الكشافة تاريخ عريق من العطاء والنشاط الاجتماعي المتعدد، مشوار مشهود له بالانضباط والصرامة المنظمة والالتزام الشبه عسكري، جيش مدني يعمل من أجل خدمة الوطن عبر تقديم خدمات اجتماعية ومبادرات إنسانية يشهد لها الجميع، صرح تعليمي وتوعوي تثقيفي تربوي سطع مع البدايات الأولى لإنشاء الكشافة اليمنية، وتعتبر اليمن من أول الدول العربية التي عرفت النشاط الكشفي والإرشادي وكانت البداية في المحافظات الجنوبية والتي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني في تلك الفترة، وتأسست أول فرقة كشفية بمدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن عام 1927م وتولى قيادتها القائد الكشفي المرحوم محمد عبدالله عفاره أحد مؤسسي الحركة الكشفية في اليمن.
وأخذت الحركة الكشفية تنتشر تدريجياً بداية في مدينة عدن خاصة في الأندية الرياضية، وفي المحافظات الشمالية تأسست أول فرقة كشفية في محافظة تعز خلال فترة الحكم الأمامي، ولم تستمر طويلاً في تلك الفترة وكانت تتكون فرق كشفية من حين إلى آخر.. ورغم الأوضاع السياسية في تلك الفترة سواء في المحافظات الشمالية أو الجنوبية إلا أن اليمن قد شاركت في أول مخيم كشفي عربي عام 1954م، ثم تم تأسيس جمعية الكشافة والمرشدات اليمنية في عام 1987م.. ينتسب لفرع الكشافة 6481 عضوا (اعتبارا من 2004م) وجمعية الكشافة والمرشدات اليمنية عضو في المنظمة العالمية للحركة الكشفية منذ عام 1980م.. أما فرع المرشدات فتنتسب له 13472 عضوة (اعتبارا من 2003م)، وأصبح عضوا في الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة في عام 1990م.
في الآونة الأخير ومنذ نكبة العام 2011م وصولا إلى الحصار والعدوان الذي شنه تحالف الشر بقيادة آل سعود وآل زايد ضعف أداء الكشافة وتراجع مستوى النشاط والمبادرات الإنسانية التي كانت تقدمها للمجتمع، واختفت تماما البرامج التربوية والتعليمية والتثقيفية، وتم تبريد الحماس والعطاء الكشفي وصولا إلى تجميد أنشطة الكشافة داخليا منذ ما يقارب العشر سنوات.
اليوم نسمع خبراً مؤلماً ومزعجاً جدا يتمثل في تجميد عضوية الكشافة اليمنية في المنظمة العالمية للحركة الكشفية “المنظمة العالمية للحركة الكشفية هي منظمة دولية غير حكومية تنظم النشاط الكشفي في معظم دول العالم، أسسها اللورد بادن باول عام 1920م ومشترك بها أكثر من 28 مليون عضو، ومقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا، وللمنظمة العالمية للحركة الكشفية ثلاثة أقسام رئيسية هي المؤتمر واللجنة والمكتب الرسمي”، تجميد دولي لأسباب مالية تسبب فيها قادة الحركة الكشفية في الجمهورية اليمنية، من خلال تجاهلهم وتخاذلهم عن تسديد الاشتراكات السنوية للمنظمة العالمية.. تجميد يشترك الجميع في تحمل المسؤولية معهم، علما بأن هذه الحدث المؤلم المتمثل في تجميد الحركة الكشفية في اليمن لم يكن الأول فقد سبق ذلك تجميد عضوية المرشدات من الإقليم العربي الكشفي، وذلك بسبب عدم دفع الاشتراكات المتأخرة على المرشدات للعامين 2018 و 2019م.
الأهم من ذلك والأخطر هو تجاهل المعنيين عن الحركة الكشفية، وعدم تحركهم لتلافي الأمر وحث المعنيين على تسديد رسوم الاشتراك، وإلغاء التجميد وإعادة الاعتبار لسمعة ومكانة الكشافة اليمنية، والتواصل مع المنظمة العالمية لتوضيح ظروف الحصار والعدوان الذي تمر به اليمن، والتأكيد على أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تمر بها اليمن ومنها نقل البنك المركزي إلى عدن هي أحد أسباب تأخر اليمن عن تسديد الرسوم.. تاريخ الحركة الكشفية اليمنية أيها القادة الكشفيون لا يستحق منكم هذا التجاهل والإهمال والتراكن.. اليمن أغلى.. تحيا الجمهورية اليمنية.