الجامعة العربية ، منظمة المؤتمر الإسلامي ، البرلمان العربي ، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، مجمع الأزهر ، مجلس التعاون الخليجي ، رابطة علماء المسلمين ، وغيرها من الكيانات بمسمياتها العربية والإسلامية المتعددة عبارة عن أوكار للدس الرخيص ، وإذكاء الفتن وإشعال الصراعات بين الدول العربية والإسلامية ، وأدوات يستخدمها الأعداء لتمزيق الأمة وتفكيكها ، للحيلولة دون اجتماع كلمتها ، ووحدة صفها ، وتكاتف أبنائها لمواجهة الخطوب والأخطار التي قد تواجهها أي دولة عربية أو إسلامية ، رغم أن هذه الكيانات المأزومة كان من المفترض بحسب الأهداف التي أنشأت من أجلها أن تكون مسخرة لخدمة الأمة وتبني الدفاع عن قضاياها العادلة وحقوقها المشروعة وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية ، ولكن الحاصل هو العكس من ذلك تماما ، فقد تحولت هذه الكيانات إلى نقمة على الأمة ، وباتت مقراتها بمثابة الأوكار الخبيثة التي تحاك من داخلها المؤامرات وتنفذ السياسات القذرة التي تخدم أعداء الأمة وتلحق بالغ الضرر بها خدمة لهم .
شاهدنا وسمعنا وقرأنا البيانات والتصريحات المخزية والمخجلة الصادرة عن الكيانات سالفة الذكر تجاه العدوان الصهيوني الغاشم الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قبل طائرات كيان العدو الصهيوني والذي خلف مئات الشهداء والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال ، بيانات وتصريحات ومواقف هزيلة تستجدي الكيان الصهيوني التوقف عن قصف غزة ، من باب حرصها عليه ولضمان عدم توسع نطاق الرد الفلسطيني الذي تقوم به فصائل المقاومة ، حيث عمدت بعض هذه الكيانات المأزومة على إدانة إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة ولم تجد بعضها أي حرج في تحميل فصائل المقاومة الفلسطينية مسؤولية التصعيد القائم ، نزولا عند رغبة الممولين لها من آل سعود وآل نهيان ومن دار في فلكهم من بعران الخليج الذين دأبوا على شيطنة حركات المقاومة ، ومهاجمتها وإدراجها ضمن ما يسمى بالتنظيمات الإرهابية ، في الوقت الذي أحجمت عن إدانة الإجرام والتوحش الصهيوني الذي يمارس في حق أبناء الشعب الفلسطيني والانتهاكات التي تطال المصلين داخل المسجد الأقصى من قبل أحفاد القردة والخنازير .
هذا يحمل حماس ، وذاك يحمل الجهاد الإسلامي ، وآخر يحمل سرايا القدس ، وآخر يحمل كتائب القسام ، مسؤولية العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، لا لشيء سوى أن هذه الفصائل الفلسطينية البطلة كان لها شرف الرد على العربدة الصهيونية والثأر لدماء الشهداء والجرحى والانتصار للقدس الشريف وللقضية الفلسطينية التي تتعرض لأكبر مؤامرة في تاريخ فلسطين بعد وعد بلفور ، يحملون الضحية مسؤولية توحش الجلاد وإجرامه الذي يعد علامة وماركة مسجلة باسمه لا ينافسه عليها منافس ، يخشون غضب السعودية والإمارات عليهم وقيامهما بتوقيف الدعم المادي الذي تقدمانه لهم ، فسقطوا جميعا في وحل الخيانة والعمالة والارتزاق ، يبررون للصهيوني قصف غزة ، وقتل النساء والأطفال ، وتدمير المنازل على رؤوس سكانها ، في أقذع وأحقر أشكال الإجرام والتوحش .
علماء البلاط الملكي والدواوين الأميرية الذين أصموا أسماعنا بدخول امرأة صالحة النار لمجرد قيامها بحبس هرة حتى الموت ، يلزمون الصمت تجاه العدوان الصهيوني على القدس الشريف وقطاع غزة المحاصر منذ سنوات ، يواصلون الشرعنة لمسار التطبيع والخيانة من خلال إستعداء إيران ومحور المقاومة وتصويرهم على أنهم الخطر الذي يتهدد المنطقة ، ولا غرابة فقد لزموا الصمت عقب تطبيع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب ويهودة السعودية ، وهناك البعض ممن كسروا حاجز الصمت وخرجوا لينظروا للتصهين والشرعنة للتطبيع مع الكيان الصهيوني على اعتبار ذلك ضرورة لا بد منها ولا تتعارض مع تعاليم الإسلام ، وساقوا الكثير من المبررات التي يرون أنها كافية لأنظمة اليهودة لإعلان التصهين والاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب والمحتل ، باعوا دينهم بدنياهم ، وتجردوا من كل القيم والأخلاق ، وسقطعت الأقنعة التي كانوا يرتدونها لخداع الأمة والتضليل عليها .
بالمختصر المفيد، آل سعود امتداد لليهود وهم الوكيل المحلي لهم في المنطقة العربية ، لذا لا نتوقع منهم أي موقف مشرف تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، ففي الوقت الذي تتعرض فيه غزة لعدوان وحشي إجرامي صهيوني قذر ، ما تزال السلطات السعودية تحتجز عدد من قيادات حركة حماس المقيمة في السعودية وتقوم بمحاكمتهم بتهم سخيفة وتافهة لا أساس لها من الصحة ، وليتها اكتفت بذلك ، بل سارعت لمنع جمع أي تبرعات لدعم ونصرة أبناء فلسطين ، وأطلقت تحذيرات شديدة اللهجة للمواطنين بعدم القيام بجمع التبرعات ، وهددت باعتقال ومحاسبة كل من يقوم بذلك ، لا يريد بن سلمان أن يغضب سيده نتنياهو ، غزة تحترق ومن يسمي نفسه ( خادم الحرمين الشريفين ) يقف إلى جانب الصهاينة في عدوانهم ، ويصور ذلك على أنه دعم للقضية الفلسطينية ، التي باعها وتكفل بدفع تكاليف التبعات المترتبة على بيعها دعما وإسنادا لكيان العدو الإسرائيلي وتنفيذا للأوامر والتوجيهات الأمريكية ذات الصلة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .