فضائل التولي الصادق

سند الصيادي

 

 

احتفل جموع اليمنيين وأحرار الأمة الإسلامية بذكرى ولاية الإمام علي عليه السلام كفرض إلهي ومحمدي وبقناعة دينية و دنيوية متراكمة من أهمية هذا الاحتفال وإحياء هذه الذكرى على كافة المسارات ، وباعتقاد لا يشوبه ريب من كون الله و رسوله والإمام علي لا يزالون فينا ومعنا بكل عصر لنصرتنا من خلال انتصارنا لهذه الرسالة.
وبذات الوعي الجمعي ، تزايدت الحاجة الملحة إلى أهمية المضي العملي بمقتضيات هذه الولاية وإنفاذها على واقع حياتنا بمفهومها الخالص والكامل ، طمعا بفضائلها المرتجاة وجني ثمارها العملية الكفيلة بأن توصل ذواتنا ومجتمعاتنا وأمتنا إلى مصاف الكمال البشري، الكمال الذي يرقى بنا في الدنيا من خلال الانتصار على مواطن ضعفنا وتنمية عوامل ومفاعيل قوتنا ، وفرض حضورنا الوجودي القوي بين الأمم بعد الانتصار على من استضعفنا وعاث فينا قتلا وتنكيلا وظلما و فسادا ، و بعد الخروج من قمقم أزماتنا الداخلية التي كانت حصيلة لهذا الاستضعاف الناجم عن التغييب الممنهج لمبدأ وفاعلية الولاية ، ناهيك عن حصد فضائل هذا النهج الذي يهيئنا ويؤهلنا لاستشراف النعيم الإلهي الموعود في حيواتنا الأخرى.
فائدة شاملة الأثر تلك التي يمكن أن نطمع بها إذا ما نحن انتهجنا هذا المبدأ وأسقطنا نصوصه النظرية الصحيحة كما هي على واقعنا العملي دون إفراط أو تفريط، و بجهد جماعي يتجاوز الاتكال على جهد القائد لوحده ، أو التراكن على مستوى الفرد والجماعة ، واعتقاد الفرد منا أن مهمته انتهت بإعلان ولائه و انطوى على نفسه راميا بأثقال هذا الحمل على من تولاه و رضي به قائدا ، فالله لم يمنح حتى رسله اليد السحرية القادرة على تغيير واقع دون أسباب على رأسها رجال صدقوا ومضوا في ركب المعونة ينفذون الوعد الإلهي ويهيئون كراماته.
انه لمن الإنصاف أن نقول أن تلك الكرامات الإلهية قد تجلت في شعبنا اليمني رغم كل المنغصات والنواقص التي لا تزال تشوب كمال أفعالنا ، وما هذا الصمود غير المسبوق في مواجهة العدوان والحصار والمؤامرات والمكائد رغم ضخامة التجهيز والإعداد لها , إلا انعكاس لهذا المسير وتحفيزا إلهي لنا لاستمرار المضي في ذات الطريق بالمزيد من الفاعلية والتقى وزكاء النفس ، وبالقدر الذي نحرص على الوصول إليه من هذا التولي وذلك النهج تكون النتائج، والله المولى والمعين.

قد يعجبك ايضا