الثورة نت|
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن القضية السكانية خلال سبع سنوات من العدوان والحصار، تشهد تحديات نوعية وانحداراً كبيراً في مؤشراتها الرئيسية.
وأشار رئيس الوزراء في الاحتفال باليوم العالمي للسكان 2021م، الذي نظمه المجلس الوطني للسكان اليوم بصنعاء بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة، تأتي والشعب اليمني ما يزال يتعرض للعام السابع على التوالي لعدوان وحصار.
وقال” نظريات كثيرة يتم إعادة دراستها من جديد في ضوء التطورات والمتغيرات التي يتم ملاحظتها في الواقع العملي، والتجارب الدولية أثبتت أن التعامل السليم مع الزيادة أو النقصان في عدد السكان هو المحك في مسار التنمية والتطوير وزيادة عدد السكان لا يمثل عائقاً أمام هذه العملية”.
وأشار إلى أن سبع سنوات والتجمعات السكانية في اليمن تحت قصف العدوان والحصار مع هجوم مكثف على المدارس والمستشفيات ومقومات الحياة المعيشية للمواطن”.
وأضاف “نتحدث عن فعل وحشي يمارسه تحالف العدوان ضد الإنسان في هذا الجزء من العالم الجمهورية اليمنية بدعم وتواطؤ دولي” .. مؤكداً أن العدوان موجه ضد الإنسان اليمني بكل ما تحمله الكلمة من معاني وليس ضد أحد بعينه كما يروجون عبر ماكينتهم الإعلامية.
ولفت الدكتور بن حبتور إلى أن السكان الذين أنفقوا كل ما لديهم من مدخرات منذ بداية العدوان، أصبحوا اليوم يعانون معاناة شديدة وتضرروا بشكل كبير .. مبيناً أن المنظمات الأممية والدولية لا تقدم إلا النزر اليسير من احتياجات السكان التي تتزايد سنة إثر أخرى.
وذكر أن المؤشرات في هذا الجانب مخيفة بل وكارثية .. وتسأل “ما الذي يريده العالم من أنصار الله والمنضويين في إطار المشروع الوطني المقاوم؟ هل يريدوننا أن نسمح للمعتدين ومرتزقتهم بالوصول إلى العاصمة صنعاء؟”.. مؤكداً أن ذلك مستحيل ولا يمكن أن يقبل به أحد من رجال وأحرار الشعب اليمني.
وتطرق رئيس الوزراء بهذا الشأن إلى محاولة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الأخيرة والفاشلة للسيطرة على مديرية الزاهر التي حشد لها الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش وأخواتهما والتي انتهت باستعادتها خلال 24 ساعة من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية وقبائل البيضاء الأحرار.
وعبر الدكتور بن حبتور، في ختام كلمته عن شكره للمجلس الوطني للسكان وصندوق الأمم المتحدة للسكان على تنظيم الاحتفال ولكل من حضر وشارك فيها.
من جانبه اعتبر وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، الاحتفال بهذه المناسبة في ظل استمرار العدوان، فرصة للتركيز على التحديات السكانية وكيفية معالجتها.
وقال “يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للسكان وهناك خصوصية لليمن حيث ما يزال تحت العدوان والحصار” .. مؤكدا أن أول ما استهدفه العدوان البنية التحتية من مدارس وجامعات وطرق ومرافق صحية وغيرها بالإضافة إلى الإنسان.
وأضاف “العدوان استهدف الأجنة في بطون الأمهات، وهو ما حصل في منطقة بني حوات ” .. مشيرا إلى أن هناك ألفين و500 امرأة شهيدة وثلاثة آلاف و500 طفل شهيد نتيجة العدوان الذي استخدم مختلف الأسلحة المحرمة دولياً.
وأكد الوزير المتوكل مشاركة اليمن في الاحتفال باليوم العالمي للسكان، فرصة لاطلاع العالم على جرائم العدوان بحق الأطفال والأمهات، حيث يتوفى 300 طفل كل يوم و83 طفل حديث الولادة بسبب نقص الأجهزة والأدوية، كما تتوفى ثمانية آلاف امرأة سنويا بسبب مضاعفات الولادة.
واستعرض وزير الصحة ما يعانيه القطاع الصحي جراء استمرار العدوان والحصار ومنع دخول الأجهزة الطبية خاصة التنفس الصناعي والحضانات وغيرها .. لافتا إلى أن قرار المنظمات الدولية عدم توفير الديزل للمستشفيات، يضاعف من معاناة المرضى وينذر بكارثة إنسانية جديدة.
وثمن دور المجلس الوطني للسكان خاصة في ظل الظروف التي يمر بها اليمن جراء استمرار العدوان وكذا دور صندوق الأمم المتحدة للسكان في دعم اليمن في مجال السكان وغيره.
وتطرق الوزير المتوكل إلى أهمية استغلال الكثافة السكانية كمصدر قوة والعمل للنهوض بالعملية التنموية في البلد في مختلف المجالات.
من جهته أكد وزير التخطيط والتنمية عبدالعزيز الكميم، أن معالجة القضايا السكانية تحتاج إلى تكاتف جهود الجميع والتنسيق المستمر من قبل كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية، وفقاً للإمكانات المتاحة، لتخفيف معاناة المواطنين والحفاظ قدر الإمكان على ما تم تحقيقه من إنجازات في السنوات الماضية.
وأشار إلى أنه لا يجب أن يقتصر الدعم الدولي من خلال المنظمات العاملة في مجال العمل السكاني والصحي على الجانب الإغاثي وإنما يجب أن يشمل الجانب الإنساني التنموي للأفراد والأسر والمجتمع بصورة عامة.
وفي الحفل بحضور وزيري الإرشاد وشؤون الحج والعمرة نجيب العجي والزراعة والري المهندس عبدالملك الثور ورئيس كتلة الصحة بمجلس النواب الدكتور عبدالباري دغيش، تطرق الأمين العام المساعد للأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان مطهر زبارة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسكان، مناسبة للتذكير بالقضايا السكانية وتعزيز الوعي المجتمعي حول قضايا السكان والتنمية.
وأشار إلى أن من تداعيات العدوان تراجع المؤشرات السكانية خاصة في مجال الصحة والتعليم، وتفاقم معاناة الأمهات والأطفال بسبب تفشي الأوبئة والأمراض وكذا زيادة النزوح السكاني وآثاره المختلفة على المؤشرات الديموغرافية.
واستعرض زبارة جهود الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان في الاهتمام بتنفيذ المكون السكاني الوارد في الرؤية الوطنية لبناء الدولة وإجراء مراجعة للسياسة السكانية الحالية لتطويرها وتحديثها.
واعتبر الاحتفال باليوم العالمي للسكان فرصة لرفع الوعي المجتمعي بأهمية تعزيز الاتجاهات والممارسات الإيجابية لقضايا السكان والتنمية وتعزيز الشراكة بين الحكومة والمنظمات الدولية لتوفير الدعم للبرامج السكانية وخدمات رعاية الأم والوليد.
في حين أشار نائب ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن جاريك هايربيتيان إلى أهمية إحياء اليوم العالمي للسكان لتعزيز الوعي بقضايا السكان بما في ذلك ارتباطها بالبيئة والتنمية.
ولفت إلى أن الصندوق يعمل بشكل وثيق مع الحكومة والشركاء المحليين لضمان دمج الاحتياجات الخاصة للنساء والفتيات، لاسيما الحوامل، في الاستجابة لحالات الطوارئ.
وأوضح هايربيتيان أن الصندوق قدّم في العام 2020 خدمات لثلاثة ملايين مستفيد في كافة أنحاء اليمن، بما في ذلك 103 ملايين خدمة في الصحة الإنجابية، فيما استفاد حوالي 600 ألف شخص مباشرة من خدمات النازحين، و600 ألف خدمة صحة نفسية.
وبين أن صندوق الأمم المتحدة للسكان دعم 100 مرفق صحي و300 موظف يعملون في الصحة الإنجابية و170 قابلة توليد منزلي، وتم الوصول إلى حوالي مليون امرأة في خدمات الحماية.
تخلل الحفل ريبورتاج حول السكان والتحديات المستقبلية تضمن عدداً من المؤشرات السكانية وتطورها والوضع الحالي للسكان والآثار السلبية جراء التزايد السكاني على القطاعات المختلفة خاصة التعليم والصحة والتركيب السكاني ومؤشر الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وكذا حوارية شعرية لإرسال رسالة سكان اليمن إلى العالم.