عام مضى، وآخر أتى، وما زالت قوى العدوان الإجرامية تواصل مشروعها الدموي في المنطقة، غير آبهة بمبادرات السلام اليمنية والتي كفلت لليمني حق العيش كما كفلته الدساتير والقوانين العالمية، فالعدو الأمريكي قد رفض الحلول السلمية وتلاعب بالأوراق السياسية ومهد السبيل للقوى الصهيونية للاستيطان والاحتلال في الجزر اليمنية، لتكن هذه الغاية المنشودة مما أسموها “الشرعية” !!
تتابعت الأحداث وتعرت العناوين منذ بداية العدوان على اليمن، فالقرار الذي تم إعلانه من العاصمة الأمريكية “واشنطن” قد أظهر حقيقة “الشرعية” من لحظتها، لكنها أصبحت مطية لتسيير المخططات العدوانية لتمهد الطريق للاحتلال الخارجي، لذلك فقد تلاشى وجود “الفار هادي” وكل من شارك في تبني العدوان حين ذاك، وما تبقى اليوم إلا ثلة قليلة من حزب الأوساخ المصنفون أمريكيا بـ “الإرهابيين”، كذلك التنظيمات الإرهابية “القاعدة وداعش” والتي تدير المعركة في الشارع الجنوبي، ومن تبقى لا يمثلون إلا فنادق الرياض فقط !!
لم تتوان قوى العدوان من استخدام الأوراق القاتلة لخنق الشعب اليمني وقتله بشكل مباشر، حتى أنهم حركوا ورقة “صالح” وأوراق سياسية حساسة أعقبها دحر للعمالة وللتنظيمات الإرهابية من الأراضي اليمنية الحرة، لكن الملف السياسي بالنسبة للعدو هو الحاكم والحاسم وبه أرادوا تكتيف اليد اليمنية، لكن أنى لهم ذلك !!
فما يحدث في اليمن هو انتهاك لحقوق الإنسان، واستهداف للحريات بشكل عام، فالعدوان العسكري قد أتى من أجل الإبادة العرقية للوجود اليمني، والتواطئات الأمنية وجدت من أجل تمرير وتبرير جرائم العدوان، حيث لم تحترم “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خلال ما يقارب السبعة أعوام بنودهم ووثائقهم الإنسانية التي نصت على حقوق للإنسان والمرأة والطفولة وحرمت ما قامت به دول العدوان من جرائم صنفتها بنودهم بجرائم حرب!!
ولأن القضية هنا تخص القوى المستكبرة فلم يعد هناك بنود ولا حقوق ولا قبول بالآخر بالنسبة “للأمم المتحدة” وكل من دار في فلك العدوان، وأمام كل ذلك قد وجدوا صموداً يمنياً واجه رياحهم الباردة وعاصفتهم المتهالكة وانتصر في مواجهة الحرب الاقتصادية الصعبة، ناهيك عن المواجهة العسكرية خلف الحدود والجبهات الداخلية والتي بتنا نخجل من تكرار الكتابة عن الهزائم المدوية بحق الجيوش الفرارة لقوى العدوان من كثرتها.
كل مطية استخدمها خماسي الشر” السعودي الصهيوني الأمريكي الإماراتي البريطاني“ قد عادت وبال عليهم، وكل طموحاتهم لم ولن تتحقق، وجرائمهم لن تمر دون عقاب، ومحافظة مارب لن يتركها أصحاب الحق لقمة سائغة للمحتل مهما كانت قوته ومكره، فالنفس الطويل هو الأهم في الحسم، وهذا ما أكد عليه السيد القائد في خطابه الأخير.
ختاما:
القيادة والشعب اليمني باتوا وبعد أعوام من الحصار والدمار والظلم والاستبداد العالمي يمتلكون هوية وعقيدة وتوجها ثقافياً سياسياً واجتماعياً ورؤية اقتصادية واحدة لمواجهة عتاولة الظلم، وما على قوى العدوان إلا التراجع عن التلاعب بالملف الاقتصادي وتجويع الشعب اليمني برفع الرسوم الجمركية أو بطباعة العملة النقدية دون غطاء نقدي، فكل هذه الجرائم ستكون وبالاً عليهم ولن يجنوا من تلك المؤامرات سوى الخسران والعار، وإن غداً لناظره قريب.