المساهمة في المجهود الحربي وبذل المال والنفس وتسيير القوافل لدعم المجاهدين في مختلف الجبهات دليل واضح على حب الوطن وصورة ترسم المعاني السامية للهوية الإيمانية المتجسدة في الشعب اليمني العظيم، وما هذا الصمود الذي أذهل العالم إلا نتيجة وعي المجتمع النابع من هدي القرآن.. كل ذلك وأكثر في ثنايا الاستطلاع التالي:
الثورة / أمين رزق
الدفاع عن الأرض والعرض وجهاد المعتدين والمنافقين حثالة أمريكا ونعال إسرائيل بالنفس بذل الغالي والرخيص دليل على تعمق الهدي القرآني والتزام يحثنا ويدعونا إليه الإسلام ويرشدنا إلى ذلك القرآن الكريم في أكثر من آية هكذا استهل أستاذ أحمد المروني حديثه.. وعن فضل الجهاد بالمال ورفد الجبهات بالغالي والرخيص يقول: المروني اقترن جهاد المال بجهاد النفس في عشرة مواضع وتقدم جهاد المال على الجهاد بالنفس في أكثر من تسعة مواضع وذلك لأهمية المال في الحياة الجهادية ولهذا يقول تعالى في كتابه الكريم {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
وقال سبحانه: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} والآيات كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها ولكننا نجد أعداء الأمة قد حرصوا على تجهيل المسلمين بأهمية الجهاد وحذف كل ما يخص الجهاد من المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية حتى يسهل لهم استعباد المسلمين وأخذ ثرواتهم وجعلهم غثاءَ ليس لهم كلمة ولا أثر في صنع قراراتهم أو التحكم بأموالهم، ولكن يأبى الله لنا ذلك، حيث قيض لنا قائداً دعا إلى العزة والكرامة المتجسدة في الجهاد ضد المعتدين وما من أمة تركت الجهاد إلا أذلّها الله، وأهمية المال عظيمة فهو عصب الجهاد وسند المجاهد والسهم الذي يصيب خاصرة العدو وهو من أعظم أبواب الخير وأجلها وأبركها وأنفعها فيجب الحرص على التسابق فيه ولو بالشيء اليسير، فما أنفق شخص في سبيل الله إلا رفع الله شأنه وأعلى مكانته وعظم منزلته في الدنيا والآخرة ورزقه بالبركة والسعادة والطمأنينة وجعل ما له في نمو وزيادة وعن هذه البركة يقول الله تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
شبّه الله سبحانه وتعالى المنفق في سبيله بمن بذر بذرة فأنبتت كل حبة منها سبع سنابل اشتملت كل سنبلة على مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء وهذا بحسب حال المنفق وإيمانه وإخلاصه وإحسانه ونفع نفقته فإن ثواب الإنفاق يتفاوت بحسب ما يقوم بالقلب من الإيمان والإخلاص.
ودعا المروني جميع أولياء الأمور للدفع بأبنائهم للمراكز الصيفية فهي حصانة من الغزو الفكري ومظلة يجتمع فيها أبناؤنا لتعلم كل معاني الخير الذي ينتفعون به في دينهم ودنياهم ..
وفي نفس السياق يقول العلامة القاضي أحمد غالب الجلال: أجر الجهاد بالمال ودعم الجبهات بالغالي والنفيس عظيم وتجهيز المجاهدين فضله كبير في نصرة المسلمين ودفع الظلم عنهم وهو من أحب الأعمال إلى الله ويساعد في كسر شوكة المتكبرين، كما أكد الجلال أن رفد الجبهات بالمال والرجال يسهم في رسم صورة النصر الأسطوري لهذا الشعب الذي يثبت للعالم يوماً بعد يوم أن قوة الله زرعت في نفوس المجاهدين الذين شربوا من نبع العقيدة المحمدية الصافية المتجسدة في القائد العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أطال الله في عمره وسدد على طريق الخير خطاه.
ودعا الجلال كل أبناء الشعب اليمني وكل محبي القائد العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وكل داعمي المسيرة القرآنية العادلة من أبناء الشعب اليمني العظيم لدعم الجبهات ورفدها بالمال والرجال، وأشار الجلال بقوله: لطالما سعت دول العدوان ومن ورائها أمريكا وإسرائيل إلى تجفيف كل منابع وإيرادات الدولة وما الحصار الملحوظ اليوم على المشتقات النفطية إلا دليل واضح على السياسة الملعونة التي تتخذها دول العدوان لتجويع الشعب اليمني، لكنه مع ذلك جسَّد التعاون المجتمعي في أروع صوره بشكل جمالي عظيم مجسداً معنى قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال (الإيمان يمان والحكمة يمانية ).
ونوه الجلال بقوله: المال نعمة ومن أنعم النعم أن أنعم الله عليك بالإنفاق في تثبيت المجاهدين وشراء مستلزمات الحرب ورفع معنويات المجاهد حين تسيّر القافلة التي تجمع من شعب فقير ومجتمع يعاني الصعاب ومرارة العيش التي تسبب بها العدوان ومع ذلك يؤثر إخوانه أخوانه المجاهدين على نفسه ويهديهم بنفسٍ تحمل العزة والكرامة وتأبى الضيم، من ذلكم الدخل الذي بالكاد يكفي أطفاله..
وعن المغزى والحكمة من رفد الجبهات بالمال والرجال، يقول الأستاذ محمد العقاري- ماجستير في القرآن وعلومه: الجهاد في سبيل الله يحتاج إلى المال كحاجة الإنسان إلى الهواء وإلا كيف سيتم الإعداد والتجهيز والتدريب إلا بدونه.
وأضاف: من لبى نداء الله وأنفق في سبيله فقد نجح في الاختبار وفاز وربح في الدنيا والآخرة ومن تقاعس وبخل واستغنى فقد ألقى بنفسه إلى التهلكة وفي عدم الإنفاق والبخل خسران أيّما خسران قال تعالى ﴿ها أَنتُم هؤُلاءِ تُدعَونَ لِتُنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَن يَبخَلُ وَمَن يَبخَل فَإِنَّما يَبخَلُ عَن نَفسِهِ وَاللَّهُ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَراءُ وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم﴾.
ولفت العقاري إلى أن الإنسان جبُل على حب المال حيث قال الله تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)، وهنا يُختبر الله المسلم في دينه وقوة إيمانه عندما يُدعى إلى الإنفاق في سبيل الله موضحاً أن من لبى نداء الله وأنفق في سبيله فقد نجح في الاختبار وفاز وربح، ومن تقاعس وبخل واستغنى فقد ألقى بنفسه إلى التهلكة ..