عن فضيحة غوتيريش وقرصنة الإعلام وتصريحات ليندر كينغ ورسائل صنعاء للمرتزقة في الوديعة ..
فهمي اليوسفي
بعد أن أخفقت واشنطن من تحقيق بنك أهدافها بالضغوطات والعدوان والتهديد والوعيد وصلت اليوم لطريق مسدود وعليها أن تراجع حساباتها وتعلن توبتها عن اليمن
( قرار غوتيريش عن الطفل والطفولة)
هنا نستطيع الجزم بالفشل الأمريكي من تمرير كافة أهدافها في بلدنا كان آخرها استثمار سماسرة الأمم المتحدة بتصنيف الأنصار ضمن منتهكي الطفولة لكن صنعاء كانت لهم بالمرصاد من خلال تصعيدها لهذه القضية واستطاعت توظيفها كوسيلة لتحريك المياه الراكدة المتعلقة بالفضائح الأممية على رأسها فضيحة إخراج السعودية من القائمة السوداء وإبراز الدور السلبي المتواطئ مع جرائم دول التحالف بعد أن ساهم إعلام اليمن وبقية وسائل إعلام محور المقاومة بتصعيد هذه القضية فكان ذلك مزعجا ليس فقط للسماسرة الأمميين بل لأمريكا وأخواتها والسعودية وبقية تحالف العدوان وكذا بقية المرتزقة من الداخل ولهذا السبب ظلت الوكالات المخابراتية تضع ترمومتر قياس درجة التصعيد وانعكاساتها على الناتو ودول العدوان خصوصا بعد استنفادها كل الخطط الالتفافية والخداعية تارة بإرسال وساطات إقليمية وأخرى برفع درجة الضغوطات في المساومة والتلويح بالملفات الإنسانية والتحذير من محافظة مارب لكن صنعاء تمسكت بشروطها المشروعة ولم ترضخ لتلك الضغوطات الأمر الذي جعل واشنطن تشعر بالفشل والهزيمة النفسية وكذا دول تحالف العدوان .
القرصنة الأمريكية لإعلام محور المقاومة
كل ذلك دفع الوكالات المخابراتية للأمريكان استخدام سلاح القرصنة ضد المؤسسات الإعلامية التابعة لدول محور المقاومة وفي مقدمتها قناة المسيرة لكن صنعاء ظلت تتمسك بنفس الشروط ولا تراجع أو مساومة بسيادة اليمن بل رفعت درجة التصعيد لقضية القرصنة التي ارتكبتها أمريكا .
لم يتوقف موقف صنعاء عند هذا الحد بل حول هاتين القضيتين المشار إليهما سلفا كوسيلة لتوجيه أكثر من رسالة للتحالف والناتو وهي بلا شك رسائل فورية بالغة الأهمية عبر الوجبات البالستية في طليعة هذه الرسائل المتعلقة بوجبة العشاء التي وجهتها عبر الطيران المسير لمعسكر المرتزقة في منطقة الوديعة وحصدت ٦٠ مرتزقاً والجميع يدرك وحلقات التاريخ توكد أن الوديعة والشرورة يمنية بامتياز وليست سعودية لكنها مغتصبة مع الكيان السعودي ومشمولة باتفاقية الاستقلال مع بريطانيا وحان الوقت لاستعادة كافة الأراضي اليمنية المغتصبة من قبل الكيان السعودي .
هذه الوجبة دسمة وهي من باب قيام الواجب مع الضيف
هذه الوجبة تحمل في طياتها إيضاح أن يتوقف وينسحب تحالف العدوان من كافة أراضي اليمن السابقة واللاحقة وما على ليندر كينغ سوى أن يترك هذيانه عن مارب وغيرها بل يقبل بتسليم كافة الأراضي اليمنية المغتصبة
(نجران وجيزان وعسير والشرورة والوديعة ) لأنها أراضٍ يمنية ١٠٠% وأن يتوقف عن ضخ النفط منها .
هذه الوجبة توضح للعالم بأسره أن الحدود اليمنية ليست في مارب بل تبدأ من عروق الشيبة الواقعة في الربع الخالي والنفط الذي تستحوذ عليه السعودية في تلك المناطق هو نفط يمني ١٠٠% ومن قال حقي غلب .
هذه الوجبة موجّه جزء منها لدول الاستكبار على راسها أمريكا .
هذه الوجبة جعلت واشنطن في حالة هذيان لأنها تلهث مع كيان سعود للاستحواذ على أهم حقل نفطي في جنوب الجزيرة العربية جزء منه يقع في محافظة مارب ويمتد لشبوة وحضرموت والوديعة ويشكل ٣٣% من الاحتياط العالمي وفقا للدراسات التي تؤكد ذلك .
لهذا السبب خرج ليندر كينغ وهو في ساعة النديم أي خارج التغطية ليطلق حزمة من التصريحات جزء منها اعتراف والشق الآخر منها لايخلو من الخداع .
تصريحات ليندر كينغ عن مارب واعترافه أن أنصار الله طرف شرعي في اليمن تضع العديد من علامات الاستفهام
شعور واشنطن بالفشل والإخفاق بعد فضيحة غوتيريش وقرصنتها للمؤسسات الإعلامية التابعة لصنعاء وبقية محور المقاومة وكذا وصول وجبة العشاء من صنعاء إلى مرتزقة العدوان في منطقة الوديعة دفعت هذا المبعوث لتغيير لهجته دون تغيير مشاريعه الخداعية تتجلى بما ورد بتلك التصريحات التي اطلقها يوم الخميس الفائت بتاريخ ٢٤-٦-٢٠٢١م حين قال إن انصار الله هم طرف شرعي في اليمن . وهذا يعد اعتراف من أشد الخصوم ويعتبر انتصاراً لصنعاء.
لم يتوقف الاعتراف لهذا المبعوث عند هذا الحد رغم الصلف الأمريكي بل أوضح في سياق تصريحاته انه يأمل التوصل لإيقاف إطلاق النار بين دول التحالف بقيادة السعودية وبين الحوثيين الموالين لإيران وهذا يمثل اعترافا أمريكيا يؤكد أن دول التحالف طرف أساسي في العدوان على اليمن بقيادة السعودية وليس مرتزقة العدوان.
هذا الاعتراف كشف التضليل والخداع والزور والتزوير الذي أقدم عليه المبعوث الأممي غريفيث منذ أن تسلم عمله كمبعوث لليمن و الذي كان حريصا في مجمل كافة الاحاطات التي رفعها لمجلس الأمن أن يكون مجرما وخائناً لشرف ومهنة الهيئة الأممية تجلى بعدم إدانته للسعودية بكل الجرائم التي ترتكبها في اليمن ولم يعترف أنها طرفاً أساسياً في العدوان على بلدنا..
هذه التصريحات جزء من أهدافها امتصاص غضب صنعاء من الفضيحة المدوية لغوتيريش وكذا قضية القرصنة للإعلام المناهض للعدوان من قبل الأمريكان وكوسيلة لصناعة قضايا أخرى تجعل الرأي العام يدور حول ما هو مستجد وبنفس الوقت تصريحات كينغ لا تخلو من الهلع والخوف من جهة ومن مشاريع الخداع والاحتيال واللف والدوران من جهة أخرى حيث يبرز اللف والدوران حين يطالب بالضغط على الحوثيين بعدم دخول مارب ولم يدرك أن مارب يمنية والشرورة والوديعة يمنية وليست ولاية أمريكية واختتم سكرته ببيكات من التصريحات التهديدية حين قال سوف يتوقف دعم برنامج الغذاء العالمي من الوصول إلى المناطق الخاضعة لسلطات الحوثيين. ونتيجة تأثير ساعة عبلى للأسف لم يدرك أن المواثيق الدولية تحرم قطع الغذاء وكل ما يتعلق بالحياة عن أي إنسان ..
لكن طالما هذيان ليندر كينغ برز على السطح من خلال هذيانه عن مارب والتلويح بورقة الغذاء العالمي فما على صنعاء سوى أن تستمر في موقفها دون تقديم أي تنازلات بل ينبغي أن ترفع سقف الرسائل البالستية أكثر من ذي قبل لدول العدوان وتضع ضمن أولويات البالستية لأرامكو وكل فروعها والمطارات وغيرها في عمق مملكة المنشار وكذلك لمعسكراتها في أي تراب يمني والشروع في وجبات الرسائل الأخرى لجزيرة داس في الخليج العربي ودبي وأبوظبي ولا تغفل هذه الوجبات أو الرسائل عن الجزر اليمنية أهمها ميون وسقطرى بحيث تكون مشغوفة بإنذار شديد اللهجة عبر البريد البالستي لأي تواجد عسكري للغرب في المياه السيادية اليمنية سوءا في البحر الأحمر أو المندب وبحر العرب لأن ذلك يعد حقاً مشروعاً وهو المدخل الممكن للاستمرار في تحرير كامل الجسد اليمني وكسر الحصار وفتح المطار والمدخل الذي سيجبر دول العدوان على التوقف عن عدوانها وتعوض الشعب اليمني عن ما لحق به من تبعات جراء العدوان الصهيوسعودي والانجلوإمريكي وهو المراد والأمل وعلى قاعدة العين بالعين .
• نائب وزير الإعلام