناطق وسيطرت القاعدة لأول مرة في التاريخ على محافظة كاملة وجزء من محافظة وهذا لم يحدث حتى في افغانستان.. بالإضافة إلى جماعات مسلحة قطعت الطرق واحتلت المباني وبدأت ملامح الفوضى وأصبح الوضع خطيرا جدا وهذا ما جعل المجتمع الاقليمي والدولي من أصدقاء اليمن يعطي الحالة في اليمن أولوية استثنائية”.

وتحدث جمال بنعمر في حواره المطول مع “الثورة” عن بعض التفاصيل التي جرت خلال المراحل الأولى لتطبيق المبادرة الخليجية .. كاشفا النقاب مفاوضات نقل السلطة وزياراته للساحات وتنقلاته تحت حماية الأطراف المسيطرة وعن اجتماع استمر لأسبوع كامل في بيت نائب الرئيس حينها عبدربه منصور هادي.

وقال: “كان هذا الإجتماع هو “بداية التفكير في مخرج وخطة متكاملة لعملية النقل السلمي للسلطة التي تضمنت مشاركة الجميع في العملية السياسية وتضمنت كذلك الأسس الجديدة والحديثة لحل أهم القضايا المستعصية بالنسبة لليمن”.

وأشار بن عمر إلى دور الضغوط الدولية .. وقال: إنها “لعبت دورا كبيرا لأن المجتمع الدولي اعتبر الاضطرابات الحاصلة في اليمن قد تكون بداية لانعكاسات على مستوى السلم والأمن الدوليين ولهذا كانت رسالة مجلس الأمن واضحة وموحدة.

بن عمر قال: إن ما حصل من انتقال للسلطة في اليمن لم يكن استبدال شخص بآخر وإنما كانت المسألة اتفاق سياسي سمح باشراك أطراف أخرى في العملية السياسية كأنصار الله والحراك والشباب والنساء وأحزاب جديدة وأخرى ناشئة ولم تعد العملية محتكرة من طرف سياسي فقط أو من الأحزاب البرلمانية التقليدية المعروفة.
وأكد بن عمر أن اليمن كان أول بلد عربي تم الاتفاق فيه على خارطة طريق من أجل نقل السلطة والبدء بعملية تغيير سلمي عبر عملية تفاوضية سلمية رغم أن اليمن هو البلد الثاني في العالم من حيث انتشار الأسلحة ورغم أن الوضع كان خطيرا.

تحرير : فؤاد محمد

قد يعجبك ايضا