يعربد الصهيوني الإسرائيلي في المنطقة العربية مستقوياً بالدعم والإسناد والحماية الأمريكية التي جعلته يعلن الفرعنة ويمارس العربدة والإجرام ليلا ونهارا على مرأى ومسمع العالم، يرتكب الجرائم والمذابح الوحشية في حق أبناء الشعب الفلسطيني منذ العام 1948م وحتى اليوم، يُغرِق في القتل، ويتوسع ويتمدد في الاستيطان ويمعن في قمع واعتقال الفلسطينيين، ويسومهم سوء العذاب، وما بين فترة وأخرى يشن طيرانه الإجرامي عدوانه السافر مستهدفا مقرات ومواقع المقاومة الفلسطينية والمواطنين يقصف منازلهم، ويستهدف بنيتهم التحتية في قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية، مطلقاً العنان لجنوده وزبانيته لنفث سموم حقدهم وإجرامهم، ولا بواكي على أبناء فلسطين، ولا متعاطف معهم، ولا مساند لهم، ولا مدافع عن قضيتهم العادلة وحقهم المشروع في تحرير أراضيهم من دنس الاحتلال الصهيوني وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، حتى بعران الخليج الذين ظلوا يخدعون فلسطين والفلسطينيين بدعمهم ومساندتهم لهم ولقضيتهم فضحهم الله أمام الأشهاد، وسقطت الأقنعة التي كانوا يرتدونها، وظهر جلياً للقاصي والداني أنهم لا يقلون خطورة على فلسطين والفلسطينيين من الصهاينة أنفسهم، وأنهم لليهود والصهاينة أقرب ارتباطا، وأكثر مودة، وباتوا مع الصهاينة في خط ومسار وتوجه واحد، ضد فلسطين والفلسطينيين وقضيتهم العادلة والمشروعة التي تمثل قضية كل العرب والمسلمين..
وفي سوريا يواصل العدو الصهيوني انتهاكاته السافرة للسيادة السورية، فيعمد إلى شن غاراته الجوية الغادرة على مواقع الجيش السوري والمنشآت الحساسة بطريقة مستفزة ومخالفة لكافة الأعراف والمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية ولا رادع له، وعلى ذات المنوال يعربد مع سيده الأمريكي في العراق ويسعى بكل قوته لاستهداف قوات الحشد الشعبي العراقية التي نجحت في استئصال شأفة المليشيات التكفيرية التي تعمل لحسابه وتتجند تحت لوائه، وتنفذ أجندته وأهدافه ومخططاته، وفي لبنان المقاوم والمقاومة يواصل الشحن الطائفي والمذهبي وتلعب بالورقة الاقتصادية بهدف تركيع المقاومة اللبنانية والنيل من وحدة وتماسك الجبهة الداخلية اللبنانية، وفي السودان لعب اللوبي الصهيوني الدور البارز في مؤامرة تقسيمه على طريق تحقيق حلم (من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل) ولا يغيب حضوره وتدخله في ليبيا وإشعاله الفتنة بين السودان ومصر وإثيوبيا على خلفية سد النهضة..
وفي اليمن يحضر الصهيوني من خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، من خلال مشاركته المباشرة ودعمه اللوجستي وصولا إلى حد إرسال جنود وخبراء صهاينة إلى سقطرى والمهرة في سياق السعي لإقامة قواعد عسكرية أمريكية هناك تحت يافطات سعودية إماراتية، قالها المخلوع نتنياهو قبل العدوان عقب ثورة 21سبتمبر محذراً من خطورة ما أسماها (سيطرة الحوثيين على باب المندب) وتوالت التصريحات الصهيونية العلنية التي تحدثت عن مشاركة الكيان الصهيوني المباشرة في العدوان على اليمن، بالإضافة إلى تزويدهما الكيانين السعودي والإماراتي بخبراء عسكريين يقومون بمهمة تقديم الدعم والإسناد اللوجستي لقواتهما ومرتزقتهما، ولا يتوقف الدعم والإسناد الصهيوني للعدوان السافر على بلادنا عند هذا المستوى، بل يتعداه ليصل إلى مستويات متقدمة، حيث بات الطيران الحربي الصهيوني يشارك في قصف وقتل المدنيين اليمنيين، ومشاركة طيارين صهاينة على متن طائرات سعودية وإماراتية في العدوان..
الخطر الذي يمثله الكيان الصهيوني (الغدة السرطانية) كما أسماه الإمام الخميني -رضوان الله عليه- وأمريكا (الشيطان الأكبر) ومن تحالف معهم وأعلن الولاء لهم من صهاينة العرب يستدعي صحوة عربية وإسلامية تضبط إيقاع واقع المنطقة، وٍتعيد الأمور إلى نصابها، وتنتشل الأمة من حالة الخمول واليأس والإحباط الذي بات مسيطراً عليها، والسير على خطى محور المقاومة في مقاومة ومقارعة الكيان الصهيوني والتصدي للمؤامرة الصهيوأمريكية التي تستهدف الجميع دون استثناء.
على الشعوب العربية والإسلامية الخانعة الخاضعة لقيادات العمالة والخيانة والتصهين، أن تنتفض وتغادر حالة السلبية التي عليها، وتلتحم مع شعوب محور المقاومة، فالخطر يستفحل، والمؤامرة فوق ما يتخيلون، وسيكتوي الجميع بنيرانها وفي مقدمة ذلك الشعوب التي دائماً ما تدفع ثمن عمالة وخيانة القادة..