جريمة تحالف العدوان وحزب الإخوان بحق أسرة الحرق

نبيل بن جبل

 

 

الجريمة الفظيعة الطاغوتية التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي عبر أدواته في حزب الإصلاح الإخواني التكفيري بحق ( أسرة الحرق ) في بير باشا بمحافظة تعز وما أقدم عليه هؤلاء الخونة المجرمون من تنكيل و إبادة وقتل وإحراق واختطاف لأسرة (آل الحرق) ومن له علاقة أو تربطه صلة بها عصر يوم الثلاثاء الماضي، هي جريمة لا حدود لإجرامها ، بل إنها تعتبر أشد فظاعة من سابقتها لأنها استهدفت أسرة معينة دون ذنب سوى خروج اثنين من الأسرة للتفاهم مع القيادي الإخواني الذي أقدم على نهب أرضية ما يسمى بالأحرق وبعد أن وصل إليه مالك الأرضية ونجله باشروهما بالقتل وبدم بارد، لاحق المسلحون التابعون لحزب الإصلاح بقية أفراد الأسرة وأردوهم بين قتيل ومحروق بالنار ومختطف بينهم أطفال ونساء وسفكوا دماءهم وأزهقوا أرواحهم دون سابق إنذار.
وتلك الجريمة الوحشية حدثت أمام مرأى ومسمع من أبناء تعز وقد شاهدها أغلب أبناء اليمن ولم تكن هي الجريمة الأولى التي ترتكبها مليشيات الإخوان في تعز فقد سبقتها العشرات من جرائم الإبادة الجماعية المروعة وبطرق مختلفة ووسائل متعددة وبنفس الخطوات وبنفس السيناريو، وبإيعاز من تحالف العدوان أبادت ونكلت وهجرت تلك الجماعات الإجرامية قبل سنوات قليلة أهالي قرية الصراري بعد أن خنقوهم بالحصار لأسابيع متعددة كما أن تعز قد شهدت جرائم أخرى كثيرة أكثر فظاعة منها كجريمة قتل بيت الرميمة والجنيد وسحل وذبح وتقطيع العديد من أبنائهم ، ولا زالت الجرائم تتوالى يوماً بعد يوم ، وحينما نتحدث عما آلت وتؤول إليه الأمور يوما بعد يوم في المناطق المحتلة فإننا نتحدث عن عشرات البيوت بل مئات الأسر وعشرات الآلاف من المظلومين في كل قرية ومحافظة ومنطقة من المناطق المحتلة ليس فقط على يد حزب الإصلاح التكفيري بل على يد الكثير من الفصائل المرتزقة المجرمة الأخرى، لكن حزب الإصلاح هو الحائز على المرتبة الأولى من الرصيد الإجرامي من بين لفيف خونة وعملاء تحالف العدوان.
وحينما يقتل العشرات من الناس بدم بارد وحينما تختطف النساء ويغتصبن مع أطفالهن وحينما يتم سحل وذبح وحرق المظلومين في تلك المناطق المحتلة أمام مرأى ومسمع الجميع ، وحينما يرى كل ذلك من يسمون بعلماء دين ممن كانوا يقيمون الدنيا و يقعدونها على حرمة التصوير وقص شعرات اللحية وتطويل الثوب ثم يتعامون عن الدماء المسفوكة ظلما وعدوانا ، وهم يسكتون بل إن أغلبهم يهللون ويكبرون ويطبلون، ندرك حجم الكارثة التي كان يراد لأبناء اليمن أن يعيشوها في ظلهم وندرك كذب وزيف وخداع المتشدقين بالدين من الوهابية المجرمين ؛ لأن هؤلاء الطغاة هم خريجو تلك المساجد والجامعات والمعاهد الدينية التكفيرية المتطرفة ، ومن خلال تلك المشاهد الفظيعة ندرك أهمية الجهاد في سبيل الله ونعمة المسيرة القرآنية التي مَنّ بها الله علينا والتي لولاها بعد الله لكان كل أبناء الشعب اليمني واقعين اليوم بنفس المصير ، لكننا في الحقيقة نستطيع التأكيد أننا جميعاً لازلنا في قلب المعركة ومازالت الحرب مع قوى العدوان ومرتزقتهم قائمة ومستمرة وما زال الخطر محدقا بالجميع ، والواجب الديني والوطني والقبلي والإنساني الواجب بكل الاعتبارات والمقاييس يحتم علينا الاستمرار في التحشيد والتجنيد ورفد الجبهات بالمال والسلاح والرجال لمواجهة هذه الأخطار حتى يأذن الله لنا بالانتصار وتتحرر كافة الأراضي اليمنية من قبضة تلك العناصر الإجرامية.
ولا شك أن الاستيقاظ قبل فوات الأوان بحد ذاته مكسب عظيم لكل الأحرار، مكسب دنيوي وأخروي ، مكسب دنيوي يحقق للإنسان في الدنيا العزة والكرامة والحرية ويمنحه الأمن والاستقرار ويحافظ على حياته وكرامته واستقلاله، ومكسب أخروي من خلال الجهاد في سبيل الله في مواجهة الطواغيت و بهذا يحصل الإنسان على رضوان الله وجنته ، يفوز بالجنة وينجو من عذاب النار والعياذ بالله ، ويترتب على ذلك الكثير من المكاسب، وعليه فيجب على كل من لايزال في شباك النوم محايدا ، أن يستيقظ من غفلته ويجب على كل النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية والإعلامية .. على كل الكتاب والخطباء والمرشدين والمعلمين وعلى كل الأحرار في كل مكان العمل على تبصير الناس ومقاومة الظلم ، والانطلاق لمواجهة العدو وتحرير المستضعفين في تلك المناطق المحتلة ، و الجميع مطالب بالأخذ بالأسباب حتى يأذن الله بالنصر ومطالب بإرشاد وتبصير المجتمع حتى يصبح مجتمعا محررا واعيا مستفيقا يستحق النصر والتمكين ، وثمن المواجهة مع العدو مهما كان غاليا فهو أقل مما سيدفعه الناس في الاستسلام والعبودية باهظا.
وحري بكل يمني التمعن في الوضع بالمناطق المحتلة التي تسيطر عليها قوى العدوان ومرتزقتهم الخونة ، ويأخذ الدروس والعبر مما يجري فيها من جرائم فظيعة .. قتل وتنكيل واغتيالات واغتصابات وسجون ونهب وجرائم كثيرة وأفعال يندى لها الجبين وتتنافى مع قيم ومبادئ وأخلاق الدين وعادات وأعراف المجتمع اليمني ، وما جريمة المرتزقة بحق آل الحرق في محافظة تعز إلّا جزء بسيط مما يريد الغزاة تمريره وتعميمه على كل مناطق اليمن لولا صمود وثبات أحرار وشرفاء اليمن في وجه قوى الطاغوت والاستكبار، دفاعا عن الدين والأرض والعرض والكرامة.. والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا