قوت رئيسي لكثير من الأسر أثناء السحور

الحلبة .. وجبة لا تخلو منها الموائد الرمضانية في اليمن

فوائد غذائية وصحية مذهلة للحلبة لا يعلمها الكثيرون

لا تخلو المائدة اليمنية من طبق الحلبة ، كوجبة تقدم مع الغداء منفردة أو تضاف إلى “السلتة” بشكل يومي ، لكنها في شهر رمضان تصبح وجبة رئيسية خلال الإفطار والسحور ، وخصوصا في صنعاء والمناطق الشمالية ، حيث يحرص الكثير من اليمنيين على تناول الحلبة المخللة ضمن وجبة السحور طوال أيام شهر رمضان المبارك كعادة متوارثة منذ القدم ، ولما تحمله من فوائد صحية كبيرة للجسم .
وتنتشر زراعتها في الكثير من الدول ومنها بلادنا ومصر، وتركيا ، والهند ، للحصول منها على الفوائد العديدة، والفيتامينات ، وهي في الأصل عبارة عن نبتة عشبية تستخرج منها حبوب بنية اللون، ويعرف مذاقها بأنه مر .
ورغم أن الحلبة تستخدم في كثير من البلدان ويتشابه استخدامها ، إذ يتم غليها وتشرب ساخنة أحيانا ، ولكن في اليمن لها استخدام آخر فريد ومميز ، حيث يتم طحن الحلبة مع بعض الإضافات القليلة ثم يتم بيعها للمستهلكين في عبوات مختلفة، حيث يتم نقع كمية من الحلبة المطحونة في إناء به ماء لمدة تتفاوت بين ساعة إلى ساعتين ، حتى تتشرب الحلبة الماء وترتوي به، ويتم خلطها بعد ذلك بخلاط لمدة خمس دقائق أو خلطها يدويا ، حتى يتغير لونها من الأخضر الفاتح إلى الأبيض ، فكلما زاد الخلط كلما زادت كمية الحلبة وانتقلت إلى اللون الأبيض وذابت حبيباتها الخضراء تدريجيا حتى تصل إلى مرحلة الاستواء (الحلبة البيضاء) بعد إضافة ماء الليمون لها أو الخل أثناء خفقها ” الحلبة المحمضة” ، وتصبح جاهزة للأكل بمفردها , وفي بعض المناطق اليمنية تضاف إلى أكلة العصيدة .
وهناك الحلبة المخفوقة الخضراء ، التي تضاف إلى الأكلة الشعبية الشهيرة “السلتة “، حيث تتم إضافة ” الكبزرة والبيعة” إلى الحلبة أثناء خلطها ، لتتحول إلى اللون الأخضر ، ثم تضاف إلى المرق واللحم المفروم المستوي أو قطع البطاطس الصغيرة وفلفل حار، ثم تقدم حارة في إناء حجري منحوت من الصخر “المقلي” لكي يحتفظ بالحرارة لفترة طويلة.
في رمضان تحرص الكثير من الأسر في صنعاء وإب ومحافظات أخرى على تجهيز الحلبة المخلوطة “المحمضة” وتقديمها كوجبة رئيسية في السحور ..
علي المحاقري يحرص على تناول الحلبة “المحمضة” مع كل وجبة سحور حيث يقوم بسلق البطاط وهرسها ومن ثم ضع الحلبة عليها، ويقول علي: ( احرص كل ليلة على تناول وجبة البطاط مع الحلبة في وجبة السحور لأن الحلبة تعمل على راحة المعدة وأيضا لا يشعر الصائم بأي تعب طوال اليوم.
وهناك الكثير من الأسر التي تعتبر الحلبة وجبة رئيسية طوال العام وخاصة في شهر رمضان مع وجبة العشاء، وتقسم وجبة الحلبة إلى قسمين (حلبة حامضة وحلبة مسكرة يوضع عليها السكر- ) وهاتان الوجبتان لا يستغنى عنهما.
أم أمجد من ربات البيوت في صنعاء التي تحرص على تحضير وجبة الحلبة على مائدة الإفطار كل يوم بنوعيها الحالي والحامض، حيث تقول: ( لنا مع الحلبة تاريخ طويل يمتد إلى الأجداد وأسلافهم ، فلا تكاد موائدنا تخلو منها طوال العام وخصوصا في رمضان ، حيث نقدمها محمضة خلال الفطور مع السلتة أثناء العشاء وللحلبة نكهة خاصة ومذاق فريد في شهر رمضان مع وجبة الإفطار.

قالوا عنها
عرف العرب الحلبة منذ آماد بعيدة، وتداووا بها من كثير من الأمراض، ونصحوا باستخدامها، كما أن العلم الحديث أثبت فعاليتها، وأكَّدت الدراسات أنها غنية بالبروتينات والفسفور والمواد النشوية، ولها قيمة زيت كبد الحوت، وتحتوي أيضاً على نسبة من الفيتامينات، وانتشرت الثقافة الدوائية للحلبة في جميع أنحاء العالم، وهي اليوم لا يكاد يخلو منها أي بلد إن لم تكن موجودة في كل بيت وذلك لأهميتها كغذاء ودواء، حتى أصبحت أحد مكونات الأكلات والأدوية الشعبية عند العديد من الشعوب،وقيل عنها ” لو علم الناس ما في الحلبة من فوائد لاشتروا بوزنها ذهباً”، كما قال العالم الإنجليزي كليبر “لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان ووضعت الحلبة في الكفة الأخرى لرجحت الحلبة كفة الميزان”.

طريقة زراعتها
يعد الأسبوع الأول من شهر نوفمبر هو أفضل موعد لزراعة نبات الحلبة والحصول على أفضل نتيجة وذلك في المناطق الشمالية ، أما في المناطق الجنوبية فإن شهر أكتوبر يكون أفضل شهور العام لزراعة نبات الحلبة ،فنبات الحلبة يمكن زراعته في الصيف ولكن في أجواء معتدلة، وبالنسبة للتربة المناسبة لزراعة الحلبة فهي التربة الطينية على أن تكون جيدة التهوية والصرف ،كما يمكن زراعتها في التربة الرملية الثقيلة.
وتحتاج الحلبة في آلية الري الخاصة بها حوالي سبع مرات من الري ، تبدأ الأولى بعد مرور شهر من الزراعة والثانية بعد بداية تكوين الزهرة الخاصة بالنبات ثم عند امتلاء تلك الأغصان مع عدم التعطيش للنبات أو غمرها بالماء أثناء الزراعة.” بحيث يكون ريها بشكل متتابع ” ، وعند النمو وظهور الثمار التي تشبه الكلية والتي تعد حبوب الحلبة التي يتم حصادها وتترك إلى أن تجف بتعريضها للشمس بشكل مباشر.

فوائد غذائية وصحية لا تحصى
للحلبة فوائد غذائية وصحية لا حصر لها منذ القدم وأثبتتها الدراسات وأكد عليها الطب الحديث ومن أهم الفوائد الصحية للحلبة ما يلي :
– تقي من الإصابة بالأمراض الخطيرة، وخاصة الأمراض السرطانية، لاحتوائها على الكثير من العناصر الغذائية، التي تعمل على المقاومة للسرطانات المختلفة، وكذا قدرتها على علاج بعض سرطانات المعدة، والدم، والذي أثبتته الكثير من الدراسات.
– تستعمل لعلاج القرحة والأثنى عشر والسعال ونزلات البرد.
– تعمل على تقليل نسبة السكري وينصح الأطباء بتناول الحلبة المسحوقة ثلاث مرات يوميًا قبل كل وجبة .
– خفض نسبة الكوليسترول في الدم لأنها تمتص الدهون الزائدة في الطعام وبالتالي تعمل على إنقاص نسبة الكوليسترول من الأطعمة التي تتناولها ،فهي تحتوي على كمية من الألياف القابلة للذوبان، ما يزيد من لزوجة الطعام المهضوم ويحول دون امتصاص أحماض الكوليسترول في الدم.
– تقوية الجهاز المناعي في الجسم لمقاومة الأمراض.
– تستعمل لزيادة إدرار الحليب لدى الأمهات المرضعات ، من خلال شربها مغلية، أو تتم إضافتها مع ملعقة عسل وملعقة ينسون وفي كوب ماء مغلي، ويتم شربها مرة واحدة في اليوم صباحًا.
– تعمل كمحفز للطمث لدى الفتيات حديثات البلوغ ، وتنظيم الدورة الشهرية عن طريق تناول ملعقة من الحلبة المسحوقة مرتين يوميًا.
– فاتحة للشهية ، ومكمل غذائي فعال، وقوي.
– تنظف الجسم من البكتيريا الضارة ، وتطرد الديدان المعوية.
– تعمل على تقوية العظام والوقاية من الإصابة بالهشاشة وخاصة لدى النساء اللاتي يكن في سن اليأس، نظرًا لأنها تحتوي على الكالسيوم بنسبة كبيرة، والفسفور.
– تفيد كمسكن للسعال والخشونة والربو وعسر التنفس وتريح الرئتين، وتحلِّل البلغم اللزج من الصدر.
– تستخدم في علاج الحروق، فهي تعمل على تهدئة مكان الحرق، وعدم ترك علامات الحروق في الجسم ، كما تستخدم كعلاج لحب الشباب، فهي فعالة للقضاء عليه.
– مفيدة جدًا للمعدة، فهي تعمل على التحسين للهضم، وعلاج عسر الهضم، وأيضًا تعالج التقلصات التي تحدث في الجهاز الهضمي.
– لها قدرة فعالة في التقليل من التكلسات، والتي تحدث في الكلى، وهذا يؤدي إلى التفتيت للحصى في الكلى.

قد يعجبك ايضا