انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة إقليمية ودولية

الكاظمي: المؤتمر يجسِّد رؤية العراق ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع العالم

 

 

أبو الغيط: آن الأوانُ أن تمحى الطائفية من دول المنطقة ويسود السلام والاستقرار
السيسي: ندعم جهود الحكومة لتحقيق استقرار العراق
عبداللهيان: الأمن لا يستتب إلا عبر الثقة المتبادلة بين دول المنطقة
ماكرون: المؤتمر يبيِّن الشراكة وتحقيق السلام في المنطقة
ملك الأردن: أمن واستقرار العراق يعني أمننا واستقرارنا جميعا

بغداد/
بدأت ظهر أمس السبت فعاليات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة وذلك بمشاركة كل من الرئيس الفرنسي، والملك الأردني، وأمير قطر، والرئيس المصري، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي، ورئيس وزراء دولة الإمارات، ووزير الخارجية الإيراني، ووزير الخارجية السعودي، ووزير الخارجية التركي.
وأكد رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ان انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورة إقامة أفضل العلاقات مع العالم، فيما بين ان العراق واجه تحديات كبيرة على مختلف المجالات.
وقال الكاظمي، في كلمته خلال انطلاق أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة ان “انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورية إقامة أفضل العلاقات مع العالم”، مبينا، “تعهدنا أمام الشعب باستعادة دور الريادة للعراق”.
وأضاف، “دور العراق التاريخي يكمن في أن يكون إحدى ركائز الاستقرار في المنطقة”، لافتا إلى أن “العراق فتح الباب لاستقبال الشركات الاستثمارية ولمسنا جدية دولية في دعم الاستثمار في العراق ونأمل تحقيق شراكات اقتصادية في مؤتمر بغداد”.
وذكر رئيس مجلس الوزراء العراقي، “نتمنى ان يكون مؤتمر بغداد محطة جديدة لتحقيق تطلعات الشعب العراقي وشعوب المنطقة ونسعى لتفعيل المشاريع وإعادة الحياة في جميع مدن العراق”.
وتابع الكاظمي: “نرفض استخدام الأراضي العراقية ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية”، مشيرا إلى أن “الإرهاب والتطرف بكل أشكاله يشكل خطرا على الجميع”.
وقال الكاظمي: “الإرهاب يمثل خطر مشترك على الجميع والقضاء عليه يتطلب مواجهة الظروف التي تسمح بتناميه”، مضيفا:”القضاء على الإرهاب يتطلب مواجهة الظروف والبيئات التي تسمح بنموه”.
وأردف، “الشعب العراقي انتصر على داعش وهو انتصار لكل شعوب المنطقة”، مؤكدا ان “العراق واجه تحديات كبيرة في الفترة السابقة ونجح بتجاوزها جميعا وشعب العراق احتكم للمسار الديمقراطي لتحديد خياراته”.
وأكمل: ان “لقاء المرجع السيستاني مع البابا يمثل نقلة نوعية في التسامح والاخوة”،
وأوضح الكاظمي أن “الحكومة طلبت من المجتمع الدولي دعم انتخابات تشرين وتلقينا دعما دولياً الاجراء الانتخابات”، مشددا على انه “لا عودة للمسارات غير الديمقراطية”.
وشارك في المؤتمر الاقلیمی لدعم العراق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، والذي قال في كلمته التي ألقاها : “اوّد ان اعربُ عن سعادتي لمشاركتي اليوم في مؤتمر دعم العراق في بغداد نیابة عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفخامة السيد الرئيس الدكتور رئيسي رئيس الجمهورية، فهذا المؤتمر بمشاركة دول المنطقة يؤكد على مساعي وجهود جمهورية العراق في توفیر مجالات التعاون والتعاطی بین دول المنطقة وأتمنى في ظل هذه الاجتماعات ان نتوصل إلى منطقه عامرة ومتنامیة وحرة” .
وأضاف عبداللهیان ان ” العراق یلعب الیوم دورا هاما بفعل الجهود والرؤى البناءة في المنطقة . فالجمهورية الإسلامية الإيرانية کانت من أول دول المنطقة التي اعترفت بالعراق الجديد وعملت من خلال دعم السیاقات والعمليات السياسية في هذه البلاد على تطویر أنواع التبادل السياسي والاقتصادي والتجاري معها”.
وتابع ان ” العراق الجديد المتحرر من الإرهاب في الحال الحاضر بحاجة إلى إعادة الاعمار وتدعیم الأمور المحلیة وکذا تنمية علاقات التعاون في المنطقة ، لذلك فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اذ تدعم امن واستقلال ووحدة أراضي العراق وعزته وقدرته ورفع مکانته الاقلیمیة والدولية تعلن استعدادها لتنمية أوجه التعاون الثنائی والاقلیمی” .
وأشار إلى انه “قد وصل أنواع التبادل التجاري بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق على مدى السنوات الماضية إلى أكثر من 13 ملیار دولار، فتوفر ثمانية ممرات عبور رسمية ونشطة بین البلدين واستمرار شتى أنواع التبادل التجاري عبر هذه الممرات رغم تفشي فیروس کورونا تعبّـر عن الترابط المتجذر الاقتصادي بین البلدين وقد ساهمت ایران عبر تصدیر الخدمات الفنية والهندسية والغاز والكهرباء بشكل ملحوظ وباهر في تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العراق”.
ولفت الى ان ” نشوء داعش كانت من جملة اهم المخاطر التي تعرضت الیها المنطقة مما ترکت خسائر لا تعوّض ومع الأسف تضرر العراق کثیراً بفعل ظهور الجماعات الإرهابية . فإن لم تكن الإرادة الشعبية العراقية ودعم المرجعية الرشيدة وتقارب أبناء المجتمع ومختلف شرائح الشعب العراقي متاحة لم یکن یُعرف ماذا کان سیحل بالعراق وبلدان المنطقة وإلى أي مدى تتعرض المنطقة والعالم الی التهدیدات المباشرة من قبل التیارات الإرهابية، ان الجمهورية الإسلامية سارعت لمد ید العون الی العراق الشقیق والصدیق على مسار مكافحة الإرهاب ولم تدّخر جهداً في هذا السبیل . کما ان الشعب العراقي والأحزاب ومختلف الفئات والفصائل العراقية وأيضا الحكومة العراقية قدموا آلاف الشهداء علی طریق الاستقلال ومكافحة الإرهاب ورغم ذلك ارتكبت الحكومة الأمريكية جریمة كبرى باغتيال الشهیدین المكافحين لجبهة الإرهاب التکفیری وهما الشهیدین القائدین قاسم سلیمانی وابو مهدي المهندس، علی هذا فإن الامریکیین لا یجلبون السلام والأمن لشعوب المنطقة فحسب انما کانوا العامل الرئیس للانفلات الأمنی واللاامن حیث یمکن رؤیة و استشعار هذا الموضوع فی الکثیر من دول المنطقه بکل جلاء “، مشددا على ان ” دور ودعم دول المنطقة لاستقرار وامن العراق واخص بالذکر تحقیق الأمن بمشارکة کافة الدول الجارة للعراق بما فیها الجمهوریة العربیة السوریة الشقیقة والصدیقة” .
واوضح ان”مصیر وحکومات وشعوب المنطقة علی ضوء الوشائج الدینیة والثقافیة والتقلیدیة والجغرافیة والتاریخیة المشترکة مرتبطة ببعضها البعض، فالجمهوریة الاسلامیة کانت ولازالت تؤکد علی تحقیق السلام دوماً عبر الحوار والتباحث الداخلی الاقلیمي وتتمنی ان تصل دول المنطقة الی قناعة مشترکة علی ان الأمن لایستتب الا عبر الثقة المتبادلة بین دول المنطقة بعضها بعضا والاعتماد علی القدرات الوطنیة وتعزیز الاتصالات وحسن الجوار بین بلدان المنطقة وعدم تدخل الدول الاجنبیة فیها، فهذه القناعة المشترکة یمکن ان تمهد المجال للکثیر من علاقات التعاون السیاسي والاقتصادي والثقافي بالمنطقة وان تضمن فی ظل الأمن المشترك والمستدام ومن خلال الاستعانة بالموارد الآلهیة اجواء الرقي والتنمیة الشاملة لبلدان المنطقة، ان المنطقة تمتلك جمیع المؤشرات الدینیة والثقافیة والحضاریة والطاقات المادیة والمعنویة للتعاون والتقارب الاقلیمی ولکن مع الاسف بفعل مظاهر التدخل الاجنبی وهیمنة الافکار المتمحورة حول الأمن الی مشاکل عدیدة ومنها الحرب وعدم الاستقرار والتوتر الأمنی، فما نحتاجه الیوم اکثر من أي وقت مضی هو الوصول الی (( الأمن الاقلیمي المستدام )) بمشارکة دول المنطقة إذ ان تحقیقه رهن بانـــفاق الموارد الاقتصادية للوصول إلى التحالف من اجل السلام والتنمیة” .
وختم كلته قائلا “الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت دعمها ومساعدتها للعراق حكومة وشعبا وكذلك ما یتعلق بقراراتها الخاصة بشأنها المحلي ومنها خروج القوات العسكرية والأجنبية وإقامة الانتخابات المبكرة وترحب ثانية بالدور البناء لهذه البلاد في إشاعة ثقافة الحوار وعلاقات التعاون الإقليمي وتعتبر أن أوجه التعاون الاقلیمي فيما بين دولها هي رکیزة بناء السلام والاستقرار في هذا المسار لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال التأكيد على الدور الهام لبلدان المنطقة أعلنت استعدادها لدفع هذه الأهداف والغایات الی الامام “، متابعا “مرة ثانية اتقدم بالشكر الجزیل للحكومة العراقية لاستضافة هذا المؤتمر، متمنیا كل النجاح والرفعة للحكومة العراقية وللشعب العراقي الشقيق” .
من جانبه أكد أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، دعم الجامعة لجهود العراق الساعية إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة.
وقال أبو الغيط في كلمته خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة إن ” العراق يسعى إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة وجامعة الدول العربية تدعم هذا الجهد وتريد أن يكون العراق جسرا للتواصل”.
وأضاف إن “الجامعة لا تريد أن يكون العراق ساحة للصراعات وجمعتنا في مؤتمر بغداد محبة العراق ومن دواعي سرورنا أن نشارك في المؤتمر”، مشددا على أنه آن الأوان أن تُمحى الطائفية من دول المنطقة ويسود السلام والاستقرار.
هذا وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس أن مؤتمر بغداد فرصة للتشاور والتعاون لمواجهة التحديات.
وقال السيسي في كلمته خلال انطلاق أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة: إن” مصر تستمر في دعم جهود الحكومة لتحقيق استقرار العراق وترسيخ موقعه أنها تقف سنداً إلى جانب الحكومة العراقية في تحقيق الأمن”.
من جانبه أكد ملك الأردني الملك عبدالله الثاني، ان عقد مؤتمر بغداد دليل على دور العراق المركزي في بناء الجسور وتعزيز الحوار، فيما بين ان العراق يعمل منذ أعوام بجد لترسيخ دولة الدستور والقانون.
وقال الملك عبدالله الثاني في كلمته “سعيدون بتواجدنا في مؤتمر بغداد”، مضيفا: “اجتماعنا في المؤتمر دليل على دور العراق المركزي”.
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن مؤتمر بغداد يبين الشراكات وتحقيق السلام في المنطقة، مشيراً إلى أن مؤتمر بغداد جاء لدعم سيادة العراق.

قد يعجبك ايضا