لا شك أن الظروف التي تمر بها البلاد صعبة، وأثرت هذه الظروف على وضع وإمكانيات وقدرات كل المؤسسات الحكومية والأهلية ونحن نقدِّر ذلك، لكن أن تغيب بعض الأنشطة عن الأندية وبشكل قاطع ونهائي، فهذا هو الدمار بعينه خاصة وأن الأندية الرياضية هي واحدة من المدارس المهمة في رفع مستوى الجانب الثقافي، وتوعية الشباب في الأندية وتنمية قدراتهم الثقافية والمعرفية.
من المعروف أن كل ناد من الأندية الرياضية لديه مسؤول ثقافي وآخر رياضي وإداري و….إلخ.. إلا أن الفترة الحالية، وبحسب كثير من المسؤولين في الأندية والمنتمين الرياضيين لها، يؤكدون أن أغلب الأنشطة قتلت أو أغلقت، ولم يعد هناك اهتمام بها من قبل هذه الأندية في الآونة الأخيرة، وهو بصراحة شيء معيب ومخز أن تغيب الأنشطة من الأندية الرياضية، وبالأخص الأنشطة الثقافية والرياضية، فإن غاب هاذان النشاطان فعلى الدنيا السلام وعلى الأندية أن تغلق أبوابها وتعطف ولا داعي لبقائها ويتوجب عليها أن تعطي مفاتيح إدارتها لحارس مقبرة خزيمة.
ويجب أن يتحمل المسؤولية – عن هذا الخلل والتفريط بهكذا نشاط مهم – رؤساء مجالس إدارات الأندية وأعضاء مجلس الشرف الذين قبلوا بهذه المسؤولية وأصبحوا الآن يتفرجون على وضع الأندية وغياب أنشطتها الثقافية والرياضية، رغم تسابقهم على رئاسة مجالس إدارات هذه الأندية في وقت الرخاء والسلم.
من المؤكد أن الأنشطة الرياضية والثقافية كانت لا تتوقف في الأندية على مدى شهور السنة، وفي الظروف الحالكة، وتظل هذه الأنشطة قائمة وشعلة من الحركة والتنظيم، ونكهة هذه الأنشطة تختلف في أيام وليالي رمضان من حيث النشاط وإقامة المسابقات صباحا وعصرا وليلا، لكن هذه الأمور يبدو أنها قتلت وأصبحت في حكم المفقود والغائبة عن هذه الأندية.
ذات يوم ونحن في نقاش حاد مع ثعلب الكرة اليمنية الكابتن عزيز الكميم خلالها قال “كانت الأندية الرياضية اليمنية مدرسة ثقافية متكاملة، وكنا نحن الشباب والرياضيين المنتسبين للأندية نستمع أسبوعيا لمحاضرة ثقافية لكبار المثقفين والأدباء والإعلاميين والرياضيين، فمثلا كان يحاضرنا كبار الشعراء أمثال عبدالله البردوني والدكتور عبدالعزيز المقالح وحسن الشرفي وحسن اللوزي وإبراهيم الحضراني، وابنته الدكتورة بلقيس الحضراني وأمة العليم السوسوة وعبدالوهاب الروحاني، والكثير من الرياضيين والفنانين والسياسيين، وكلها محاضرات ثقافية خالصة وما يتعلق بالرياضة والروح الرياضية وبناء الجسد وأهمية الرياضة لنا كشباب ورياضيين”.
ترى أين نحن اليوم من هذه الثقافة والأنشطة الرياضية مما كنا عليه؟.. ولماذا أصبحت الثقافة في الأندية الرياضية مفقودة؟.. من يستطيع الرد على هذا السؤال الهام، خاصة ونحن نعيش أجواء هذا الشهر المكنون بالثقافة الروحية والرياضية والأخلاقية والشبابية أيضا، هذا الشهر الذي كانت الأنشطة الرياضية والثقافية والمسابقاتية على أشدها والتنافس على إقامتها والمشاركة فيها على مستوى عالٍ.. اللهم ردنا مردا جميلا لتلك الأيام، وحتى لا ننبش في الماضي ونقلب الأوجاع وأوجع قلوبكم، أقول لكم شهراً مباركاً.. وخاطركم يا شباب.