الثورة / القدس المحتلة
دعت فصائل وقوى وطنية وإسلامية في قطاع غزة ، لتشكيل قيادة وطنية موحدة لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
جاء ذلك خلال وقفة داعمة لأهل القدس دعت لها الفصائل، وشارك بها ممثلون عن جميع الفصائل بساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وكذلك لافتات بوقف الاعتداءات على مدينة القدس والمسجد الأقصى، وسط هتافات داعمة للمقدسيين والمرابطين.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، في كلمة ممثلة عن الفصائل: إن ما يجري في القدس يتطلب تدخلًا عاجلًا لتشكيل قيادة وطنية موحدة لمواجهة انتهاكات الاحتلال بالضفة الغربية، والتوافق على استراتيجية وطنية موحدة تحمي المقدسات والحقوق والثوابت.
وأكد البطش أنه حين زادت الاعتداءات بحق مدينة القدس كان رد الفصائل واضحًا أنه لا مساومة على القدس، وسنحميها بالرباط والصلاة والاعتكاف فيها.
وأضاف: “عبّر المقدسيون خلال الأيام الماضية عن أصالتهم، وهم أحفاد المرابطين الذين بايعوا الله ورسوله أن يبقوا بالقدس ليحموها”.
وبيّن البطش أن الموقف الفلسطيني الموحد يتجسّد بالمظاهرات التي انطلقت من غزة والضفة والقدس والشتات، “جميعنا نقف خلفهم بهذه الهبة الرمضانية؛ لتثبيت السيادة الوطنية على القدس، وكي لا نسمح للصهاينة أن تكون عاصمتهم”.
وأضاف: “سنحمي القدس بدمائنا ومقاومتنا وسلاحنا وإرادتنا، أمس خرجت مسيرات عفوية وسريعة بغزة والضفة دعمًا لأهل القدس؛ لتؤكد أن هذه الأرض لنا ولن تكون لغيرنا”.
وأشار البطش إلى أن مسيرات خرجت من عدة عواصم عربية وإسلامية داعمة للقدس، لتؤكد أن الأمة ستفي بوعدها نصرة للقدس وفلسطين”.
ولفت إلى أنه ما يدور في القدس معركة إثبات سيادة ربانية على القدس؛ “لذا كلنا خلف المقدسيين، وما شاهدناه من إصرار من أبناء القدس ومرابطيها يعبّر عن وحدة الشعب في مواجهة الاحتلال”.
ودعا البطش جماهير شعبنا لمواصلة الفعاليات والإسناد الشعبي لهذه الهبة الرمضانية بالقدس، قائلاً: “يا أبناء شعبنا بالقدس أنتم لستم وحدكم؛ ثقوا أننا معكم”.
وشدد على أن جماهير شعبنا تقف خلف صمود أهل القدس؛ “خلفكم رجال أوفياء ذوو بأس شديد؛ لن يترددوا أن يكونوا في لحظة المواجهة مع المحتل”.
واستطرد: “علينا أن نستمر في جهودنا بفعاليات مساندة للمقدسيين حتى نسقط الرواية الصهيونية ورموزهم وتاريخهم المزيف بالقدس، وتثبيت روايتنا وتاريخنا وحقنا فيها”.
وأكد أن هذه المعركة لن تنتهي إلاّ بتثبيت حقنا بالقدس، وانتصارنا في هذه المعركة وكل المعارك، “خاصة وأن المقدسيين أثبتوا أنهم أصحاب بأس شديد، وأنهم أولو صبر وعزم ويعرفون كيف يقودون الصراع مع الاحتلال”.
ووجه البطش التحية للمقاومين الذين قالوا إن الاحتلال لن يستفرد بالقدس، “وسنخوض المواجهة مع المحتل حتى نحمي حقنا في سيادتنا الوطنية بالقدس الشريف”.
وتشهد مدينة القدس المحتلة، منذ بداية شهر رمضان، مواجهات بين الشبان المقدسيين من جهة والمستوطنين وقوات الاحتلال من جهة ثانية، حيث تقوم شرطة الاحتلال بالاعتداء على المصلين بعد أدائهم صلاة التراويح في المسجد الأقصى، وتمنع تواجد المواطنين المقدسيين في منطقة باب العمود.
وأدت تلك المواجهات والاعتداءات إلى إصابة عشرات المقدسيين، جراء إلقاء القوات الإسرائيلية القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، ورش المياه العادمة، بالإضافة لاعتقال مجموعة منهم.
من جانب آخر دعا محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، ومسؤول الدائرة السياسية للحركة، الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده للمشاركة في “انتفاضة رمضان المقدسية”، حاثاً السلطة على تفعيل القيادة الوطنية للمقاومة الشعبية.
وأكد الهندي، في تصريح صحفي، أمس، أن أهل القدس اليوم بانتفاضتهم المُباركة يستنفرون أحرار الأمة وقادتها عرباً ومسلمين، وأحرار العالم لفضح هذا الكيان العنصري الغاصب، الذي يُمارس كل جرائم العنف والعنصرية بحق أهل القدس.
ووجه د. الهندي تحية إكبار للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، مبينا أن هؤلاء المرابطين اختارهم الله عز وجل للقيام بواجب الدفاع عن مسرى نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم، نيابة عن كل المسلمين.
وأضاف: أهل القدس يُفاجئون العدو كلَ مرة، فكلما تَوهم أنه أجهز عليهم وأرهقهم وطبعهم بمكره ودهائه خرجوا إليه من حيث لا يحتسب ثوارا ومرابطين صائمين لربهم عابدين، ولأقصاهم حماة يدافعون عنه”.
ودعا د. الهندي الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده للانخراط في انتفاضة رمضان المقدسية، لافتاً إلى أن شعبنا اليوم أمام ثورة أهل القدس والفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
ولفت إلى وجود عشرات العصابات الإجرامية التي تدعو لإبادة العرب وحرقهم أمثال عصابة كاخ، وأمناء الهيكل وشباب التلال وأبناء يهودا الذين لا يصنفهم أحد عصابات إرهابية فيما يصنف العالم الديمقراطي وبعض الحكام العرب المقاومة الفلسطينية بأنها إرهاب.
وحث د. الهندي أهل الضفة للانتفاض على حواجز الاحتلال الذي يحسب كل صيحة عليه، داعيا السلطة -إذا كانت جادة في المشاركة في التصدي لجرائم العدو- لتفعيل القيادة الوطنية للمقاومة الشعبية التي اتُفق عليها في لقاء الأمناء العامين.
من جانب آخر حذر المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فوزي برهوم، الكيان الصهيوني المحتل من استمرار تصعيده، ومن أي حماقات من شأنها المساس بأهل القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وقال برهوم في تصريحات نقلتها وسائل إعلام المقاومة في غزة: “نحمّل الاحتلال مسؤولية وتداعيات الأعمال الاستفزازية العنصرية التي يقوم بها جنوده ومستوطنوه بحق المقدسيين والمصلين والمرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى المبارك”.. مؤكداً أن جرائم وانتهاكات العدو لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة المقاومة بكافة أشكالها.
وأضاف: إن “التصعيد الإسرائيلي على غزة وقصف مواقع المقاومة وما يقوم به من جرائم وانتهاكات بحق أهلنا في القدس وتغيير معالم المدينة المقدسة، وبحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك، يأتي ضمن سياسته العدوانية الشاملة على شعبنا، والذي لا ينفصل عن استهداف أهلنا في الضفة الغربية وفي كل مكان في فلسطين.
وشدد برهوم على أن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية الباسلة من رد على هذا العدوان، هو في إطار القيام بواجبها الوطني والقيمي في حماية مصالح شعبها والدفاع عنه وكسر معادلات الاحتلال، الذي يتحمل كل تداعيات ونتائج استمرار هذا التصعيد.
ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وشعوب الأمة إلى تحمل دورهم ومسؤولياتهم في حماية أهلنا في القدس والمسجد الأقصى، والإسراع في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف ولجم هذا العدوان على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، والعمل على تثبيت وتعزيز صموده ودعم مقاومته القادرة على مواجهة ودحر الاحتلال عن أرضه ومقدساته بإذن الله عز وجل.