مدير عام تنمية المجتمعات المنتجة في المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب المهندس محمد القديمي لـ” الثورة “: الدولة لديها رؤية من واقع الميدان لإنشاء جمعيات زراعية متعددة الأغراض

 

الثورة / يحيى محمد

أوضح مدير عام تنمية المجتمعات المنتجة في المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب المهندس محمد القديمي أن التعاونيات في مفهومها الحقيقي تعد تنظيما مجتمعيا يعمل على استغلال كافة موارد المجتمع، وأن تحريكها نحو التنمية بطريقة منظمة ومرتبة سيسهم في استيعاب أي دعم أو تمويل لتلبية احتياجات المساهمين من خلال موقعها كوسيط ضامن بين المزارع ومستوردي المدخلات والآلات والمعدات الزراعية ومنظومات الطاقة الشمسية، وبين المزارع والجهات الحكومية وبين المزارع وتجار الجملة في الأسواق المركزية، منوها بأن الجمعيات تمثل حاليا حلقة الوصل المفقودة التي تعمل الحكومة على إيجادها.
وقال القديمي في تصريح لـ”الثورة”: الدولة لديها رؤية انطلقت من واقع متطلب الميدان، مشيرا إلى أن الرؤية حددت ضرورة إنشاء جمعيات زراعية تعاونية متعددة الأغراض في كل مديرية تكون حلقة وصل بين مزارعي المديرية والجهات آنفة الذكر، يكون من مهامها تحديد احتياجات المزارع من المدخلات كسماد ومبيدات وبذور واستشارة زراعية أو تدريب وتأهيل على طرق وأساليب زراعة وحصاد محصول ما، وأن توفير المدخلات سيكون بواسطة فتح محل في الجمعية كوكيل لمستورد المواد ،على أن يمنح المزارع سعرا منخفضا عن السوق شاملاً 2 % أرباح للجمعية، ويكون بإمكان المزارع دفع القيمة كاملة أو نسبة من القيمة مقدما والباقي عند بيع المنتج.
وكذلك هو الحال مع المعدات والآلات الزراعية أو منظومات الطاقة الشمسية يدفع المزارع 40% من القيمة أو نسبة يتفق عليها والباقي يقسط على سنة ونصف أو سنة، حسب الاتفاق وبضمانة الجمعية التي ستتولى تنظيم عملية زراعة المحاصيل وتثبيت أسعار المنتجات من خلال تبنيها عملية التسويق.
ومن خلال الجمعية أيضا يمكن للجهات الحكومية أن تتعرف على مشكلات المزارع وتعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه مزارعي هذه المديرية أو تلك بناء على مسوحات ميدانية وتقارير ودراسات سلاسل القيمة التي تقوم بها الجمعية وتناقشها مع الجهات ذات العلاقة وتتخذ بشأنها القرار المناسب.
ويرى القديمي أن بإمكان الجمعية استغلال رأس مالها في تحسين عملية التسويق من خلال العمل على تحسين جودة المنتج باتباع آليات مدروسة لمراحل اختيار البذور أو الشتلات والتربة وطرق الزراعة والري وكيفية الحصاد والفرز والتعبئة وطرق الحفظ ووسائل النقل، كما يمكنها توظيف جزء من رأس مالها في توفير معامل تحويلية صغيرة كمعامل تحويل الطماطم إلى صلصة وشطة ومعامل تجفيف الألبان، فتكون بذلك قد حسَّنت من جودة المنتج المحلي أمام منافسه الخارجي، ووفرت في نفس الوقت فرص عمل للكثيرين من أبناء المديرية رجالا ونساء، لأنها في كل مراحل التحسين سترفع من قيمة المنتج لصالح الأيدي العاملة.
وعن ضمان سلامة ممارسة الجمعية مهامها أكد القديمي أن الرؤية تشدد على ضرورة أن تكون هناك رقابة وتقييم ومحاسبة دورية مستمرة بشكل ربع سنوي على الأقل.
ونوه القديمي بأن عضوية الجمعية فرض عين على كل مزارع في كل القرى والعزل التي تقع في نطاق أي مديرية، مشددا على أن أي مزارع ليس عضوا في جمعية نطاقه الجغرافي سيحرم من كافة الامتيازات التي تقدمها الدولة ومستوردي المدخلات والتسويق عبر الجمعية، مؤكدا أن خطوات إنشاء الجمعيات وفق الرؤية الجديدة أن يكون هناك مندوب من كل قرية في الجمعية، وكل مندوب يأتي بعشرة مزارعين من أبناء القرية الواحدة كحد أدنى قابل للزيادة، شريطه ألا يكون المساهمون العشرة من أسرة واحدة أو أقارب للمندوب.
وأشار إلى أن اختيار رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية لأي جمعية في أي مديرية لن يخضع لإرادة غير إرادة الأعضاء المساهمين المدونة أسماؤهم في كشوفات الجمعية العمومية، وأن زمن سيطرة النافذين والمشائخ على الجمعيات ولى إلى غير رجعة، مؤكدا أن الفرصة متاحة أمام الجميع للمساهمة في أسهم الجمعيات وفق ما تحدده الاجراءات القانونية.
وأهاب القديمي باللجان الزراعية وفرسان التنمية والسلطات المحلية وكل المهتمين بالجبهة الزراعية في جميع المحافظات سرعة التحرك الميداني وتحفيز المجتمع على التشكل في جمعيات تعاونية على مستوى كل مديرية، لافتا إلى أن نشاطات الجميع في المرحلة القادمة ستخلو من عشوائية تعدد الرؤوس وسيتم العمل على انخراط الجميع تحت مظلة الجمعية ليتم التحرك بما يحقق لها النجاح في كل مهامها.
وأشاد القديمي بالخطوات التي حققتها جمعية أبناء مديرية ريدة قاع البون في محافظة عمران التي تضم في عضويتها 32 قرية ووصل عدد مشتركيها إلى 1250 مساهماً محققة 2500 سهم بقيمة 5000 ريال للسهم الواحد، كما أشاد بالخطوات المماثلة لجمعية ريم قاع الحقل التي تضم في عضويتها 168 قرية وأنها نجحت في ضم 1300 عضو، منوها بأن نجاح الجمعيتين سيمثل نموذجا يمكن تعميمه على بقية مديريات الجمهورية.

قد يعجبك ايضا