في الوقت الذي لا يزال فيه أبطال المقاومة الفلسطينية يمرغون أنوف الصهاينة في التراب، ويسقونهم كؤوس المنايا والسم الزعاف من خلال رشقات الصواريخ التي تتساقط على رؤوسهم يوميا في خضم معركة “سيف القدس” التي تأتي في سياق الرد المشروع للمقاومة الفلسطينية على العدوان السافر الذي يشنه كيان العدو الصهيوني على قطاع غزة، لا جديد فيما يتعلق بالمواقف العربية والإسلامية المنقسمة بين مساند ومتضامن مع أبناء فلسطين، وبين منافق وشامت ومداهن ومتآمر ومدلِّس، مواقف ترفع الرؤوس للبعض، ومواقف مخزية ومهينة تطأطئ الرؤوس وتجلب على أصحابها الخزي والمهانة والعار والسخط الإلهي..
وقد سبق وأشرنا إلى المواقف العربية والإسلامية في مقال سابق، لكننا اليوم سنقف أمام المواقف المخزية لطرف يمني لطالما أشعرنا بأنه لفلسطين والأقصى السند والداعم الأول، وأقصد هنا حزب الإصلاح وقياداته التي ارتمت في أحضان السعودية وباتت تمارس دور الخادم المطيع لها المنفذ لتوجيهاتها وأوامرها..
الإصلاح الحزب الإخوانجي الذي لطالما تغنى بدعمه لفلسطين وأسس من أجل ذلك جمعية الأقصى التي عملت على جمع التبرعات لسنوات عديدة من خلال الحملات الموسمية والصناديق المنتشرة في المحلات والمنشآت العامة والخاصة، أو من خلال جمع التبرعات المباشرة من المصلين في المساجد تحت يافطة (دعم الأقصى والمقاومة الفلسطينية) وغير ذلك من الأنشطة التي كانت تتبنى دعم القدس، فجأة ودونما سابق إنذار ظهر هذا الحزب على حقيقته بمجرد شن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا وما أعقبه من مستجدات على الساحة العربية فيما يخص القضية الفلسطينية تتعلق بصفقة القرن ومسار التطبيع والتصهين الذي انتهجته السعودية والإمارات والبحرين والسودان والمغرب وصولاً إلى العدوان الصهيوني الحالي على قطاع غزة، حيث لزم الإصلاح الصمت ولم نعد نسمع عن دعوات لدعم القدس أو حتى التنديد بهذا العدوان والخذلان العربي وفضَّلت وسائل إعلامه الصمت وتجاهل ما يحصل في غزة، وذهبت الكثير من قيادته لمهاجمة إيران ومحور المقاومة والتندر عليهم بطريقة مبتذلة وسخيفة، فذهب الخائن محمد اليدومي -رئيس الهيئة العليا للحزب إلى التغريد (القدس تشتعل في مواجهة العدو المحتل، أين فيلق القدس؟! وأين الذين يدجلون على الناس ويصرخون بالموت لإسرائيل)، وكان الأحرى به أن يتساءل: أين حزبه؟! أين الأموال التي جمعوها للأقصى حد زعمهم؟! ولا حاجة له للغمز واللمز بالحديث عن فيلق القدس الإيراني وجماعة أنصار الله في اليمن، فهو يدرك جيداً مواقفهما وأدوارهما في دعم فلسطين ويدرك حجم المؤامرة التي تحاك ضدهما بمشاركة خسيسة من حزبه الشيطاني، ولولا الحصار على إيران والعدوان والحصار على اليمن لكان الموقف والرد الإيراني واليمني أكثر قوة وتأثيراً، رغم أنه يدرك وأسياده من الصهاينة والسعاودة والأمريكان مصدر الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على الأراضي المحتلة، ولكنها جينات العمالة والخيانة والتآمر التي تطغى على مواقفه وحزبه..
وعلى ذات المسار يواصل بطل مسرحية سفينة الحرية المرتزق العميل محمد الحزمي الذي لطالما تغنى بغزة وفلسطين وشارك (بجنبية مستعارة) في مسرحية كسر الحصار عن غزة، توجيه اللوم والعتب على إيران ومحور المقاومة وتحميلهم مسؤولية العدوان الصهيوني مشككا في مواقفهم الداعمة والمناصرة للقضية الفلسطينية مطالبا إياهم بالمشاركة في مقاومة الكيان الصهيوني، رغم معرفته بالأدوار المشهودة لمحور المقاومة والتي لا ينكرها إلا مريض مأزوم مثله، ولكن الحقد أعمى بصره وبصيرته ولم يجد غير وتر الطائفية الذي يعزف عليه جيدا والذي دفعه لنشر سلسلة تغريدات مشبعة بالتحريض المناطقي والسلالي القذر الذي يعكس نفسيته المريضة..
يطالبون إيران ومحور المقاومة بمقاومة الكيان الصهيوني والرد على عدوانه الهمجي على قطاع غزة، وكأنهم لا ينتمون إلى هذه الأمة، وكأن مهمة الدفاع عن فلسطين والقدس حكراً على إيران ومحور المقاومة، ومهمتهم فقط هي جمع التبرعات والمتاجرة باسم فلسطين والقدس والأقصى ن أجل تحقيق مصالح ومكاسب مادية وحزبية..
بالمختصر المفيد: من يستعدي إيران ويعمل على شيطنة حركات المقاومة التي تتبنى مواقف مناهضة ومعادية لكيان العدو الصهيوني وتقف ضد مشروع التطبيع والتصهين، وتسعى لكشف وفضح ومواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة وتعمل على إفشاله بشتى الطرق والوسائل، لا يمكن أن يتحلى بذرة قيم أو مبادئ على الإطلاق، ولا يمكن أن يحظى بذرة احترام، ومهما حاول التظاهر بخلاف ذلك فسرعان ما سينكشف حاله ويفتضح أمره، وهذا هو حال حزب الإصلاح وقياداته المرتهنة لمشروع دولة الخلافة الإخوانية الذي يعتمد على شعار (الغاية تبرر الوسيلة) ويرى في الكذب والتدليس والزيف والخداع الوسائل الأسرع لدغدغة عواطف الشارع وجني المزيد من المكاسب السياسية والمادية تحت عباءة التدين الصوري الذي سرعان ما تسقط أرضا بمن يرتدونها فاضحة حالهم المخزي والمذل والمهين الذي لا يليق بعناصر تنتمي لحزبهم نكن لها ولمواقفها المناصرة للقضية الفلسطينية والمناهضة للعدوان والحصار على بلادنا وشعبنا كل التقدير والاحترام.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.