بعد عشرين عاما من الفشل الأمريكي في أفغانستان واشنطن تلقي باللوم على عجز وفشل حكومة أشرف غني

 

 

الثورة /قاسم الشاوش

بعد 20 عاما من الفشل والممارسات الإجرامية الأمريكية في أفغانستان، بذريعة مكافحة الإرهاب، أعلنت طالبان سيطرتها على كافة أرجاء البلاد بما فيها العاصمة كابول.
فيما غادر الرئيس الأفغاني ونائبه البلاد، تاركين أفغانستان لجماعة طالبان التي سيطرت على البلاد خلال أسابيع قليلة.
وكانت وزارة الداخلية الأفغانية، أعلنت أن مسلحي “طالبان” بدأوا بدخول العاصمة كابول من جميع الاتجاهات، كما سيطرت الجماعة على مدينة جلال أباد شرقي أفغانستان دون قتال صباح الأحد، وأمنت الطرق التي تربط البلاد بباكستان، بحسب مصادر مسؤولة في افغانستان، ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أفغاني مقيم في جلال أباد قوله: “لا توجد اشتباكات في الوقت الحالي في جلال أباد لأن الحاكم استسلم لطالبان”.
وأكد المسؤول أن “السماح بمرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ أرواح المدنيين”، كما أكد مسؤول أمني غربي سقوط المدينة، وهي واحدة من آخر المدن التي ظلت تحت سيطرة الحكومة إلى جانب العاصمة كابول.
وخلال أسبوع ونيّف، سيطرت جماعة طالبان بالكامل تقريباً على شمال أفغانستان وغربها وجنوبها ووصلت إلى أبواب كابول، دون إبداء أي مؤشر يدل على رغبتها في إبطاء تقدمها.
ونقلت المصادر عن مسؤولين أن أمريكا بدأت إخلاء سفارتها في كابول بأفغانستان، وبحسب رويترز، قال أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن بينما نتحدث، وغالبية الموظفين على استعداد للمغادرة.. والسفارة مستمرة في العمل”، وكان من المتوقع أن يبدأ إجلاء معظم الدبلوماسيين أمس الأحد وسط استمرار التقدم الخاطف لقوات “طالبان” والذي أوصلهم إلى أبواب كابول خلال أيام معدودة.
وتستعد بريطانيا لإجلاء سفيرها من أفغانستان وسحب دبلوماسيها من هذا البلد. وبحسب ما أفادت به صحيفة “صانداي تايمز” البريطانية مع الإشارة إلى مصادر حكومية: “هناك حالة من القلق لدى الحكومة البريطانية من أن يسيطر مسلحو طالبان على العاصمة خلال الأيام العديدة المقبلة، ويشار إلى أنه يتم الاستعداد لإجلاء السفير وموظفين آخرين في السفارة”. وقال أحد مصادر الصحيفة: “لن نحتفظ بتواجدنا الدبلوماسي. ليس هناك أي ثقة بأن طالبان ستفي بكفالات ما”، وبحسب الصحيفة، سيتم إجلاء السفير البريطاني مساء اليوم الاثنين، 16 أغسطس.
الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة انسحبت من أفغانستان بالرغم من الأوضاع المأساوية التي تعيشها البلاد والشعب الأفغاني التي لا تختلف كثيرا عن الأوضاع التي كانت سائدة قبل 20 عاما من قدوم القوات الغربية إلى أفغانستان بذريعة محاربة الإرهاب. التجربة المرة التي تواجهها أفغانستان تثبت بما لا يقبل الشك التوجه السليم لفصائل المقاومة وشعوب المنطقة التي تؤكد على ضرورة طرد القوات الأمريكية من الدول المحتلة. كل ثانية من تطورات أفغانستان خلال هذه الأيام تظهر بأن التأخير في طرد وإخراج القوات الأمريكية ولو بقدر ثانية سيكلفها ثمنا باهظا.
وتشهد أفغانستان، منذ مايو الماضي، مواجهات ضارية بين قوات الحكومة ومسلحي “طالبان” إذ تقدمت طالبان عسكريا بوتيرة متسارعة، مقتربة من العاصمة كابول، ووصل عدد مراكز الولايات التي بسطت سيطرتها عليها 18 مركزا. . ويأتي التصعيد متزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو، الذي بدأ في مايو الماضي، والمقرر اكتماله في سبتمبر القادم.
من جهة أخرى قال مصدر بالرئاسة الأفغانية، أمس، إن الرئيس أشرف غني وافق على الاستقالة في ظل الأوضاع المتأزمة في البلاد، موضحاً أن الأنباء عن التوافق بين الأطراف الأفغانية على اختيار وزير الداخلية السابق علي أحمد جلالي لرئاسة حكومة مؤقتة، مجرد “شائعة”.
وقال المصدر في القصر الرئاسي لسبوتنيك: “الرئيس أشرف غني وافق على الاستقالة، وقال إنه لا احتمالية لاندلاع القتال في كابول لأن طالبان لا ترغب في عنف عادي”.
وأضاف أن الأنباء حول التوافق على تعيين جلالي كرئيس لحكومة مؤقتة ووصول الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان “مجرد شائعات”.
كما لفت المصدر بالقصر الرئاسي، إلى أن الأزمة الحالية سوف تنتهي “خلال يومين أو ثلاثة أيام”.
بدورها، أكدت مصادر إعلام أفغانية أن الرئيس غادر البلاد. ونشرت رويترز عن مسؤول في وزارة الداخلية الأفغانية أن الرئيس أشرف غني غادر إلى طاجيكستان.
فيما نقلت “الجزيرة” عن مصادر أفغانية، أن لجنة مشكلة من الرئيس السابق حامد كرزاي ورئيس لجنة المصالحة عبدالله عبدالله وقلب الدين حكمتيار لنقل السلطة سلميا في كابول.

قد يعجبك ايضا