كابول/
أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنينزي، أن القوات الأمريكية أنهت إجلاء جميع أفرادها عن أفغانستان.
وقال في مؤتمر صحفي لوزارة الدفاع “البنتاغون”: “الولايات المتحدة استكملت انسحاب قواتها من أفغانستان بعد إرسال آخر قوات لإجلاء الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر من العاصمة كابل، عقب عودة طالبان إلى السلطة” في أفغانستان.
وأضاف أن “السفير الأمريكي كان على متن آخر رحلة من أفغانستان”.
وأشار إلى أن “الطائرات العسكرية الأمريكية والتابعة للتحالف الدولي أجلت أكثر من 123 ألف مدني عن مطار كابل”.
وفي هذا السياق أفادت أنباء الثلاثاء من مطار كابول ان الطائرات الأمريكية قامت بإجلاء اخر دفعة من قواتها، عند الساعة الـ11 قبل منتصف الليل وبعدها قامت قوات طالبان بالسيطرة علی المطار.
وأوضح مراسل قناة العالم ان قوات طالبان منعت عدة طائرات أميركية من الطيران بعد انتهاء المهلة المحددة.
وقامت قوات طالبان بإطلاق نار كثيف بعد استلام المطار وأكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لقناة العالم ان المطار مؤمّن من قبل قوات طالبان، مستبعداً حدوث أعمال إرهابية بعد خروج القوات الأمريكية.
وأشار مراسل قناة العالم إلى وجود عدد من المواطنين الأفغان خارج المطار من الذين لا يعلمون بالخروج الكامل للقوات الأمريكية، آملين إجلائهم من البلاد.
ونشرت القيادة المركزية الأمريكية صورة تظهر لحظة مغادرة آخر جندي للعاصمة الأفغانية كابول، بعد احتلال دام 20 سنة.
وقالت القيادة المركزية إن العسكري الذي ظهر خلال صعوده آخر طائرة مغادرة لأفغانستان، هو اللواء في الجيش الأمريكي “كريس دوناهيو”، قائد الفرقة المجوقلة الـ 82.
وقال المحلل السياسي د. علي أصغر عابدي أن طالبان لا تملك سوی القوة العسكرية وهي تبحث عن التواصل مع المجتمع العالمي والداخلي من أجل الحكم علی افغانستان.
وقال د.عابدي في حديث لقناة العالم: طالبان بدأت بتغيير سلوكها، لتمهيد الحكم علی البلاد، فقد طلبت من أبناء الشعب الأفغاني العودة إلي أعمالهم في جميع الدوائر الحكومية.
وأكد أن طالبان ستحتاج إلي تغيير أفكارها إزاء الاقليات الدينية وحقوق الإنسان إذا كانت تريد حكم أفغانستان، فالدول المجاورة وباقی دول العالم تشترط هذا للاعتراف بحكومة طالبان علی افغانستان فإن لم تقبل بهذا الأمر، سوف تبقی جماعة منعزلة عن المجتمع الدولي.
ورأی أن الشواهد والقرائن تؤكد سير طالبان نحو التواصل مع المجتمع المدني والمجتمع الدولي وهي ليست طالبان القديمة.
وأضاف أن الولايات المتحدة هي عبارة عن نمر ورقي واستطاعت حركة طالبان الأفغانية أن تهزم هذا النمر الورقي وتذيقه مرارة الهزيمة.
وقال عابدي: إن جميع الشواهد تؤكد أن حركة طالبان اختلفت في تعاملها مع الآخرين عن ماضيها قبل عشرين سنة، مضيفا أن حركة طالبان بدأت تسلك طريق الدبلوماسية مع دول العالم وإنها سوف تستطيع أن تشكل حكومة ذات قاعدة عريضة.
وأكد عابدي أن طالبان بحاجة إلى طاقات متخصصة لإدارة أفغانستان في المستقبل لذلك طلبت من جميع الموظفين أن يعودوا لوظائفهم.
كما أكد على أصغر عابدي أن للشعب الأفغاني تأكد أن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها بأي حال.
هل خروج القوات الأمريكية من افغانستان يعني انتهاء تدخلاتها فيها؟
رأى مدير وكالة أنباء أطلس الأفغانية احمد موسوي مبلغ ان الولايات المتحدة الأميركية لن تترك أفغانستان وستواصل تدخلها فيها عبر عناصر أمنية واستخباراتية، مؤكدا أيضا أن جماعة طالبان ليست مستقلة عن أمريكا ومدعومة أمريكيا.
وقال موسوي مبلغ في حوار مع قناة العالم: إذا رجعنا إلى تاريخ أمريكا وحضورها في البلدان المختلفة خاصة العراق سنتوصل إلى هذه النقطة أن أمريكا لن تترك افغانستان، أميركا منذ سنة 2009 أعلنت خمس مرات رسميا أنها ستخرج من افغانستان لكن هذا لم يحصل.
وأضاف: آخر طائرة أمريكية خرجت من الأراضي الأفغانية لكن لا يبدو أنهم سيتركون أفغانستان بشكل كامل واستراتيجيتها وحضورها سيتغير، القوات الأمريكية ستتغير إلى قوات أمنية واستخباراتية داخل البلاد، بالنسبة للاتفاق الذي تم توقيعه في الدوحة هناك أيضا اتفاقيتين تم توقيعهما بين طالبان والأمريكان إحداها هو حضور أمريكا بشكل دائم عبر الأجهزة الاستخباراتية، ويبدو أن حضور أميركا بشكل غير عسكري سيكون مستمر داخل الأراضي الافغانية.
وتابع موسوي مبلغ: إن تصريحات المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد هي عبارة عن إعلانات، وجماعة طالبان ليست مستقلة عن الأجهزة الأمنية الأميركية منذ عام 2005 لإعادة طالبان إلى الواجهة من قبل الأمريكان، وحسب الوثائق الموجودة وأشار إليها بعض السياسيين طالبان مدعومة أمريكيا والأرضيات التي تتوفر من قبل الاميركان لوجودهم وحضورها في أفغانستان.
وأشار إلى أن جماعة طالبان ليست لديها إمكانات وتخصص لإعادة فتح المطار وأيضا ليس لديها إمكانية في إدارة مدينة كابل، فعدد الرحلات العسكرية التي تتم من خلال مطار كابل كبيرة بالنسبة لطالبان، قائلا أن الأخيرة يبدو أنها ستطلب مساعدة تركيا في هذا الموضوع، وأيضا حضور هذا البلد سيكون فيه مخاطر وتهديدات للبلد لأنهم داعمين للفرق الإرهابية بشكل كبير.