تطرق سماحة السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- في ختام خطابه بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها صلوات الله وعلى آله إلى الحديث عن مارب حيث كشف قائد الثورة عن تقديم مبادرة خاصة بمأرب تضمنت تسع نقاط وأكد سماحته على موقف الشعب اليمني الثابت قيادة وشعبا في تمسكه بحقه الشرعي في السلام العادل والمشرف مؤكدا أن قوى تحالف العدوان خلال سبع سنوات لم تظهر يوما جديتها لتحقيق السلام الحقيقي للشعب اليمني وأنها كانت وما تزال تستغل حديثها عن السلام لفرض الاستسلام على الشعب اليمني وهذا هو المستحيل الذي لن يحدث أبدا.
ووضح سماحته أن الأمريكي والبريطاني عندما يأتي للحديث عن السلام وهو في نفس الوقت من يرعى استمرارية العدوان ويدير استمرارية الحصار فهو يكشف حقيقة امره أن كلامه خداع، لأن مسالة السلام متاحة وممكنة وقلنا مرارا وتكرارا أن موقفنا هو الدفاع وشعب اليمن مستهدف وعليه حرب وغارات تشن وحصار كبير وأرضه محتله ولذلك موقفنا هو الدفاع .. مؤكدا أنه لو يتوقف العدوان ويرفع الحصار وينتهي الاحتلال فإن المشكلة ستنتهي، لأن المشكلة في استمرار العدوان والحصار واحتلال البلد أما السلام على الطريقة الإسرائيلية فهو مرفوض وغير منطقي ولا يمكن القبول به
وأكد سماحته قائلا ” قلنا إذا كانت لديكم توجه جاد للسلام فأول خطوة هي معالجة الملف الإنساني الذي هو استحقاق للشعب اليمني، واثبتوا نواياكم وأوقفوا الغارات وارفعوا الحصار وانهوا الاحتلال ونحن في مقابلها سنتوقف فلسنا مصرين على الاستمرار في الحرب لكننا مستمرون في الدفاع ضد العدوان والحصار والاحتلال، وفيما يخص مأرب فقد نوه سماحته إلى أخذ تفاصيل المبادرة الأخيرة من الأخ رئيس وفدنا الوطني المفاوض.
الأستاذ محمد عبدالسلام بين عقب خطاب السيد القائد باتصال تلفوني عبر قناة المسيرة تفاصيل مبادرة مأرب الأخيرة موضحا أن هذه المبادرة قدمتها قيادتنا الحكيمة للوفد العماني خلال زيارته وأنها تضمنت تسع نقاط وليس فيها اي نقطة تعسفية ولا تصب في مصلحة أي طرف بل تصب في مصلحة كل اليمنيين وأولهم أبناء مأرب، وعن تفاصيل نقاط المبادرة كشف” عبدالسلام” أن أهم ما تضمنته هو عدم الاعتداء على المواطنين واعادة تشغيل غازية مأرب، والالتزام بحصص المحافظات الأخرى وتشكيل لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب صافر- رأس عيسى وتوريد عائدات النفط والغاز مع إيرادات ميناء الحديدة لصالح سداد مرتبات الموظفين ، إضافة إلى ضمان حرية المختطفين وإطلاق كافة المختطفين والمعتقلين وتعويض المتضررين وعودة المهجرين من أبناء مأرب، كما تضمنت أيضا خروج العناصر الإرهابية من القاعدة وداعش من مأرب وتشكيل إدارة مشتركة لمأرب لتحقيق الأمن والاستقرار
وأشار -عبدالسلام- إلى أن قوى تحالف العدوان لم تلتفت لهذه المبادرة حتى الآن ولم تقدم أي ملاحظة على أي بند من بنودها .
وبذلك يتضح لنا أن هذه المبادرة مبادرة منصفة وأن قيادتنا الحكيمة أنصفت أبناء مأرب ومرتزقة مأرب وكل أبناء الشعب اليمني في هذه المبادرة ووضعت بنودها لتتوافق مع كل الأطراف،وبها تكون قد رُمت الكرة إلى مرمى الطرف الآخر بخصوص مأرب وإذا لم يستغلوا هذه المبادرة فإنهم يكونون قد فوتوا على أنفسهم فرصة ثمينة لن تعوض ابدا.
إن تقديم مثل هذه المبادرة المنصفة والعادلة يدل دلالة قاطعة على شجاعة قيادتنا ووفاءها للشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه وأنها تسعى بكل جهدها إلى تحقيق مصلحة الشعب اليمني دون أن تأخذ في حساباتها أي اعتبارات أخرى و أبناء مأرب في مقدمتهم فقد راعت في هذه المبادرة مصلحة الشعب اليمني بكل طوائفه ومكوناته وأنصفت فيها مختلف الأطراف ولعل المتأمل لنقاطها بحيادية يظن أن من وضع هذه المبادرة طرف ثالث عادل وليس طرفاً من إطراف الصراع إذ أن قيادتنا الحكيمة لم تضع أي نقطة تخص الطرف المناهض للعدوان بصورة خاصة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنها بحق أعظم قيادة واعدل قيادة وأوفى قيادة لهذا الشعب فوق سطح هذا الكوكب.