الثورة نت/
للعام الثاني على التوالي يصر النظام السعودي على صد المسلمين عن بيت الله الحرام تحت مسميات وعناوين مختلفة يحاول من خلالها إلغاء هذه فريضة الحج، وإفراغها من معناها ومدلولاتها الدينية العظيمة.
فبعد عام على القرار الذي اتخذه النظام السعودي خلال موسم الحج الماضي بشأن قصر الحج على المواطنين السعوديين والذي قوبل بصمت من بعض الأنظمة العربية العميلة، تمادى النظام السعودي في حربه المعلنة على الإسلام بحرمان مسلمي العالم من أداء الفريضة هذا العام أيضا بذريعة كورونا.
إلا أنه وبالتزامن مع تضييق الخناق على الحجاج وثنيهم عن البيت الحرام بذريعة كورونا تشهد المملكة افتتاح المزيد من المدن والمنشآت الترفيهية المشجعة على الإختلاط والانحلال والسقوط الأخلاقي والمتناقضة كليا مع قيم ومبادئ الإسلام وأخلاقيات وتقاليد المجتمعات الإسلامية.
وعلى الرغم من الخسائر المالية التي تلحق بالمملكة نتيجة إلغاء موسم الحج للعام الثاني على التوالي إلا أن النظام السعودي لا يكثر بأي نتائج قد تترتب على قراراته المتعلقة بتنفيذ ما تمليه عليه واشنطن وتل أبيب في سياق الحرب على الإسلام والمسلمين.
وفي الوقت الذي يتجه فيه الاقتصاد السعودي نحو الهاوية نتيجة هبوط أسعار النفط، وفاتورة الحروب العدوانية على اليمن وسوريا وغيرهما من البلدان العربية يأتي توقف إيرادات الحج والعمرة ليزيد الطين بلة ويساهم في تسريع التراجع والانهيار الاقتصادي.
فالقرار السعودي يأتي في سياق الخدمة التي يؤديها نظام آل سعود لأعداء الإسلام وتنفيذا للمخططات الغربية والصهيونية الهادفة إلى جعل الدين الإسلامي شكلا بلا مضمون وإفراغ شعيرة الحج من مضمونها الحقيقي ورسالتها السامية في توحيد الأمة الإسلامية والبراءة من أعداء الله.
وبغض النظر عن صمت وخنوع الأنظمة العربية العميلة، قوبل القرار السعودي باستياء وسخط واسع في أوساط الشعوب والمجتمعات الإسلامية والأنظمة الحرة.
في هذا السياق عبرت بيانات صادرة عن الحكومات والأنظمة العربية الحرة وعلى رأسها اليمن عن إدانتها الشديدة لعنجهية النظام السعودي تجاه بيت الله الحرام واستخفافه الواضح بالدين والشعوب المسلمة التي ساهمت بصمتها في تشجيعه على التمادي في تنفيذ مخططاته الهدامة للإسلام ونهجه القويم.
وأكدت أن الممارسات السعودية اللامسؤولة تحتم على كل الشعوب العربية والإسلامية الوقوف بحزم لإدانتها وإيجاد آلية جامعة تضمن تحييد الأراضي المقدسة وتتيح لكافة المسلمين زيارتها بدون أي قيود أو عراقيل وبعيدا عن أساليب الابتزاز السياسية التي ظهرت جليا في منع حجاج بعض الدول من أداء فريضة الحج لاعتبارات سياسية بحتة.
بدورهم أكد علماء المسلمين أن إقدام السعودية على إلغاء موسم الحج للعام الثاني يمثل دليلاً على أن نظام آل سعود لم يعد مؤتمنا على الشعائر والمقدسات الإسلامية ولا الإشراف على فريضة الحج.
واعتبروا القرار استهدافا واضحا للإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض نظرا لما ترتب عليه من إلغاء لاحد أركان الدين الإسلامي.
ويأتي إقدام النظام السعودي على منع دخول المسلمين لأداء فريضة الحج لهذا العام بعد ست سنوات من منعه لليمنيين وبعض الشعوب العربية والإسلامية ضمن محور المقاومة من زيارة الأراضي المقدسة وأداء الركن الخامس، لمجرد رفض تلك البلدان التبعية لحلفاء الرياض الأمريكيين والإسرائيليين.
إذ دأب النظام الحاكم في المملكة منذ أعوام عدة على تسييس فريضة الحج والتحكم بها خدمة لأجندة أمريكية إسرائيلية غربية تصب في مصلحة أعداء الأمة إلا أنه وجد من كورونا الذريعة الكافية للحيلولة دون دخول المسلمين إلى الأراضي المقدسة.
وبحسب مراقبين فان خلو بيت الله الحرام من الحجاج للعام الثاني يمثل سابقة خطيرة لم تحدث على مر التاريخ باعتبار الحج أحد أركان الدين الإسلامي الذي يعمل النظام السعودي جاهدا لهدمه من خلال ما يصدر عنه من قرارات تعسفيه غير ملزمة قانونيا للمسلمين.
واعتبروا قرار السلطات السعودية بشأن الحج، صداً للمسلمين عن أداء الركن الخامس والذي يٌعد حقا لله على عباده في كل مكان وزمان ورغم كل الظروف والاستثناءات.. داعين دول وشعوب العالم الإسلامي إلى وقفة جادة إزاء هذه الخطيئة غير المسبوقة في تاريخ الإسلام.
المصدر: وكالة سباء