من وحي الصمود تطل علينا الذكرى العظيمة لعيد الغدير، الذي شكل محطة بارزة في تاريخ ومسيرة الإسلام والمسلمين، وموقفا من مواقف الحق والحقيقة النّاصعة التي تركت بصماتها جلية ووأضحة على المستوى العام؛ لتبين ما خفى من السقيفة، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بتنصيب قائد للأمة تجتمع فيه كل المؤهلات العلمية والقيادية، وأهمية كل ذلك في حياة الأمة ورسم مسارها ومصيرها، وإبعادها عن كل الانحرافات في الفكر والسلوك؛ لتنال غايتها من إصلاح رؤيتها .
إن الولاية على شؤون الأمة وبتنصيب من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ليست موقعًاً تشريفياً لتأكيد القرابة، بل هي أمر إلهي تكليفي بوجوب تمكن الشخص المؤهل لقيادة الأمة، لأن المصلحة هي مصلحة بقاء الإسلام واستمراريته وعزته وكرامته، فيوم الولاية إرث للقيادة على مبدأ الريادة من وحي السيادة، وقد كان يوم الولاية، يومٌ معهود، فيه جمع مشهود؛ ليثبت دعائم الصمود ضربا بالخنوع والجمود، لذا كان عيد الغدير محطة للتركيز على دور وأهمية القيادة الواعية والفاعلة، في حياة الأمة وربطها بهويتها الأصيلة، وخصوصاً أن موقع القيادة والولاية يتطلب مؤهلات تتناسب مع حجم هذا الموقع، وطبيعته، ومسؤوليته، لأن القضية هي قضية من يصلح لقيادة الإسلام ككل وبلوغه أهدافه الكبرى في بناء مجتمع إنساني وحضاري جدير بدور خلافة الأرض .
والحمد لله أن أنعم الله العلي القدير علينا بأعلامنا الحاضرين في عصرنا، السيد عبد الملك الحوثي والسيد حسن نصر الله وغيرهما من الأعلام الذين استبصروا بنور ولاية الإمام علي ((ع )) سيرةً ومنهاجا، وحتماً عيد الغدير هو عيد للإسلام والمسلمين جميعاً، فيه كل معاني المحبة والخير والعطاء، للواقع الإسلامي وحبذا لو تتناسى الشعوب المسلمة اختلافاتهم والتقوا بروح الحوار والمنطق والموضوعية على الوحدة والألفة؛ لنزع عناصر التوتر من الواقع المأزوم كي يكون للعيد قيمة ومعنى إلى اليوم المعلوم .