لقد أفلح محور المقاومة عندما أحيا ذكرى يوم القدس العالمي بذلك الزخم الجماهيري الكبير ، وكان لليمنيين الحضور الأكبر، إذ امتلأت الساحات في أكثر من خمس عشرة مدينة بالمتضامنين الذين انتقلوا بخلجات أرواحهم إلى مقام الإيمان الصادق بقضية الأمة “قضية القدس” وكانت حناجرهم تصدح بصرخات قوية ( القدس لنا ) لتتعانق في السماء مع تلك الصرخات التي يرددها شباب القدس أمام المسجد الأقصى أو في حي الشيخ جراح ، وهم يواجهون أصلف وأشرس عدو في التاريخ الإنساني ، لقد وضحت المعادلة وأصبحت جلية جداً لكل ذي بصيرة ، فالعالم العربي والإسلامي انقسم إلى قسمين ، القسم الأول قسم العملاء والخونة والمرتزقة ، والقسم الثاني محور المقاومة بما اشتمل عليه من جماعات مؤمنة بالقضية ، وكان لمحور المقاومة في هذه المرة صولة كبيرة لا تزال أصداؤها تتصاعد اليوم في القدس وفي غزة وفي مارب ، قد يقول البعض: لماذا مارب ؟ أقول: مارب هي البوابة ، لأن من يقاتلون في مارب ضد الجيش الوطني واللجان الشعبية هم امتداد لأولئك الصهاينة الذين يعيثون فساداً في فلسطين ، ألم يقل ذلك الجنرال الصهيوني المتقاعد إن الحرب على سوريا كانت ضرورية لإجبارها على التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وهكذا الأمر بالنسبة للعدوان على اليمن ، فالأمر لا يختلف تماماً ويترجم المشروع الصهيوني الشامل الهادف إلى تقسيم الأمة وزرع الحقد والكراهية بين أبنائها ، كمدخل لتثبيت دولة الكيان الصهيوني في فلسطين.
هنا تأتي أهمية البطولات التي يسطرها رجال الرجال في مارب ، لأن مارب مقدمة أولية لتحرير القدس ، كون الأعداء هم الأعداء والمشروع هو المشروع ، وهذه هي الإجابة على كل من يتساءل: لماذا مارب بوابة القدس؟ ومن هذا المنطلق يحق لنا أن نفخر بأولئك الأبطال وهم يلجمون اندفاع العدو وسلوكه العنصري الذي يحاول أن يطوع كل شيء لخدمة الصهاينة سواءً من الرياض أو أبو ظبي أو القاهرة أو غيرها ، فطوبى لمن جعل من هذه المحطة مدخلاً لنصرة قضايا الأمة ، بعد أن تخلى عرب اللسان والجنسية عن قضيتهم وتحول مسلم الهوية إلى مجرد وسطاء لشرعنة وجود دولة الكيان الصهيوني في قلب الأمة “فلسطين” أي أن الجميع تخلوا عن المسؤولية الأخلاقية والسياسية تجاه ثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
طالما أننا نعيش أفراح عيد الفطر المبارك الذي جعله الله محطة للفرح والابتهاج ، ستظل قلوبنا معلقة تهفو إلى لحظة النصر وتظلل على أولئك الشباب الصادقين المؤمنين الذين يقاتلون في سبيل الله وهم على يقين أن النصر سيكون حتمياً لا محالة مؤمنين بقول الخالق سبحانه وتعالى ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وعلى كل يمني صادق ومخلص أن ينتقل بخلجات روحه في هذه الأيام إلى مقام أولئك الأبطال ليشاركهم بالمال والدم وهم يواجهون أفتك آلات الحرب وأخطر ما أنتجته البشرية من أسلحة بما امتلكوا من قوة وإيمان وبأس شديد ، والنصر إن شاء الله سيكون لهم ، وتكون مارب هي المفتاح لتحرير القدس وليس ذلك على الله ببعيد.. وعيد مبارك على جميع اليمنيين ، أعاده الله على الجميع بالخير واليُمن والبركة إن شاء الله.. والله من وراء القصد..
أحمد يحيى الديلمي