المعركة الأمنية تراكم إنجازات اليمن في مواجهة تحالف العدوان.. انتصارات يحفها التأييد الإلهي ودعم القيادة

لقاء الرئيس بقادة الأجهزة الأمنية: جهود الأمن تحظى بدعم الرئيس وإنجازات تصد مخططات تحالف العدوان

 

 

مع تواصل الانتصارات على الجبهتين العسكرية والسياسية واستمرار الصمود بأشكاله المختلفة يراهن العدوان ومرتزقته منذ سبع سنوات على إحداث اختراقات أمنية من شأنها التأثير على الجبهة الداخلية وزعزعة الاستقرار في كافة المحافظات الحرة.. رهان يدفع أصحابه إلى استخدام كافة أوراقهم في اليمن والدفع بها إلى شراك الفشل بين أيدي رجالٍ شكّلوا من أنفسهم سياجاً للوطن.
الثورة / عبد القادر عثمان

خلال لقائه الأخير باللجان الأمنية في أمانة العاصمة والمحافظات، أشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، إلى أن المعركة العسكرية هي آخر ما يفعله العدو عندما يعجز في مختلف المستويات.. مؤكداً أن “المعركة مع العدوان الأمريكي السعودي ليست عسكرية فقط، بل هي معركة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية”.
وقال: “إذا عجز العدو في المعركة الأمنية والاجتماعية يدخل في المعركة العسكرية”، لافتاً إلى استهتار العدوان الأمريكي السعودي بحياة الناس على كل المستويات.. ومشدداً على أن الأجهزة الأمنية والمخابراتية والاستخباراتية وقاية للمواطن، بحيث لا يصل إليه العدو بأنشطته وبرامجه.

دعم القيادة
وتضمنت رسالة الرئيس المشاط تأكيداً صريحاً بدعم القيادة السياسية والثورية للأجهزة الأمنية والمخابراتية وكافة الجهود المبذولة في الجانب الأمني في المرحلة الراهنة، التي تتطلب مزيداً من الالتزام والأداء وفقا للعمل المنظم الذي ينعكس إيجاباً على الواقع.
وعلى الرغم من الانتصارات الكثيرة التي حققتها تلك الأجهزة خلال السبع السنوات الماضية إلا أن لقاء الرئيس بالقيادات الأمنية والمخابراتية والاستخباراتية في الفترة الراهنة يدل على أن المرحلة المقبلة ستشهد انتصارات كبيرة على الجانب الأمني والاستخباراتي سواء في المناطق المحررة أو المحتلة وما قد يتجاوز ذلك إلى عقر دار العدو، خاصة أن السيد القائد في واحدة من كلماته الأخيرة بمناسبة العام الهجري الجديد شدد على ضرورة بذل الكثير من الجهود على المستوى الأمني خاصة في ما يتعلق بمصير الخلايا النائمة والمؤيدين للعدوان.
وإذا ما عدنا إلى ما قبل العام 2014م سنجد دولة ممزقة تعاني من انفلات أمني وصلت خلاله التنظيمات الإرهابية إلى أروقة وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء (العرضي)، وراحت توزع شظايا الموت في العروض والكليات العسكرية والأمنية ودور العبادة والأسواق والسفارات وغيرها، وهو الأمر الذي أدى لاحقا إلى قيام ثورة 21 سبتمبر.
لقد انتزع الثوار من أيدي عملاء السفارات دولة هشة يتحكم بها السفير الأمريكي من شيراتون، ويعمل هذا الأخير على تغذية الإرهاب في كافة المحافظات في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية قد اخترقت جهاز الأمن القومي اليمني ووزارتي الدفاع والداخلية خلال الفترة التي عمل فيها مسؤولون في تلك الأجهزة مع القوات الأمريكية، في وحدات إقرار تنفيذ الضربات الجوية بواسطة طائرات “بريداتور”، وهو ما أدى في الأخير إلى وصول تنظيم القاعدة إلى صنعاء.

تحديات وأداء
بعد إعلان العدوان السعودي الأمريكي على اليمن واجه الثوار تحديات كثيرة في الجانب الأمني، كان أبرزها الخلايا التابعة لتحالف العدوان الذين ينتمون إلى وزارة الداخلية والأجهزة الاستخباراتية في الأمن القومي والسياسي، غير أن حكمة القيادة الثورية وتفاني المخلصين من المنتمين لتلك الأجهزة أدت في مجملها إلى تطبيع الحياة على كافة المستويات.
وفيما كانت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في المناطق الحرة تحقق إنجازات عجزت عن تحقيقها دول عظمى في وضعها الطبيعي، كان العدوان ومرتزقته يجيشون العناصر الأمنية بشكل سري في تلك المحافظات على هيئة جواسيس يتنقلون بين صنعاء والمهرة كحال الخلية البريطانية، وعناصر أخرى جرى توزيعهم في المحافظات بشكل منتظم، كما حصل في عملية “فأحبط أعمالهم” الأمنية التي كشفت عن مئات العناصر التابعة لتحالف العدوان، وكما هو الحال في شبكات الدعارة والابتزاز ومحاولة إغراق السوق اليمني بالحشيش والمخدرات والأدوية المنتهية.
كل تلك الأعمال انتهت بالفشل، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن إفشال مخطط لتفجير هنا أو هناك أو إحباط محاولة لتهريب أو إلقاء القبض على خلية أمنية أو شبكة دعارة، وجميعها تعمل لصالح دول العدوان.
ولعل أبرز الإنجازات الأمنية خلال سنوات العدوان على اليمن، تتمثل بالقضاء على فتنة ديسمبر من العام 2017م التي أيقظها علي عفاش لشق الصف الوطني وطعن الصمود في الخاصرة، وهي الفتنة التي راهن عليها العدوان وأخذت أشهرا للتجهيز والإعداد، لكنها باءت بالفشل، كما مثّل رحيل المحتل الأمريكي من صنعاء والعند وغيرها من المناطق نقلة نوعية في الجانب الأمني بعد مرحلة سوداء في تاريخ اليمن.
وعلى الرغم من المحاولات المتكررة للمجاميع التكفيرية لتنفيذ عمليات إرهابية في المحافظات الحرة إلا أن الأبطال من أبناء الأمن أعاقوا الوصول إلى تحقيق الأهداف وأسهموا – بما حباهم الله من حس أمني – في إفشال مئات المخططات وإبطال عشرات العمليات في كافة المحافظات.

لا مقارنة
ولإدراك قيادة الثورة والقيادة السياسية بأهمية إيلاء الجانب الأمني اهتماما خاصا فقد كان العمل خلال العدوان يسري بشكل منظّم، وتمكّنت الأجهزة الأمنية من ترقيم المركبات والدراجات النارية لتفادي السرقات وتقليص نسبة الاغتيالات وغيرها من الجرائم، كما استطاعت الوصول إلى مرتكبي جرائم القتل والسرقة من خلال إلزام التجار بعمل كاميرات مراقبة في محالهم التجارية والأسواق العامة، إضافة إلى تعزيز الشرطة بالإمكانيات البسيطة اللازمة، وكان الخيار الأهم هو تغيير مسؤولي أقسام الشرطة والبحث وغيرها من القنوات المرتبطة بالمواطنين.
إن ما تمتلكه الأجهزة الأمنية والاستخباراتية اليمنية شيء لا يسمح بالمقارنة مع ما تمتلكه بلدان أخرى تشهد أوضاعا أمنية اعتيادية، لكن الإنجازات الكبيرة على الجانب الأمني تؤكد – بما لا يدع مجالاً للشك – عظمة التأييد الإلهي الذي تحظى به ويفوق كافة الإمكانيات المادية.
لا ييأس العدو من محاولات النيل من اليمنيين بشكل عام، كما هو الحال في المحافظات المحتلة، لكنه يُسخّر كافة إمكانياته للنيل من المناطق الحرة، وهذا يفرض علينا أخذ الحيطة والحذر من الوقوع في شراكه التي تمتد من الخلايا الإرهابية إلى الحرب الناعمة، كما يفرض علينا التعاون مع الجانب الأمني في الكشف عن الخلايا النائمة وغيرها بما من شأنه أن يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار.

قد يعجبك ايضا