يواصل كيان العدو الصهيوني انتهاكاته السافرة لسيادة الدول العربية المحيطة بفلسطين المحتلة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي لا يمتلك الجرأة على إدانة هذه الانتهاكات الصارخة لكافة القوانين واللوائح والأنظمة والمواثيق الدولية، يوم أمس الأول أقدم طيران العدو الصهيوني على شن غارات جوية غادرة على عدد من القرى الواقعة في الجنوب اللبناني في تصعيد بالغ الخطورة.
تصعيد غير مبرر استدعى منطقيا تدخل المقاومة اللبنانية للرد عليه حيث أطلقت المقاومة صلية صواريخ على عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني، وهو ما أشعل فتيل التوتر من جديد في المنطقة ، وسط حالة استنفار في صفوف المقاومة وجيش الكيان الصهيوني ، رد المقاومة اللبنانية أزعج صهاينة العرب وأسيادهم من الأمريكان ، حيث سارعت الرياض وأبو ظبي لإدانته معتبرة إياه مغامرة قد تدفع لتفجير الأوضاع مع ( إسرائيل ) حد زعمهم ، دونما أدنى إشارة إلى الانتهاك الصهيوني الغادر الذي فرض على المقاومة اللبنانية خيار الرد .
المغامرة الصهيونية الجديدة التي تحظى كالعادة بدعم وإسناد أمريكي جاءت في توقيت بالغ الحساسية ، فالقوى اللبنانية في حالة انقسام ، والتوتر هو سيد الموقف الذي يطغى على العلاقات فيما بينها، وخصوصا عقب فشل سعد الحريري في تشكيل الحكومة وتقديم استقالته للرئيس عون، وهو ما زاد الطين بلة ، ورفع من حدة التوتر، وفتح الباب على مصراعيه أمام السعودية وأمريكا وإسرائيل لصب الزيت على النار وتغذية الخلافات والتباينات والتحريض على العنف فيما بين القوى والمكونات اللبنانية ، وخلق حالة من العداء تجاه المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله تنفيذ لمخططهم الإجرامي التدميري الذي يحمل الطابع المذهبي والطائفي الذي أسندت مهمة تنفيذه للجماعات التكفيرية من داعش والقاعدة وغيرها.
في 12تموز من العام 2006م بدأ العدوان الصهيوني على جنوب لبنان ، عدوان استمر لقرابة 33 يوما، مني الكيان الصهيوني خلاله بهزيمة مذلة ومهينة ، حيث تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر التي ظل الصهاينة يروجون لها ويخوفون بها العالم، وخلال 33 يوما نجح أبطال المقاومة اللبنانية في كسر شوكتهم وتمريغ أنوفهم في الوحل وتمكنوا من تعرية الجيش الصهيوني وإظهاره على حقيقته، وفرضوا على الكيان الصهيوني مراجعة حساباته ، بعد أن لمس تغييرا في موازين القوى وقوة الردع التي تمتلكها المقاومة والتي تمتلك القدرة على توجيه الرد المزلزل على أي حماقات صهيونية مستقبلية .
واليوم يطل الصهيوني برأسه من جديد في لبنان من خلال الاعتداء الغادر على أراضيه، ظنا منه بأن الخلافات اللبنانية وحالة الانقسام الراهنة بين القوى اللبنانية سيشكل ورقة ضغط على المقاومة اللبنانية التي ستكون وحيدة من وجهة نظره في مواجهة عدوانه الغادر، ولن يكون هنالك أي موقف رسمي لبناني تجاه ذلك ، وعلى الرغم من كفاءة وقدرة المقاومة على المواجهة والرد على أي حماقة صهيونية، إلا أن الموقف الرسمي اللبناني فيما يتعلق بانتهاك السيادة اللبنانية والاعتداء على الأراضي اللبنانية متطابق ومنسجم مع موقف المقاومة اللبنانية والجيش اللبناني، ولن يحصد هذا الكيان المحتل سوى الهزيمة المذلة والمهينة ، وهو وحده من سيدفع ثمن أي حماقة قد يقدم عليها.
بالمختصر المفيد، لبنان بجيشها ومقاومتها جاهزون للرد على أي حماقة صهيونية، وعلى الصهاينة أن يدركوا جيدا بأن المقاومة اللبنانية في أتم الجهوزية للرد على أي عدوان غادر يستهدف الأراضي اللبنانية ، وأن قوة الردع التي باتت تمتلكها ستكون قاصمة لظهورهم ورادعة لعنجهيتهم وغطرستهم وغرورهم، وسيكون الرد أكثر إيلاما وأشد فتكا فوق مستوى تخيلاتهم وتوقعاتهم وعليهم أن يحصدوا ثمار حماقاتهم ونزعتهم الإجرامية التي بلا شك ستكون السبب في التعجيل بزوالهم بفضل الله وقوته وتأييده.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.