أهمية هذه المقالة في أنها تطرق أهمّ المجالات والعوامل الحيوية في حياة الشعوب ونهضتها، وتطورها الحضاري، إنه التربية والتعليم، وتحاول شرح مفهوم مؤسس حركة أنصار الله في التربية والتعليم ، وربما أعطت تفسيرا لهذا الاجتياح الشعبي الواسع الذي حقّقته الحركة في أوساط المجتمع اليمني، وكيف انتقلت من مكان صغير، هو عزلة مران من مديرية حيدان، بدأ فيها الشهيد القائد وانتهى شهيدا، إلى أن أصبحت تغطي مساحات واسعة من اليمن، وأصبحت حديث الإقليم والعالم، كما تندر المقالات والدراسات الجادة حول مشروع هذه الحركة، وكثير مما كتب حوله، كان ينطلق من الإعجاب المبالَغِ فيه، أو من الحقد والكره الذي لا يصل إلى الحقيقة البتة. وتظهر أهميته أيضا في أنه يشير إلى المستقبل الذي ستذهب إليه الحركة، فأي حركة لها موقف إيجابي من التربية والتعليم فإنه بلا شك سينعكس إيجابا على مستقبلها، ويشير إلى أي نوع من أنواع المستقبل.
مفهوم التربية
من خلال الموارد التي وردت فيها التربية في محاضرات السيد حسين يمكن تعريف التربية لديه بأنها تنشئة نفسية وأخلاقية تساعد الفرد والمجتمع للوصول بالأمة إلى كمال الإيمان، بحيث ينعكس وجدانا فياضا بالشعور الإيماني، وأهمية التحرك، وأفعالا مبادرة إلى التحرك الواسع وفي جميع المجالات المهمة في واقع الأمة.
وتتخذ التربية في فكر الشهيد القائد شكلاً فلسفياً متجذِّراً، فالإنسان الذي هو هدف هذه العملية، هو محط عناية الله أولاً؛ إذ هو المربي، وقد تناول الشهيد القائد هذه القضية من منطلق حاجة الأمة التي شعر بها، في هذا المجال إلى الثقافة الدينية الإسلامية؛ بعد أن شخَّص افتقارها إلى قضية أساسية في التربية وهي قضية الارتباط بالقرآن الكريم.
تخرج الشهيد حسين بدر الدين من كلية الآداب، صنعاء، في قسم علوم القرآن، ودرّس في عام 1987م في مدرسة خميس مران، كما بالتأكيد درّس في مراكز التعليم الديني وأشرف عليها وأدارها، وكانت التربية جزءا مهما وأصيلاً في مسار حياته وعطائه، وتحدث في محاضراته عن المنهج، والأساليب، والوسائل، والطرق، والتقويم، وعن مفردات كثيرة، يتداولها علماء التربية، ولكنه حين تناول هذه القضية في محاضراته لم يتناولها من منطلق أنه خبير تربوي، أو منظِّر فيلسوف، بل تناول هذه القضية من حيث أهمية تعزيز التربية وموادها ومناهجها وأساليبها وطرقها بمادة القرآن الكريم، وأساليبه، ومنهجيته، ووسائله، والانفعال الوجداني به، وتحويل مفاهيمه وتعاليمه إلى واقع وسلوك ومواقف، وجعل هذا ضمن توجيهاته التربوية الفاعلة والمؤثرة للأمة لكي تصحح مسار الجمود والغفلة واللامسؤولية.
لقد وضع جميع المعارف -ولا سيما ما سماه الثقافة القرآنية- في سياق الحركة الجادة والتحرك الفاعل والمثمر، وفي الاتجاه والدفع الحثيث بالأمة إلى الكينونة المطلوبة، والقوة الكافية، على مستوى الفرد والمجتمع.
لقد أراد للأمة أن تتربّى التربية القرآنية، والتي هي على حد وصفه: “التربية التي أخرجت ذلك الرجل الذي كان يقول: (والله لابنُ أبي طالب آنسُ بالموت من الطفل بثدي أمه)، لكنه كان وهو يتذكر اليوم الآخر، كان يتخشّب جسمه خوفا من الله، وخوفا من اليوم الآخر”[1].
الرَّب والتربية
تتعمق الرؤية التربوية للشهيد القائد من كون الله عز وجل هو المربي في الأساس، وجاءت تشريعاته للناس لكي تقوِّم سلوكهم، وتصحِّح مسارهم على النحو الذي فُطِروا عليه، وتصل بهم إلى الغاية المنشودة من خلقهم، ومن هذا جاء اسم الرب تبارك وتعالى؛ فهو يقول في محاضرة الاستقامة: “ربنا الله وحده لا شريك له، لا نعبد سواه، ..؛ لأن الربوبية هي من التربية، الله هو الذي ربانا، ويربينا باستمرار، هو الذي يقوم بتدبير شؤونا، هو القيوم على كل أمورنا”[2]، وبصدد وجوب استقامة قول المكلفين مع أفعالهم، ينحو باللائمة على أولئك الذين يناقض قولُهم سلوكَهم، فيقولون: الله ربنا، “ولكن يدينون بالولاء لتشريعات بعيدة عن الله، لأنظمة بعيدة عن الله، هذا إقرار يناقضه العمل”[3]. إنه يصف ولاية الله لعباده بأنها “ولاية رحمة، ولاية رعاية، ولاية تربية، وليست مجرد سلطة هكذا، سلطة قاسية، أوامر ونواهي فقط، ولاية رحمة بكل ما تعنيه الكلمة”[4]. وحين يعلِّل بعض التشريعات والتكاليف يصفها بأنها أحكام تربوية، وتشريعات تربوية، تعالج النفس البشرية وتهذب طباعها، وتقوِّم سلوكها، وتخلق فيها قوة الإرادة.
لا يختلف الشهيد القائد في هذا مع ما قاله السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره (رب العالمين)، الذي عنون فقرته بقوله: (الله هو المربي)، ثم يشرح امتزاج معنى الربوبية بالألوهية قائلا: “فهو الإله الذي يخلق الخلق، ولكن لا ليتركهم في الفراغ، بل ليرعاهم فيربّي لهم إحساسهم من خلال الأجهزة التي أودعها في داخل كيانهم، ومن خلال الأشياء التي خلقها لهم من الطعام والشراب وغير ذلك، مما يتوقف عليه نموّ أجسادهم، ومما يربّي لهم عقولهم من خلال العناصر الدقيقة الخفية التي أقام عليها كيانهم الفكري، ومن خلال الوسائل الحسية التي حرَّكها لتموّن جهاز العقل في وجودهم، ليبدع ما شاء اللّه له من النتاج الفكري الذي يرفع مستوى الحياة في أكثر من مجال، ويربّي لهم حياتهم الروحية والعملية بالرسالات التي تمثّل أعلى درجات السموّ والخير والإبداع. ثُمَّ كانت تربيته للوجود كلّه في مخلوقاته الحيّة والنامية والجامدة، في ما أبدعه من النظام الكوني الذي يضع لكلّ موجود نظاماً بديعاً من الداخل والخارج، ويربط فيه بين المخلوقات في عملية التكامل الذي يتمثّل في الترابط الوجودي المتحرّك أو الساكن في وجود الأشياء”[5].
مصادر التربية
– القرآن الكريم
حين تحدث الشهيد القائد عن التربية قصد بها تربية الإنسان بغض النظر عن عمره أو مكانه أو وظيفته، فلا مكان محدد للتربية لديه، ولا مرحلة عمرية معينة، وليس الفرد فقط هو من يجب أن تُوَجَّه إليه العملية التربوية، فكل الأمة بحاجة إلى التربية الدائمة، في كل وقت، وفي كل زمان، صغارا وكبارا، وهو بهذا يعطي بعدا واسعا وعميقا للتربية، وهو أمرٌ مفهوم من شخصية قيادية تطمح لتغيير حال المجتمع وتحاول أن تحيي فيه قيم النهضة والحرية، وتربي فيه العزة والكرامة.
لهذا لم يتحدث الشهيد القائد بالتفصيل عن التربية للناشئة، وعن الطرق والوسائل التي تناسبهم، ولا عن طرق التدريس، ولم يهمه تصنيف (بلوم) للأهداف المعرفية، ولم يهمه أيضا الحديث عن التقويم وطرقه، ولا مهارات التدريس الفاعلة، كالتعزيز والتقويم وإدارة الصف، كما لم يبحث نظريات فلاسفة التربية، ولا آخر ما توصلوا إليه في عملية تحليل المناهج وصياغتها؛ بل ركّز همه على الموضوع الذي شغل باله كثيرا، وهو كيف يجب أن نحرِّك جمود هذه الأمة، ونحيي مُواتَها، وأين الحلقة المفقودة بين أقوالها وأفعالها، بين نظرياتها وتطبيقاتها، أين الخلل في واقع الأمة؟ ولماذا صارت ضعيفة مهانة؟ وكيف يتم الأخذ بيدها؟ ومن أين يجب الإصلاح والاستنهاض؟ وأين واقعها مما افترضه القرآن الكريم عليها؟
لقد كان دائم السؤال: لماذا نجح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إدخال أهل الجزيرة العربية إلى الإسلام في غضون عشر سنوات، بينما نحن (وقصد الناشطين في العمل الإسلامي الزيدي بالتحديد) لم نحقق شيئاً خلال 12 سنة، ولماذا فشل الإخوان المسلمون أيضاً في تحقيق أهدافهم ولهم خمسون سنة في العمل التربوي والدعوي، وهو سؤال طالما طرحه في أكثر من محاضرة[6].
لقد رد ذلك إلى الابتعاد عن القرآن الكريم، وإلى ضعف الاهتداء به في الحياة عموماً وفي الجهاد خصوصاً، كانت أهمية حركة الشهيد القائد أنه جرّأ الأمة اليمنية على اقتحام قضية الجهاد، التي كادت أن تنسى في الواقع، وباتت مصطلحاً معيباً، يُتَدَاوَل على استحياء، وخوف، وهلع، وهاهو الآن أصبح مصطلحاً ملء السمع والبصر في المعرفة والوجدان والسلوك، لقد جعل الشهيد القائد للقرآن الكريم محورية أساسية في العملية التربوية ضمن رؤيته العامة لتربية الأمة والمجتمع، واستنهاضهما نحو المشروع القرآني الإسلامي، ووضع القرآن الكريم باعتباره مصدرا أساسيا في العملية التربوية، بل واعتبر كل المصادر الأخرى إذا لم تقترن بالقرآن الكريم فاشلة وأن مصيرها إلى الفشل.
يرى الشهيد القائد أن كل أعمالنا يجب أن ترتبط بالقرآن الكريم؛ لأنه كتاب هداية، يهدي الناس إلى ما يريده الله منهم، وفيه المنهجية القرآنية التي هي أكثر نجاعة ونجاحاً من غيرها، وفيه الأساليب المناسبة، والسلوكات المعينة، التي تكفي للوصول إلى الكمال.
يعلل ذلك بأن القرآن شخّص الإنسان والناس بشكل كامل، شخّص إشكاليات المجتمع بشكل واضح[7]، وحين يقول لك الله: إن القرآن كتاب هدى، فافهم أن لديه منهجاً، ووسائل، وأساليب منهجية يرسمها، وحتى في أسلوبه العام، في الخطاب العام يرسم لك منهجاً، دعوياً، تربوياً. وإذا كان الله قد تكفل بالهداية والإرشاد، فمعنى هذا أن الهداية بالتعليم والإرشاد تحتاج إلى مناهج وأساليب، وسلوكات معينة، وآليات معينة، وأن من تكفل بأن يهدي هو أيضا متكفل بأن يرسم المنهج، ويرسم الطريقة، ويرشد إلى الوسائل وإلى الأساليب. ويكرِّر بأن في القرآن المناهج والوسائل والأساليب الكافية للهداية، وفيه مناهج لزمان أوسع من أي زمان أنت فيه، ولوضعية أوسع من الوضعية التي أنت فيها[8].
يقول: كل أعمالنا يجب أن تكون مرتبطة بالقرآن الكريم، بعناوين ثقافة قرآنية، وعلمٍ قرآني، وتحرك قرآني، القرآن الكريم هو الذي لم يحظ في تاريخ الأمة بأن يرجع إليه الناس فعلا بشكل كامل، وبشكل جاد، ولهذا يجب أن يكون هناك اهتمام كبير بالقرآن، والقرآن جعله الله نورا، وهدى، وموعظة، وفي نفس الوقت جعله الله سلاحاً. القرآن كتاب مرتبط بالحياة، مرتبط بالحركة، والاهتداء به تدخل إلهي.[9]
– النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
كما أن مصادر التربية الأعلام وعلى رأسهم سيد الأنام -محمد صلى الله عليه وآله وسلم- في سيرته الكريمة والجليلة، الرسول الذي ربّى أمة عظيمة في غضون سنوات قليلة، هو ذلك الرجل العظيم الذي لما رأى أحدهم يتبختر استطاع أن يوظف هذه الرجولة لصالح الإسلام، وأن يربيها فيه تربية حسنة، فأعطاه سيفه، الرسول الذي ظل طالب علم دائما، وهو أعلم الناس وأحكمهم، وهو يغالب الحياة، ويعالجها، ظل طالب علم، يقول الشهيد القائد: الرسول ظل طالب علم (وقل رب زدني علماً)، يعتبر طالب علم في قضايا كثيرة جدا في حركته في الحياة، في تبليغ الرسالة، الدين ممتزج بالحياة بكل قضاياها، بكل طرقها، بكل شعبها، بكل مجالاتها[10].
– أهل البيت عليهم السلام
يرِدُ أهل البيت -عليهم السلام- في مكان مهم في قدوات المجتمع لدى الشهيد القائد، يقول: “إنه لا يمكن أن تحصل تربية إيمانية للأمة، إلا على يد أهل بيت رسول الله صلوات الله عليه وعليهم”، وأنه “على يد أهل البيت (عليهم السلام) كالإمام علي (صلوات الله عليه) ومن بعده من أئمة أهل البيت هم من عملوا على تربية الأمة تلك التربية التي ترقى بها في درجات كمال الإيمان”[11]، ورأى في هزيمة طالبان على يد الأمريكان دليلا على ما سماه تبخر الإيمان عند أولئك الذين لا يتربون في مدرسة أهل البيت عليهم السلام، “لأنه نوعية أخرى ليس هو الإيمان الأصلي تقليد ـ إن صح التعبير – . فأولئك الذين ملأوا الدنيا بأصواتهم، وقالوا بأنهم يربون الأمة تربية إيمانية فضحهم الواقع، تبين أن إيمانهم ليس بإيمان, وتربيتهم ليست بتربية إيمانية”، واعتبر ذلك شاهدا “بأنه لا تحصل الأمة على تربية إيمانية إلا عن طريق أهل البيت ومن نهج نهجهم”، مبينا أن أبرز مظاهر التربية الحقة “هو الوقوف في وجه الكافرين بكل عزة, وبكل صمود, وبكل قوة, بل هذا شرط في تحقيق الإيمان في ميدان المواجهة نفسها، حيث تصبح الهزيمة أمام الكافرين جريمة {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} (لأنفال: من الآية16)”[12].
– الأعلام من عظماء الإسلام
ينتقد الشهيد القائد تغييب القدوات النموذجية والذين يسميهم الأعلام من مناهج المدارس، ومن الإعلام، والثقافة، في العالم الإسلامي عموما وفي اليمن خصوصاً، ويرى أن هذا كان متعمداً لكي لا ينشدّ الناس إلى العظماء، فيحركوهم بطريقة فاعلة وصحيحة، بل بالعكس، فبدلاً من التركيز عليهم “رأينا كيف أنه في مناهجنا الدراسية وعلى شاشات التلفزيون وفي غيره من وسائل الإعلام نرى أعلاماً أخرى تقدم للأمة ويتحدثون عنها كثيرا في المساجد، في المعاهد، في المراكز، في الجامعات، وفي كل مكان، هذه الأعلام عند من يفهم واقع الأمة الآن أن أمريكا، أن اليهود والنصارى يتحكمون تقريبا في كل شيء، في الجوانب الإعلامية، الثقافية، التربوية، الاقتصادية، السياسية، في الدول كلها يتحكمون فيها، ويتدخلون في كل صغيرة وكبيرة. هم يعرفون أن تلك الأعلام لا تصنع شيئا؛ لأنه لو جسِّم في نفسك على أكبر ما يمكن لما كان باستطاعته أن يحركك، ليس فيه ما يحركك، إنما هي نمور من ورق كما يقال”[13].
ويستدل على أهمية الربط بالأعلام بأن الإمام الحسين -سلام الله عليه- ظل حالة جامدة في نفوس الإثني عشرية لقرون من الزمن، لكنه لما جاء الإمام الخميني استطاع تفعيله في نفوسهم وتحويله إلى حالة ثورية واقعية.
ويأخذ العلَم حيزاً كبيراً في حركة الشهيد القائد، وحين وضع ملامح مشروعه الإحيائي، جعل للعلم حضوراً متميزاً، وقوياً، وفاعلاً، وفلسفة العلم تحتاج إلى بحث خاص، ولا تتسع هذه المقالة للاستفاضة أكثر في هذه القضية.
– العقيدة السوية
يرى أن من مصادر التربية العقيدة السوية، التي تنتج أعمالاً تنسجم معها، أما تلك العقيدة الباطلة فلن تجلب إلا التراجع والانحسار، وفي هذا يرجِع هزيمة طالبان أمام أمريكا، وخوف الوهابيين في اليمن ممثلا في جامعة الإيمان من تهديد الأمريكيين بسبب اعتقادهم عقيدة تناقض مفاهيم القرآن، وهي عقيدة (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) التي لا تربي صاحبها على الاستقامة والثبات، بل تشجعه على الهروب والفرار.
يقول: ” نقول لأولئك الدعاة الذين يملأون محاريب المساجد بأجسامهم الدسمة والضخمة: نحن الآن في مواجهة مع اليهود والنصارى, في مواجهة مع أمريكا وإسرائيل، وأنتم الآن وكما نراكم, وكما ترون أنفسكم في قائمة المطاردين من جانب أمريكا وإسرائيل: راجعوا أنفسكم, وانظروا من جديد إلى ما كنتم تقدمونه للناس من عقائد، راجعوا عقائدكم، صححوها، وإلا فإنكم إنما تبنون أمة منهزمة، وإلا فإنكم إنما تصدِّرون الشواهد, الشاهد تلو الشاهد على أن الإسلام يقبل الهزيمة، وأنه لا يستطيع أن يصمد في مواجهة الكافرين”[14].