الإمام الحسين ثورة قرآنية وامتداد للرسالة الإلهية وللنهج المحمدي ..

 

أحيا الشعب اليمني ذكرى فاجعة عاشوراء للعام السابع في ظل استمرار العدوان.. فمظلومية الشعب اليمني وما يتعرض له من عدوان وحصار أمريكي سعودي لا يختلف عن مظلومية الإمام الحسين- عليه السلام ..
الهيئة النسائية للأمانة التقت كوكبة من نساء اليمن واللاتي بدورهنّ أكدن على أن عاشوراء محطة تربوية استلهم منها الشعب اليمني الدروس والعبر في أحداثها، وشحذ منها الهمم في بذل التضحيات والفداء في ساحات الوغى، وأشرنّ إلى أن ما نشاهده اليوم من انتصارات وصمود في ساحات العزة والكرامة إنما هو نتاج للدروس المستلهمة من أحداث عاشوراء، وما نشاهده الآن من صمود وثبات ليس إلا اقتداء بشجاعة و تضحية الإمام الحسين عليه السلام ..نتابع اللقاءات:

الأسرة /..

مسؤولة الهيئة النسائية في أمانة العاصمة ابتسام المحطوري ابتدأت قائلة: إننا نحيي مناسبة عاشوراء في هذا العام 1443ه‍ـ والشعب اليمني يعيش عاشوراء هو في نفسه، أحيينا هذه الذكرى حيث كان هناك خروج مركزي إلى الساحات، وكانت هناك أعمال استمرت أكثر من عشرين يوما لإحياء هذه الذكرى العظيمة كمجالس وكفعاليات في الأحياء ، والشعب اليمني يحيي هذه الذكرى ليستلهم منها الوقود الذي يحركه في مواجهة هذا العدوان ،نحيي هذه الذكرى أيضاً لأن في مبادئها إحياء لمبادئ الإجمام الحسين عليه السلام ، وهذه المبادئ هي المبادئ التي يسير عليها الشعب اليمني ، نحيي هذه الذكرى أيضاً لنحفظها ونذكر بها الشعوب المستضعفة في كل أنحاء الدنيا لكي تحذو حذو الإمام الحسين ولكي تحذو حذو الشعب اليمني، سنظل نحيي هذه الذكرى لأنها تمثل استمرار ثورة الحسين ، لأن ثورة الحسين مازالت مستمرة منذ وقت أن خرج الإمام الحسين لقيادة هذه الثورة إلى قيام الساعة هي ثورة مستمرة وباقية وخالدة في قلوب المؤمنين.
وأشارت المحطوري إلى أنه في خضم إحيائنا لذكرى ثورة الإمام الحسين عليه السلام نركز نحن كنساء على دور السيدة زينب سلام الله عليها كيف كان دور المرأة في هذه الثورة، لم يكن دورًا استثنائيا ، كان دوراً عظيماً وبارزاً وجوهرياً.
وأضافت: نستطيع أن نسمي زينب عليها السلام بأنها كانت المركز الإعلامي للإمام الحسين عليه السلام لأن كل من كان مع الإمام الحسين عليه السلام قد استشهد لم يبقَ إلا تلك النساء المستضعفات المقهورات ومن بينهن السيدة زينب عليها السلام التي حكت المظلومية هذه لكل من لقيتهم ووثقتها وأصبحت تاريخًا يروى .
وتابعت :كانت تحكي هذه الأحداث في إطار منهجية قرآنية، في إطار معرفة نتيجة إذا ترك الناس أعلام الهدى ما الذي سيحل بهم ، كان حزنها وألمها والألم الذي يعتصر قلبها ليس على فقد أخيها فقط وإنما كان همها أكبر وهو هم أمة وهم دين ، كيف أن هذا الدين يقضى عليه ، كيف أن هذا الدين ينهزم أمام العتاة المستكبرين، كانت تعرف وتفهم أبعاد ذلك ، تفهم أن دين الله سبحانه وتعالى سوف يدفن وأنه لن تقوم له قائمة، لأنها تعلم أنه لا يقام هذا الدين إلا بأعلام الهدى ، فكانت نظرتها واسعة جدًا وعميقة جدًا وواعية جدًا ، كانت ثائرة مع أخيها بقناعة وجوب هذه الثورة ،وأنها هي السبيل لتحرير الشعوب وهي السبيل لرفع رآية هذا الدين وهي السبيل لإعادة الإسلام إلى مكانه بعد أن خذله وشوهه بنو أمية.
وأكدت المحطوري قائلة: نجد في بلادنا الكثير من اللاتي ينهجن نهج زينب عليها السلام ، وجدنا الكثير ممن يفهمن أبعاد العدوان على بلادنا لأنهن يعلمن أنه ليس عدواناً على شخص أو مجموعة من البشر وإنما هو استهداف لدين هذا الشعب واستهداف لهويته، تفهم المرأة اليمنية مثلما فهمت زينب وتعي مثلما وعت زينب وتنهج نهج زينب في مواجهة هذا العدوان الباغي كما واجهت زينب العدوان اليزيدي في ذلك العصر .
مديرة الأنشطة النسوية بوزارة التربية والتعليم بثينة المنصور بدأت حديثها عن الإمام الحسين قائلة: يحمل لنا شهر محرم الحرام في العاشر منه ذكرى أليمة وفاجعة كبرى هي ذكرى عاشوراء ,ذكرى استشهاد سبط رسول الله الإمام الحسين (عليه السلام) وهذه الذكرى ليست هي ما يربطنا بغمام الحسين ويذكرنا به، فهو فارس التاريخ وسيد الشهداء سليل النبوة وهو علم من أعلام الهدى وهو الامتداد للرسالة الإلهية وللنهج المحمدي الأصيل وقائد ثورة الحق على الباطل وثورة المعروف على المنكر والذي كانت أهدافه ومبادئه ومنطلقاته إلهية حقيقية وصافية تقود الأمة الإسلامية إلى الجنة التي هو سيد شبابها وتخرجهم من الظلمات إلى النور, وقد تحدث جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة”، “حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا”.
أول ثورة في التاريخ
من جهتها الناشطة أمة الإله حجر تقول: عاشوراء وما أدراك ما عاشوراء وعاشوراء هي أول ثورة في تاريخ الأمة ضد الظلم والطاغوت والاستكبار والهيمنة، عاشوراء هي الثورة الحسينية التي أيقظت العالم لرفض الذل والهوان والخزي، عاشوراء هي من حررت العالم وجعلته يقول كلمة الحق والصدق في وجه السلطان الجائر والملك العضوض.
عاشوراء هي من كانت بحق تحرير وانتصار الدم على السيف.. عاشوراء هي من خلدها التاريخ في أمة قتلت ابن بنت نبيها في زمن كان فيه بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله يشهدون الواقعة ويفعلون عنها ولكن هل سكوتهم فيه نجاة لهم، كلا والله بل نالهم الخزي والقتل واستباحة الدم والعرض والأرض مثلما هو حال الساكتين في هذا الزمن وهذه الحقبة من الزمن.
وتضيف حجر بقولها : نتساءل لماذا سكت أهل المدينة هل من قلة في الرجال أو قلة في الإيمان أو قلة في الوعي؟ لكنهم في الحقيقة تخاذلوا وضعفوا واستكانوا وخافوا من المخلوق، خافوا من دولة بني مروان وأبواق اعلامهم الذين يهولون الأحداث، هل كان أهل المدينة في خذلانهم لابن بنت رسول الله يرون أن في ذلك سلامة لهم؟، هل كانت نظرتهم ورؤيتهم صحيحة؟، لا بل كانت وبالًا عليهم وعارًا وخزيًا وذلًا وكما يحدث في كل زمان ومكان من يتخاذل ويسكت عن الحق وهو يراه أمامه ولا يكترث له فإنه يصيبه ما أصاب أهل المدينة المنورة.
وأوضحت حجر بالقول : أما الحسين عليه السلام فهو من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “سبط من الأسباط” وهو ريحانة رسول الله وهو من طهره الله عز وجل في آية المباهلة هو وجده رسول الله صلى الله عليه وآله ووالده الإمام علي عليه السلام ووالدته الزهراء عليها السلام وأخيه الأكبر الحسن عليه السلام..
الإمام الحسين عليه السلام هو خامس أهل الكساء وهو من كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبله في نحره ويبكي فيقول يقتل الحسين على يد أمة جده عليه الصلاة والسلام.
حينما استولوا على الخلافة بالقوة والمال أراد الإمام الحسين أن يعلم الأمة أن الحق لن يضيع إذا وجد من ينصره فقال عليه السلام 🙁 إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد فاسق فاجر شارب الخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسوق والفجور ومثلي لا يبايع مثله).
فالحسين عليه السلام استنهض الأمة بخطاباته للأمة ووقف ضد الظلم هو وأسرته وبعض من أصحابه وقد كشف زيف الدعايات بقوله ( والله ما خرجت أشرًا ولا بطرًا ولست متكبرًا ولا ظالمًا ولا مفسدًا، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ).
وتابعت حجر بالقول :نحن في زمان كثرت فيه المحن والفتن وقد رحمنا الله سبحانه وتعالى بحفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السيد حسين ومن بعده السيد عبدالملك علمين في وقت واحد ؛ حين رفض السيد حسين التسليم لأمريكا وأذنابها في المنطقة وكذلك رفض السيد عبدالملك التسليم لعملاء أمريكا وأذنابها، بل كان تسليمهما لله ولرسوله، ففي ذكرى استشهاد الإمام الحسين نستلهم الكثير من الدروس والعبر التي مثلها في زماننا الكثير من المجاهدين الرافضين للظلم والهيمنة والسيطرة مثل الشهيد أبو فاضل طومر وعبدالقوي الجبري.
بدورها خلود الكبسي ابتدأت قائلة : عاشوراء تعني لنا الكثير والكثير مما واجهه الإمام الحسين عليه السلام في هذه الثورة العظيمة التي انتصرت بدمائهم الطاهرة الزكية.
ثورة عاشوراء جسدت الإسلام الحقيقي والدين الحقيقي، جسدت ما معنى الوفاء والتضحية لله وما معنى أن يكون الإنسان متوليًا لله ولرسوله وللمؤمنين .
وأكدت الكبسي قائلة: كانت ثورة الإمام الحسين دافعًا كبيرًا لجميع المؤمنين للنهوض بهذا الإسلام وبدين الله سبحانه وتعالى وحفظت هذا الدين من التداعيات التي حصلت في تاريخ الإسلام قبل ثورة الإمام الحسين عليه السلام.
وقالت: لو نرجع للتاريخ سنرجع إلى قبل موت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من يوم السقيفة وما حصل في ذلك اليوم من عدم التولي لله ولرسوله وللمؤمنين، ثورة الإمام الحسين أحيت روح الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.
وشددت بقولها : إن موقف السيدة زينب يمثل بالنسبة لنا كيمنيات موقفاً عظيماً ومشرفاً يحتذى، والذي مهما تكلمنا فإننا لا نستطيع أن نعطي هذه السيدة العظيمة قدرها وقوتها وبسالتها ورباطت جأشها أمام الطاغية يزيد لعنه الله ، كانت قوتها وشجاعتها تعبر عن الحرية والكرامة والعزة والاباء .
وشددت الكبسي على أنه لا بد ان نحذو حذوها ونتحلى بصفاتها الكريمة- العظيمة فزينب بنت الإمام علي عليه السلام كانت هي القدوة والمثل الأعلى.

قد يعجبك ايضا