الصياد الشامي: نبات المانجروف مراعي للصيد ومستحضر طبي ينمو في جزيرة كمران والخوبة، وبـ شباك "المعارض" تُدمر الشعب المرجانية

15 يوما في ربوع السعيدة (الحلقة الخامسة):زراعة المشاقر حصاد مبشر بيمننة الصناعات العطرية والدوائية

مزارعو المشاقر في بني قيس يؤكدون رغد عيشنا مصدره زراعة وبيع المشاقر
الصيادون في الخوبة يُقّرون وثيقة عرف تحدد أماكن وأزمنة الصيد الآمن
سكان جزيرة كمران يطلقون مبادرة للاستزراع السمكي في الأخوار

نظمت مؤسسة بنيان التنموية بالشراكة مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا والسلطات المحلية في محافظات: المحويت وحجة والحديدة وريمة، زيارة توعوية وتفقدية إلى 16 مديرية تم اختيارها مديريات نموذجية ضمن 50 مديرية على مستوى الجمهورية.
إيضاح الخطوط العريضة في موجهات القيادة الثورية المباركة والسياسية العليا نحو إحداث ثورة زراعية تنموية على نطاق واسع من المشاركة المجتمعية مثلت أولويات أهداف الزيارة التي تتخذ من ايحاءات الدروس الرمضانية للسيد العلم عبدالملك الحوثي -رضوان الله- عليه مسارا ومنهجا يهتدى به في تبديد ظلمات ما أوغرته العقود الماضية من المفاهيم المغلوطة والعقائد الفاسدة في المجتمع الريفي سواء عبر الإهمال والفساد الداخلي أو بسياسات التدمير الممنهج عبر المنظمات العاملة تحت ما يسمى بالعمل الإنساني.. “الثورة” شاركت في الفريق الإعلامي للزيارة، ومن عمق الحدث تسرد الحكاية الكاملة للرحلة خطوة بخطوة، فإلى التفاصيل:
الثورة / يحيى الربيعي

تمتاز حلقة اليوم بلون مغاير لسابقاتها في الطرح والتناول متعدد الأغراض، حيث تتطرق إلى عرض موجز عن لقاء بمزارعي المشاقر بمنطقة الريغة بمديرية بني قيس محافظة حجة، فالانتقال إلى قضايا البحر وشؤون الصيد والصيادين في مدينة الخوبة وميناء ابن عباس، ومسك مع التعريض على نتائج زيارة قصيرة للفريق إلى جزيرة كمران في محافظة الحديدة.

المشاقر والأهمية الصناعية
أنواع من المشاقر تزرع هنا في الريغة أشهرها البياض، فالشذاب، والشمطري، والريحان، والنعاع…إلخ، بالإضافة إلى زراعة الكراث والجرجير، والبقل (القشمي)، وهذه المحاصيل تزرع على مدار العام، ولها موسم قطف، وتبادل مواسم.. متوسط عمر البياض بقية المشاقر هو ستة أشهر إلى سنتين، ويتم حصادها بطريقة (الحز) كل ثلاثة أشهر.
تمتاز النباتات العطرية بتعدد استخداماتها، فهي بالإضافة إلى كونها مصدراً مهماً نستمد منه روائح زكية تستخدم في تزيين مجالس المناسبات والأعراس، وكمشاقر على رؤوس الرجال والنساء في بعض المناطق اليمنية، فهي وكما تفيد الدراسات والأبحاث تعد أيضا مدخلاً مهماً من مُدخلات التصنيع الدوائي.
بينما كان الفريق متجها نحو الخوبة وابن عباس بالحديدة، إذ بنا نلاحظ انتشار مزارع عديدة للمشاقر على جانبي الطريق العام في منطقة الريغة مديرية بني قيس محافظة حجة.. قيادة الفريق قررت أن تكون لنا وقفة سريعة عن مزرعة أحد المواطنين على الخط العام.. توقف الفريق، واتخذ أعضاؤه طريقهم إلى داخل المزرعة، وهناك استقبلنا صاحب المزرعة تحت ظل شجرة يقال إنها نبتت في عهد نبي الله نوح عليه السلام.. وتحت ظل الشجرة ومن حولها بمدد العين تنتشر مزارع المشاقر متعددة الأنواع. جلس الفريق في حلقة درس ضمت مجموعة من المزارعين توافدوا إلى المكان من المزارع المجاورة.
هناك، أدار رئيس الزراعية العليا إبراهيم المدني ومعه المدير التنفيذي بنيان المهندس محمد المداني نقاشا مستفيضا مع مجموع المزارعين، ومن ثنائيا حديث السائل والمجيب خرجت “الثورة” بحصيلة من المعلومات القيمة عن هذه النباتات وما لها من فوائد ريحانية وطبية، وأخرى هي الفوائد الاقتصادية.
النموذج كان صاحب المزرعة مستضيف اللقاء، والذي من جهته أوضح أن منطقة الريغة تزرع أنواع المشاقر، وأن المزرعة مستأجرة من صاحبها بنظام القبال السنوي، لافتا إلى أن المزرعة يوجد فيها بئر ارتوازية بمضخة تعمل على مادة الديزل، وهناك منظومة شمسية قيد التشغيل، ويعمل بها أكثر 30 عاملا بالأجر اليومي.
من جهته أشار أحد المزارعين (خالد محمد صالح جبلي) إلى أن هناك مجموعة من المحاصيل التي يعمل المزارعون في المنطقة على تداول زراعتها مع نباتات المشاقر، ففي الصيف مثلا يقومون بزراعة الذرة الرفيعة بأنواعها، وكذلك الخضروات بأشكالها، ولديهم أشجار الحنا، كما يزرع بعضهم أشجار الفل.
المزارعون أكدوا أنهم يعيشون حياة كريمة بما يتحصلون عليه من خيرات هذه الأرض المعطاة، مشيرين إلى أن مهنة فلاحة الأرض مهنة تحتاج إلى إلمام بمهارات المواسم الزراعية، وطرق وأساليب التعامل مع الذرة من وقت اختيارها كـ “صيب” ثم حفظها، والأهم من ذلك خدمة التربة خدمة تليق بما سيتم بذره فيها من البذر أو الغرس، لأن كل نبتة أو غرسة لها تربة خاصة، ولها في التربة خدمة لا تنبث إلا إذا تمت بصورة صحيحة، بالإضافة إلى كيفية بذر أو غرس كل نبتة أو غرسة على حدة ناهيك عن ضرورة اتباع الأساليب والأوقات المناسبة للري المفيد وبكميات مقدرة لا تقبل الزيادة أو النقص، مع ضرورة الاهتمام بمسألة الجني والحفظ وطرق التسويق الملائمة لكل محصول.
وجرى في اللقاء مناقشة أسباب الأمراض التي تفتك بالمشاقر وغيرها من المحاصيل، حيث أجمع طرفا النقاش أن أغلب الأسباب التي تنتج عنها الأمراض هي عدم اختيار التربة المناسبة لكل محصول على حدة، متخذين المشاقر أنموذجا لتلك المحاصيل، فهي- أي- المشاقر تحتاج إلى التربة الخليط من بين الرملية والطينية، وزراعتها في التربة الطينية أو الرملية لا شك يلحق الضرر بالتربة بدرجة أساسية ومن ثم الإصابة بالأمراض النباتية كالتعفن والإصفرار وغيرها.
رئيس الزراعية العليا بدوره أكد في معرض النقاش على أهمية وثقل ما تعول عليه القيادتان الثورية والسياسية في نجاح الثورة الزراعية، النجاح الذي لن يكون بعيدا عن تشمير السواعد السمراء نحو توسيع مساحات الأراضي الزراعية وتنويع المحاصيل وفق خطط استراتيجية دقيقة تحدد ما يزرع وكيف وأين وكم يزرع على مستوى كافة المحاصيل، منوها إلى أن الزراعة كانت العنوان الأبرز لكل محاضرات ودروس قائد الثورة السيد العلم عبدالملك الحوثي رضوان الله عليه.
وأشار المداني إلى أن المشاركة المجتمعية هي السند الأكبر لنجاح أي عمل عظيم من شأنه أن يحقق لهذا الشعب المكافح الاكتفاء الذاتي مستشهدا في ذلك بما حققته المشاركة المجتمعية على صعيد الانتصارات العسكرية التي تتحقق على أيدي رجال الرجال في جبهات العزة والكرامة، داعيا إلى ضرورة رفد الجبهة الزراعية بذات الهمم العالية والعزة والشموخ من أجل تحرير قرارنا الاقتصادي.
من جهته أكد المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية المهندس محمد المداني أن القيادة والحكومة عازمة على عكس فاتورة الاستيراد نحو دعم المنتج المحلي على كافة المستويات، ومنها صناعة العطور ومستحضرات التجميل وكذلك الصناعات الدوائية، لافتا إلى أن الفرصة في ذلك ستكون سانحة أمام مزارعي النباتات العطرية بأنواعها، مشددا على ضرورة رفع مستوى العناية بزراعة هذه النابات بما يؤهلها للمواصفات المطلوبة للتصنيع.
الباحثون بدورهم أرشدوا المزارعين إلى الأساليب الصحيحة وغير المكلفة في صناعة أو استعمال المبيدات والأسمدة محليا أو شراء المناسبة منها لظروف المنطقة وطبيعة التربة.
وتطرق الباحثون إلى عدد من القضايا الهامة في الإرشاد الزراعي لاستنهاض الهمم وتحفيز العزائم نحو تكثيف الجهود للنهوض بالقطاع الزراعي والارتقاء بمستوى الإنتاج المحلي.
وقال الباحثون: نحن اليوم أمام عدو غاشم دمّر البنى التحتية لهذا الوطن، ويسعى العدوان إلى فرض حصار خانق على الشعب اليمني من خلال التحكم في قوتهم وجعلهم تحت رحمته، مشيرين إلى ضرورة التركيز على أهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية من خلال استشعار الجميع مسؤوليته تجاه هذه الثروة التي تشكل عنصرا أساسيا في تحقيق الأمن الغذائي من خلال العناية الجيدة بهذه الثروة.
ونوه الباحثون إلى خطورة ذبح إناث وصغار المواشي والتي تهدد الثروة الحيوانية بالانقراض، داعين إلى عدم بيع الاناث والصغار من الابقار والماعز والضأن لأصحاب المسالخ، محذرين من مخالفة توجيهات القيادة الثورية التي تسعى دائما ًإلى حماية الثروة الحيوانية، كما أوضح الباحثون الجدوى الاقتصادية في الحفاظ على السلالات الجيدة وزيادة أعداد الثروة الحيوانية في اليمن.
انتهت حلقة النقاش وعاود الفريق خط سيره نحو الخوبة وابن عباس في الحديدة.. ظلت الأنظار تستمتع بمناظر زراعية رائعة لمختلف المحاصيل الزراعية من أنواع الذرة الرفيعة وأشجار المانحو ومزارع الموز ومختلف أنواع الخضار وفاكهة عنب الفلفل.

دردشة مع صياد
هناك في مدينة الخوبة، وفي جامع ابن عباس المطل على ميناء ابن العباس حط الفريق رحاله لأداء صلاة الجمعة، ومن ثم التحرك لتناول طعام الغذاء في إحدى المدارس المجاورة للجامع، وفي وقت القيلولة على مناخ ومناظر تموجات البحر كانت للفريق جلسة دردشة سريعة مع الوالد علي بن علي بولغيث الشامي أحد كبار صيادي الخوبة، كانت هذه هي حصيلتها:

بدأ الحديث بالتعرف على شخص الصياد؟

عملت في الصيد منذ صغري، وكنت أرافق خالي في رحلات صيده، هذا كان في عهد الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي.. تعلمت من خالي أسرار المهنة، وقوانينها وأعرافها، وتربيت على يديه، وشربت المهنة منه شربْ، تعلمت أسماء أنواع الأسماك، وكل نوع كيف يعيش؟ وأين يعيش؟ ومتى يكون جاهزاً للصيد؟

كيف كان شعورك في أول رحلة صيد قمت بها؟
كنت حينها في 12 من عمري، وقررت أبحر، وأول صيد لي كان الباغة، وكان الوقت عصراً حوالي الخامسة وعلى بعد 2 ميل فقط، كنت وقتها سعيدا جداً.. توقفت عن الدراسة وواصلت مع خالي رحلتي مع الصيد.

كم كانت تستغرق منكم الرحلة وقتها؟
كنا نشد الرحال لأيام ثلاثة يومين أسبوع، كل رحلة ولها ظروفها، وكان الإبحار بقوارب الشراع، ما كان في مواطير، على أيامنا لم يكن الثلج موجودا، كنا نشرخ الصيد ونحط بداخله ملح، ونجلس في البحر يومين ثلاث ونرجع نبيع في المحوات. ظل الحال هكذا 5 سنوات، وبعدها جاء الثلج، اعتقد في 1982م، ثم بدأت تتواجد المكائن، ورويدا رويدا صار مع كل قارب صيد ثلاجة.. اليوم القارب يمشي مجهز بكل المعدات، بينهم من يغيب ساعات ومنهم من يغيب أياماً وأسابيع كله على نوع الصيد وظروف البحر.

وكيف يتم اكتساب مهنة الصيد في هذه الأيام؟
اليوم الأمور تطورت، الصيادين كل واحد منهم معه جهاز، الإنسان يطلع البحر ما له سنة إلا وهو صياد، جهاز “ماجلان” يروح به حيث يشاء، لكن المشكلة إذا خلصت البطارية، الصياد يصير وقتها أعمى، فاقد الاتجاهات خاصة إذا كان في الليل.

ما الذي يقدمه الجهاز للصياد؟
الجهاز ظهر منذ عشر سنوات، ومن خلاله يمكن للصياد أن يحدد الموقع الجغرافي الذي يريد الوصول إليه، وكذلك يدل على مناطق الصيد وفق برمجيات معينة.. مثلا يكون الصيد نائماً في مكان والصياد عبر الجهاز يمر بهدوء يأخذه ويمشي، يرشد الصياد إن في مكان ما يوجد صيد بإشارة.

ومن قبل الجهاز كيف كنتم تعرفون أماكن تواجد الصيد؟
لدينا حسبة معينة لكل صيد أين ومتى يتواجد، وكانت لنا رحلة طواف تبدأ من 18 في الشهر الهجري وتنتهي في 30 من الشهر، هذه كانت أيام صيد، لأن القمر عندما يتعرض لضوء القمر لا يكون صالحاً للصيد، وفي بقية الأيام، أقصد 1-17من الشهر يستمر الصيد، لكن على خفيف، يوم تحصل، ويوم ما تحصل.

وماذا يقصد بمنع الإضاءة؟
الصيادون يذهبون بكشافات كبيرة، السمك يتجمع حولها صغير وكبير، وهم يصطادونه كله، يأخذون الكبير، ويرمون بالصغير، وفي هذا خطر على الأحياء البحرية، البحر يعفن، والصيد يتأذى من الرائحة، ويتوكل على الله، ينتقل إلى مناطق بعيدة.

يقال إن السمك يأكل بعضه بعضا؟
السمك يأكل بعضه بعضا حي، لكن ميت لا.. ويمكن تأكله في حالة واحدة، إذا تم تجفيفه وفرمه عدا الباغة ما يأكله نهائيا.

ماهي حكاية الشعب المرجانية؟
الشعب المرجانية تتعرض لآفة “المعارض”، وهي عبارة عن شباك صيد تثبت برصاص، وهذه الشباك خبيثة تحط فوق الشعب المرجانية وتحلق لها حلاقة، تخمدها وتشل الحوت الذي عليها كاملا.. شوف (الإنسان لما هو مرتاح، وتبان عليه النعمة، وفجأة تحدث له كارثة، فتنزع هذه النعمة من عليه) كذلك هو حال الشعب المرجانية مع “المعارض”. طبعا، هذه الشباك موجودة مع كل الصيادين خاصة أصحاب الفيبرات.

هل هذا هو الجرف؟
لا… لا.. الجرف قضية ثانية مختلفة تماماً، وتحدث مع الجمبري، وتتم العملية في الليل أو في النهار، هؤلاء معهم مجارف عميقة يصل عمقها إلى 2-3 باع، وطوله حوالي ثمانية باع (13 متر تقريبا).. يظل في البحر ساعتين، ويطلع المجرف وهو محمل بأنواع السمك الصغير والكبير، وحتى حوت السبت وأبو مقص معه، وبعدها يرمي الحوت الصغار إلى البحر ميت.

وماذا عن الصيد الجائر؟
هذا هو الصيد بـ “المعارض” التي ترمى على الشعب المرجانية، وهذه الأنواع من الشباك تؤذي البيئة البحرية مرتين، حين تصطاد الصغار، وحين ترميها ميتة، بهروب بقية الأسماك.

والحل؟
الشعب تحتاج إلى حماية مدتها ثلاثة أشهر، وهناك محميات معمولة لهذا الغرض، على الصيادين عدم الاقتراب منها في موسم التوالد، ويمكنهم الصيد كيفما يشاءون في باقي مناطق البحر، لكن البعض ما يحلو له إلا أن يسرق هذه المحميات في الليل، وهذا يؤدي إلى تدهور كبير في الثروة السمكية لاسيما وأن الجرف والصيد الجائر بالمعارض يعمل على اصطياد البيوض والأسماك الصغيرة ويتلفها، ورميها ميتة ينفر الأسماك.. النصيحة في الالتزام بقوانين وأعراف الصيد، وأن يكون هناك محاضن تجفيف الصيد غير المرغوب به، ومطاحن لتحويل هذا الفاقد إلى غذاء.

وماذا عن المانجروف؟
المانجروف نبات ينمو في جزيرة كمران، وفي الخوبة، وهي أيضا، مراعي للصيد مثلها مثل الشعب المرجانية، ويقال إنها تستخدم كأعشاب طبية، والمعارض أكبر الأخطار التي تهددها، وكذلك التحطيب.

وثيقة عرف
إلى ذلك عقدت جمعية ابن عباس بمقر غرفة الصيادين في ميناء الخوبة اجتماعاً مشتركاً مع السلطة المحلية وغرفة الصيادين للطوارئ والتنمية لساحل تهامة الشمالي واللجنة الزراعية بالمديرية.
وفي الاجتماع – الذي حضره رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا ابراهيم المداني، والمدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية المهندس محمد المداني – ناقش المجتمعون مجموعة من القضايا المتصلة بالصيد ومشاكل الصيادين.
وجدد المجتمعون قلقهم بشأن ما تتعرض له البيئة البحرية من أعمال تدمير للشعب المرجانية وأشجار المنجروف بسبب أساليب الاصطياد الجائر التي لم تعد تحترم عرفاً ولا قانونا، بل تجاوز فيها البعض حدود تقاليد الصيد.
وأوضح الحاضرون أن مسؤولية حماية البيئة البحرية من الصيد الجائر تقع على عاتق الجميع في حدود ارتباط كل جهة من الجهات المشاركة في الاجتماع بقوانين وأعراف العمل في البيئة البحرية وذلك من منطلق أن المسؤولية في كل اتجاهاتها حلقات مترابطة ببعضها البعض، مؤكدين أن الجميع معنيون بتحديد مكامن الخلل وأوجه القصور والعمل على معالجتها، وألا يكتفى بسرد المبررات للتنصل عن المسؤولية ورمي الكرة إلى مرمى الآخرين وكأن الأمر لا يعنيه.
وأقر المجتمعون ضرورة إحياء العرف القبلي لوضع جدول زمني لبيان أزمنة وأماكن الصيد، وتنظيم شؤون الحياة البحرية ومعالجة مشاكلها من خلال صياغة وثيقة عرف يلتزم بها الجميع وممارسة الجهات الضبطية والقضائية لممارسة اختصاصها في متابعة الالتزام وضبط المصرين على الإثم.
واختتم الاجتماع رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا إبراهيم المداني بالتأكيد على أن العبرة في الالتزام الذاتي، فالأمم لا تقاس هيبتها بما تكره على تنفيذه، وإنما تقاس بمستوى الوعي الذي وصل إليه مواطنوها في تنفيذ القوانين واحترام الأعراف، مشيرين أن نجاح التنسيق والتكامل بين الجهات الرسمية والجمعية من شأنه ان يشكل العمود الفقري للوصول إلى تحقيق النجاح المطلوب.
من جهته أشاد المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية بروح المسؤولية والتنسيق التي سادت أجواء النقاش وتبادل الآراء خلال أيام مناقشة هذه الوثيقة التي بإذن الله سترى النور ويجني الجميع ثمار هذا الجهد العظيم على واقع الممارسة العملية، متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.
وفي اجتماع لاحق نظمته غرفة الصيادين بالشراكة مع الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر وبحضور مؤسسة بنيان التنموية و خفر السواحل وقوات البحرية اليمنية عقد النقاش واتفق الحاضرون على أن يتم منع الإنارة وصيد الأسماك الصغيرة خلال الفترة من شهر يونيو إلى نهاية شهر سبتمبر في الأماكن التي سيتم تحديدها في البند التالي:
– يتم منع الإنارة من جهة الشرق للجزر (بوارد – زرباط – بحيص – أبو شجرة).
– يتم منع الإنارة من جميع الجهات للجزر (رمك – حمر – جوا – زريمة – الجزم – نخل النصيب).
– من وجد متلبساً يتم إيقافه عن مزاولة مهنة الصيد لمدة شهر.
– لا يتم تنفيذ العقوبة إلا على من وجد متلبساً أو قام بإحضار الأسماك الصغيرة إلى السوق.
– يتم تحديد توقيت الجرف خلال موسم اصطياد الجمبري من الساعة الخامسة صباحاً إلى الساعة الخامسة مساءً.
– يتم منع الجرف في الاخوار وبالقرب من البر الرئيسي بمسافة 10 ميل.
– يتم منع الاصطياد بالمسدسات منعاً باتا وتقوم الجهات المختصة بمصادرة الأسماك التي صيدها بهذا النوع.
– يتم تأجيل مناقشة حجم ونوع الشباك التي تستخدم في الصيد إلى الموسم القادم بسبب صعوبة التنفيذ.
وأقر المجتمعون ضرورة إحياء العرف القبلي لوضع جدول زمني لبيان أزمنة وأماكن الصيد، وتنظيم شؤون الحياة البحرية ومعالجة مشاكلها من خلال صياغة وثيقة عرف يلتزم بها الجميع وممارسة الجهات الضبطية والقضائية لممارسة اختصاصها في متابعة الالتزام وضبط المصرين على الإثم.

الاستزراع السمكي
إلى ذلك نظمت السلطة المحلية بجزيرة كمران رحلة بحرية للفريق إلى الجزيرة، وهناك وفي حرم الجامع الكبير بالجزيرة عقد اجتماعا موسعا ضم عدداً كبيراً من سكان الجزيرة، وذلك بهدف التوعية بخطورة الصيد العشوائي والجائر، وتشجيع الاستزراع السمكي وتفعيل الجانب الزراعي بالجزيرة واطلاق مبادرات تنموية للرقي بمستوى دخل مواطني الجزيرة.
وفي الاجتماع الذي حضره رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا إبراهيم المداني والمدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية المهندس محمد المداني، أكد مواطنو الجزيرة على أهمية تفعيل الدور المجتمعي في المشاركة في عملية البناء التنموي.
وتطرق المجتمعون إلى العديد من المشاكل التي يعاني منها سكان الجزيرة جراء العدوان والحصار الذي طال الأخضر واليابس في الجزيرة وعطل الكثير من وسائل التكسب بالجزيرة مما اضطر الكثير من سكانها إلى النزوح، مشيدين بالجهود التي تبذلها حكومة المجلس السياسي الأعلى من أجل إعادة الأمل للسكان بالعودة إلى الجزيرة وتهيئة الظروف الأمنية لحياة مستقرة في الجزيرة.
وخلال الاجتماع استمع رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومعه المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية إلى المواطنين وتلمسا همومهم وناقشا معهم بحضور السلطة المحلية العديد من الحلول والمقترحات للمزيد من توفير عوامل الاستقرار في الجزيرة.
وأشاد رئيس اللجنة الزراعية العليا بمستوى التفاعل المجتمعي في المشاركة التنموية، منوها بضرورة تفعيل الشباب وتوجيههم نحو خلق فرص نجاح جديدة، لافتا إلى أن الجزيرة تتمتع ببيئة بكر وقابلة للإنتاج الزراعي عبر تفعيل المبادرات المجتمعية في عمل حواجز حصاد مياه الأمطار والكرفانات المائية وزراعة الأشجار المثمرة والقابلة للزراعة في تضاريس وطبيعة الجزيرة مثل النخيل وأشجار السدر وغيرها من المحاصيل الزراعية التي يمكن زراعتها في الجزيرة مثل بعض أنواع الحبوب وبعض الخضروات.
وفي الاجتماع أطلق مواطنو الجزيرة مبادرة للاستزراع السمكي في أخوار الجزيرة.
حضر الاجتماع عدد من المختصين من الجهات المعنية بمديرية كمران والوجاهات الاجتماعية للجزيرة.

قد يعجبك ايضا