الثورة نت/
من بين ركام العدوان والحصار من مايزيد عن ست سنوات ، وفي وقت يصعب على آلاف المواطنين الوصول إلى الخدمات الصحية جراء التدمير والاستهداف الممنهج للمرافق الصحية، استطاع القطاع الصحي بمحافظة تعز، التعافي وتقديم الخدمات بجودة وكفاءة.
وعلى الرغم من التحديات والصعوبات وما يفرضه استمرار العدوان والحصار، عملت قيادة مكتب الصحة العامة والسكان على إعادة تأهيل مستشفى الثورة العام بالراهدة في مديرية خدير والذي خرج عن جاهزيته وتوقف عن تقديم خدمات الرعاية الطبية منذ اندلاع العدوان، حيث شهد المستشفى نقلة نوعية في تفعيل العيادات والأقسام القائمة، وإضافة أقسام وعيادات جديدة وتجهيزها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.
يقول مدير عام المستشفى الدكتور أحمد الفقيه إن المستشفى كان منهاراً وشبه مغلق إلا أن قرار وزير الصحة العامة والسكان طه المتوكل في تعيين الدكتور عبدالملك المتوكل مديراً عاماً لمكتب الصحة بالمحافظة كان قراراً صائباً وانعكس إيجاباً على واقع الصحة بالمحافظة ككل ومنها مستشفى الثورة بالراهدة حيث صدر قرار وزاري بتحويله من مستشفى ريفي منهار إلى مستشفى عام يضم أقساماً مختلفة محدثة وجديدة ومتخصصة تقدم خدماتها الصحية والطبية في سبع مديريات بالمحافظة .
تحديات وإنجازات
عملت قيادة الصحة بالمحافظة، وبحسب الإمكانيات المتاحة، على إعادة تأهيل وترميم وافتتاح أقسام جديدة بالمستشفى منذ بداية العام 2020 م شملت أقسام رقود رجال ونساء، العمليات، الطوارئ العامة، المختبر، بنك الدم، مركز العزل، محطة توليد أوكسجين، الحضانات، العناية المركزة، الكشافة، مركز التغذية، منظومة طاقة شمسية متكاملة.
منظمات تعمل في بيئة آمنة
بالجهود المتواصلة والحثيثة والتنسيق والتواصل والتشبيك مع المنظمات المحلية والدولية استعاد قطاع الصحة بالمحافظة عافيته، حيث تلقى الدعم لتأهيل وترميم المرافق الصحية بمختلف المديريات ودفع مستحقات الطواقم الطبية والصحية مع تدريبها في مختلف المجالات والبرامج الصحية بالإضافة إلى رفد المرافق بالأثاث والمعدات والأجهزة الطبية لتصل بذلك إلى المستويين الثاني والثالث للزمام السكاني في وجود بيئة “أكثر أماناً ” وكان لمستشفى الثورة العام بالراهدة نصيب من هذا الدعم من منظمتي الصحة العالمية وديم للتنمية.
تحول الحلم إلى واقع ملموس
كان المواطنون من أبناء المديرية والمديريات المجاورة قد فقدوا الأمل في استئناف المستشفى تقديم خدماته الصحية، فتحول هذا الحلم إلى واقع ملموس بما شهده من تطوير وتحديث .
وعلى الرغم من خضوع معظم اقسام المستشفى لأعمال الترميمات خلال العام 2020 م، إلا أنه تم إجراء ألف و 294 عملية جراحية منها 900 عملية في المخيم الجراحي، وتم استقابل 30 ألفاً و 407 حالات في العيادات الخارجية، وإجراء 48 ألفاً و 48 فحصاً مخبرياً.
أقسام مؤهلة وخطط مستقبلية
وأشار الدكتور الفقيه إلى ماتحقق في قسم الطوارئ الذي يعمل بطاقة استيعابية عالية، وتجهيز غرفة العمليات وفق معايير الجودة والأدلة النمطية في تقديم الخدمات الطبية وكذا إعادة ترميم وتأهيل قسم المختبر وافتتاح قسم بنك الدم وتزويدهما بأحدث الأجهزة، وكذا افتتاح قسم العناية المركزة بسعة 16 سريراً وقسم الحضانات الذي يضم خمس حاضنات ويستقبل مايقارب عشرين حالة شهرياً ومحطة الأوكسجين التي من المتوقع أن تولد 60 اسطوانة يومياً، بالإضافة إلى رفد المستشفى بـ ٦٠ لوح طاقة شمسية مع منظومة متكاملة.
وأكد استمرار الجهود والسعي لافتتاح أقسام جديدة متخصصة ومنها القلب – العظام – العيون وإعادة تأهيل ثلاجة الموتى وتوفير أجهزة أشعة رقمية ومقطعية، وتدريب وتأهيل الكادر الصحي، وتوفير الكوادر الطبية المتخصصة في مختلف الأقسام لمواكبة التطورات وتحسين الخدمات المقدمة وجودتها بما يسهم في تخفيف معاناة المرضى.