الثورة نت|
عقد مجلس الشورى اليوم اجتماعه الثاني من دورة الانعقاد الثانية للعام الجاري برئاسة رئيس المجلس محمد حسين العيدروس، وحضور نائب رئيس المجلس عبده محمد الجندي.
ناقش الاجتماع الذي ضم وزير الثقافة عبدالله الكبسي، تقرير لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة حول آثار العدوان على قطاع الثقافة.
وتضمن التقرير حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع الثقافي من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية في البلاد جراء العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الإماراتي، والصعوبات التي تواجه عمل المؤسسات الثقافية والمعالجات اللازمة لتحسين أدائها.
وأشار التقرير إلى الأعمال التخريبية التي طالت مدينة صنعاء القديمة جراء طيران العدوان بهدف شطبها من قائمة التراث العالمي، وسياسة القصور والتهميش التي انتهجتها الحكومات السابقة تجاه الثقافة والنُخب الثقافية وشحة الإمكانيات المخصصة للقطاع الثقافي، ما أسهم في إيجاد هوة بين وزارة الثقافة وطبقة المثقفين والمجتمع بصورة عامة.
وأوصى التقرير بالتدخل العاجل للجهات المعنية في مؤسسات الدولة في مواجهة الآثار المترتبة عن العدوان في قطاع الثقافة والسياحة، والعمل على وضع حد لتداخلات المهام والصلاحيات بين وزارات الثقافة والسياحة والإرشاد وهيئة الأوقاف.
كما أوصى التقرير بوضع استراتيجية وطنية شاملة تقدم رؤى حديثة لمفهوم الثقافة والسياحة تسهم في تشكيل ثورة ثقافية سياحية لا تقل أهمية عن الثورة الصناعية العسكرية والثورة الزراعية.
وأوصى التقرير بإسراع الحكومة ومجلس النواب في انجاز المنظومة القانونية لتنظيم عمل ونشاط الثقافة والسياحة وتوفير الغطاء القانوني لحماية حضارة اليمن من الاندثار، إضافة إلى أهمية تخصيص مساحة في وسائل الإعلام لتعريف العالم بحضارة وتراث الشعب اليمني وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ على الموروث التاريخي والحضاري للبلاد.
وفي الاجتماع أشار رئيس مجلس الشورى، إلى أن النظامين السعودي والاماراتي، هما المتهمين بدرجة رئيسية ومن يقف ورائهما في سرقة وتهريب وبيع الآثار اليمنية.
وقال “نحن مطالبون بالوقوف مع الوطن والدفاع عن تاريخنا وحضارتنا الإنسانية أمام جرائم تهريب التاريخ والحضارة اليمنية التي تعد ملكاً لكل اليمنيين بأجيالهم المتعاقبة”.
واعتبر الأعمال التي تقوم به دول العدوان، جرائم لا تختلف عن جرائم القتل والتدمير التي خلفها عدوان آل سعود وآل زايد على يمن الإيمان والحكمة.
وأكد العيدروس ضرورة المطالبة بمحاكمة كل من تورط وسهل وشارك في جريمة نهب الآثار وتصنيفها ضمن جرائم العدوان الجسيمة بحق الشعب اليمني والسعي لاستعادتها باعتبار ذلك من الأولويات الوطنية في الوقت الراهن.
وشدد على أهمية تضافر جهود المؤسسات الحكومية ذات العلاقة لدعم جهود وزارة الثقافة للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي والحضاري لليمن.
وأشاد رئيس مجلس الشورى بجهود وزارة الثقافة والمؤسسات التابعة لها وما تقوم به من خطوات أولية لحصر وتوثيق أضرار وتداعيات العدوان على القطاع الثقافي .. مثمنا جهود لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة بالمجلس في إعداد التقرير.
بدوره أشار نائب رئيس مجلس الشورى، إلى أن استهداف دول العدوان لحضارة وتاريخ اليمن، نتيجة انزعاج دول تحالف العدوان من هذا الحضارة الضاربة جذورها في التاريخ.
ولفت إلى أنه لا يمكن لأي أعمال تخريبية مهما كان حجمها أن تمحي حضارة اليمن ورموزها التاريخية التي تزخر بها على مر العصور.
وأكد الجندي ضرورة ترجمة التقرير وغيره من التقارير المعدة عبر لجان المجلس المختلفة وتلخيصها وإرسالها للمنظمات الدولية وتعريف العالم بما يقوم به العالم ضد الشعب اليمني ومقدراته.
بدوره أشار وزير الثقافة إلى أن الثقافة مرت بعدد من الحقب المختلفة خلال الفترات الماضية تعرضت فيها للإهمال والتهميش، ما تسبب في إعاقة الوزارة من القيام بمهامها بشكل أمثل.
وقال ” ما تقوم به الوزارة في الوقت الراهن، هو معالجة تبعات ذلك التهميش الذي حصل في الماضي رغم شحة الإمكانيات”.. حاثا الجهات ذات العلاقة على دعم جهود الوزارة ومؤسساتها بما يمكنها من تنفيذ مهامها بالشكل المطلوب.
واستعرض الكبسي ما تم تنفيذه من أعمال ترميم وصيانة لعدد من المنازل في مدينة صنعاء التاريخية ومدينة زبيد التي تعرضت للدمار بسبب الاعتداء المباشر من قبل العدوان، وتضرر البعض منها بسبب الأمطار.
وأكد أن اليمن يزخر بالكثير من المناطق الأثرية والتاريخية التي يجب تأمينها والحفاظ عليها من أعمال النهب والسرقة والاعتداء المتعمد عليها كما حصل بمدينة جبلة من عبث بالمعالم التاريخية.
ولفت وزير الثقافة إلى أن اليمن امتلك مؤخراً أهم اكتشاف للمومياء في العالم المتمثل في مومياء سنبان التي ما تزال تمتلك أهم الأجزاء كالأسنان والأظافر ويعود عمرها لنحو خمسة آلاف سنة وذلك دليل على أن اليمنيين امتلكوا طرق متطورة عن غيرهم في عملية التحنيط.
وثمن جهود قيادة وأعضاء المجلس في إعداد تقرير الثقافة وما تضمنه من توصيات ومحددات من شأنها الارتقاء بواقع الثقافة في اليمن.
واستمع الاجتماع، إلى عدد من ملاحظات ومقترحات أعضاء المجلس التي أكدت في مجملها ضرورة الاهتمام بالقطاع الثقافي ورفع مستوى الوعي الحكومي والشعبي بأهمية الثقافة والحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري للبلاد.
وأقر الاجتماع تقرير لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة وتشكيل لجنة من وزارة الثقافة والمجلس لاستيعاب ملاحظات أعضاء المجلس على التقرير.
وكان المجلس استهل جلسته بالاستماع إلى محضره السابق وأقره.
حضر الاجتماع أمين عام مجلس الشورى على يحيى عبد المغني ووكلاء وزارة الثقافة لقطاعات العلاقات الثقافية عائد الشوافي والفنون الشعبية والمسرح على المؤيد والمصنفات الملكية والفكرية عبد الملك القطاع والآثار والمدن التاريخية عبد الملك عزان والمرأة والطفل مديحه العبسي والوكيل المساعد لقطاع الشعر والإنشاد أحمد شدان والقائم بأعمال رئيس الهيئة العامة الآثار عبد الله محمد أحمد والقائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للكتاب عبد الرحمن مراد والقائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية مجاهد طامش والقائم بأعمال المدير التنفيذي لصندوق التراث والتنمية إبراهيم الموشكي ورئيس المكتب التنفيذي لتعز عاصمة الثقافة رمزي اليوسفي.