يوم الولاية هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم فيه النعمة على عباده ورضي لهم الإسلام دينا.
قال تعالى ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” سوره المائدة 3.
فنحن- وفقا لمبدأ الولاية- نؤمن بأن الدين كامل.. يقول السيد القائد المجاهد العلم عبدالملك بن بدرالدين الحوثي- حفظه الله- في كلمة له بمناسبة يوم الولاية للعام 1439. (إيماننا بمبدأ الولاية كما قدمه القرآن الكريم وكما أعلنه الرسول في هذا اليوم على المسلمين إيماننا بهذا هو إيمان بكمال الدين إيمان منا بأن دين الله كامل أن الإسلام دين ودولة أن الإسلام نظام كامل للحياة. الإسلام الذي قال الله عنه ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” هذا الإسلام هو كامل، من كماله أنه يشمل كل جوانب الحياة بالنسبة للإنسان سواء الشؤون السياسية أو الشؤون الاجتماعية أو الشؤون الاقتصادية، كل شؤون الإنسان لأن هذا الدين بحقيقته بجوهره هو نظام يسير عليه الإنسان، نظام لحياة الإنسان وشمل كل جوانب حياة الإنسان )..
ومن هذا المنطلق فإننا سنقتصر في موضوعنا هذا على الحديث عن الولاية في القرآن الكريم بما يتناسب مع هذا اليوم (يوم الولاية).
فكلمة الولاية مصطلح إسلامي أكد عليه القرآن في عدد من الآيات وقد ذكر الله تعالى لنفسه الولاية على المؤمنين فقال عز من قائل (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) فهو المشرع لهم والهادي لهم والمرشد لهم والموفق لهم والمتصرف في شؤونهم كلها، وفي هذا السياق تكلم السيد الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه عن مفهوم الولاية في سوره المائدة الدرس الثالث حيث قال (لهذا تجد القرآن الكريم عندما ترجع إليه يعبر عن ولاية الله سبحانه وتعالى لعباده بمختلف الأساليب فهو وليهم يتلقون منه الهدايه (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ) فهووليهم يتلقون منه التأييد بالنصر (وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ)هو وليهم وهو يدبر شؤونهم هو وليهم وهو يرعاهم)..
نستلهم مما قاله الشهيد القائد السيد حسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه عن مفهوم الولاية أنها هداية وتأييد وتدبير شؤون ورعاية.
وابالرجوع إلى آية الولاية في سوره المائدة يتضح لنا أن الله تعالى منح هذه الولاية لرسوله وللمؤمنين..
وحيث أن ولاية الله ورسوله لم يتجرأ أحد على البوح بمعارضتها. فعمد المشككون إلى معارضة ولاية المؤمنين فحاولوا تغيير مفهوم الولاية بهدف إبعاد أذهان الناس عن المعنى الواضح للآية فقد ذكروا معاني كثيرة لهذه الكلمة وصلت إلى سبعة وعشرين معنى لكي يقولوا إن هذه الكلمة مشتركة بين معان مختلفة ولا نعلم مراد الله منها، وبهذا فقد وصموا الآية بالغموض وهذا يخالف ما عليه الآية من وضوح فقد جعل الله الولاية واحدة له ولرسوله وللمؤمنين وبين صفاتهم “الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون”..
وقد دلت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن المقصود بالمومنين في الآية هو الإمام علي عليه السلام حيث تصدق بخاتمه للسائل الذي قصد أن يسأل في مسجد رسول الله فإن أعطي وإلا كانت وصمة في حق المسلمين فكانت لمبادرة الإمام علي عليه السلام بالتصدق بخاتمه قيمتها في حفظ مكانة الإسلام وهيبته في النفوس..
وهذا للأسف هو ما أثار غيظهم وجعلهم يحرفون معنى كلمة الولاية فكانت النتيجة ظهور ولاية من نوع آخر فرضت لآخرين من خلفاء و ملوك وأمراء جبابرة من بني أمية وبني مروان وبني العباس وآخرين حتى أوصلت الأمة بهذه الثقافة إلى ولاية امريكاء وبريطانياء وإسرائيل وكل سلاطين الجور والفجور من رؤساء وزعماء وملوك وأمراء ومن على شاكلتهم من المتسلطين على رقاب الشعوب المقهورة يحكمون ويشرعون ويتصرفون في شؤون الشعوب ويدَّعون الوصاية عليهم تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان والإنسانية والمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية، وهلم جرا..
والحقيقة أنها ولاية الشيطان الذي شرع له المشككون يوم طعنوا في ولاية الله ورسوله والمؤمنين..
أليس ما هو الحاصل اليوم أن أمريكا (الشيطان الأكبر ) هي من تتصرف في شؤون الكثير من دول العالم فتفرض الحكام عليهم وتنهب ثرواتهم وتعبث بمقدراتهم، ومن عارض ورفض الهيمنة والغطرسة الأمريكية استبيح دمه وأرضه واعتدوا عليه كما هو حاصل من عدوان أمريكي غاشم على اليمن أرضا وإنسانا على مرأى ومسمع العالم، فلا مجلس أمن لا أمم متحدة ولاهم يحزنون..
لذلك فإن يوم الغدير هو يوم مفصلي في تاريخ الرسالة المحمدية الأصيلة حيث بلَّغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولاية الإمام علي عليه السلام استجابة لأمر لله في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
معلنا بقوله “ياايها الناس إن الله مولاي وانا مولى المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهدا علي مولاه اللهم وال من والاه عاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله”..
وفي الموقف تدافع الناس مهنئين ومباركين حتى قال عمر بن الخطاب “بخ بخ لك يا بن أبي طالب لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة”.
وتحقق وعد الله لرسوله “والله يعصمك من الناس”..
ولكن النفس والأهواء والشيطان الذي زين الدنياء في أعينهم جعلهم يفتحون باب المؤامرة وأقصي الإمام علي عليه السلام تحت ذريعة الشورى أولاً وذريعة العهد ثانيا وذريعة الاختيار ثالثا..
فيا لها من مؤامرة أسست لثقافة مغلوطة أحلت ولاية الشيطان بدلاً من ولاية الرحمان..
فنحن عندما نحيي يوم الولاية ونعلن للعالم فيه تولينا للإمام علي عليه السلام إنما نعيد للإسلام مبادئه وقيمه ومعانيه السامية وأخلاق الصفوة من المؤمنيين الذين رفضوا الانزلاق في المؤامرات وحفظوا ما عاهدوا الله ورسوله عليه من ولاية الله ورسوله والإمام علي عليه السلام يوم غديرخم..
يقول السيد القائد المجاهد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله “الإمام علي عليه السلام ولايته هي امتداد لولاية الرسول قائدا من بعده للأمة معلما مرشدا زعيما يعمل على هداية الأمة”..
ويقول السيد الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه “إن جهل الأمة في ماضيها بولاية الأمر وأهمية ولاية الأمر هو الذي جعلها ضحية لسلاطين الجور”. والله من وراء القصد .