هدم ضريحه التكفيريون ونبشوا قبره في الحوطة

 

سفيان بن عبدالله شارك مع صلاح الدين ودخل بيت المقدس
انتصر على الفرنجة في معركة دمياط وقارع ظلم حاكم عدن”الزنجيلي”

سفيان بن عبدالله أحد أكبر علماء أهل اليمن في القرن السادس الهجري، يُقال له اليمني والأبيني. قرأ العلم في حضور همدان بصنعاء وتتلمذ على أيدي أئمة كبار العلماء حتى نال درجة الاجتهاد.
تذكر كتب التاريخ والتراجم ومنها ثغر عدن وطبقة صلحاء اليمن ومعجم البلدان عن سفيان بن عبدالله، أنه «كان عالماً ورعاً ومجاهداً شجاعاً قاتل الفرنجة في دمياط بمصر، وكان ضمن الجيش الذي دخل بيت المقدس بصحبة صلاح الدين الأيوبي، ويعود نسبه، للإمام جعفر الصادق .
بعد الحملة الأيوبية على اليمن، هاجر السيد والعالم الكبير سفيان بن عبد الله من همدان بصنعاء واستقر في ضواحي مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج فترة ثم سافر إلى مصر مع عدد من أتباعه وشارك في جيش صلاح الدين الأيوبي وبعدها عاد إلى اليمن، حتى توفي عام 612هـ ودفن في «حوطة سفيان» الواقعة جوار مدينة الحوطة، في ضريح ضمن مسجده ومدرسته التي تعد أحد المعالم التاريخية الإسلامية الهامة، حيث يعود تاريخ ضريح سفيان بن عبدالله إلى أكثر من 800 عام.
بعد مرور ما يقارب عام وشهر على العدوان السعودي الأمريكي على اليمن؛ قام داعش الممكلة وداعش الجماعة بارتكاب جرائم بشعة على المقامات والأضرحة والشخصيات العلمائية في اليمن، كان على رأسها تفجير قبة العالم الجليل سفيان بن عبدالله في 28 / يناير / 2015م في الحوطة بمحافظة لحج .
من هو سفيان بن عبد الله؟ وما هو نسبه؟ وما هو تاريخه الجهادي والدعوي ؟ ولماذا كان ضريحه ومسجده هدفاً لحقد الجماعات التكفيرية، بعد مرور أكثر من 800 عام على وفاته.. إلى التفاصيل:
بعد أحداث كربلاء عاد جده علي زين العابدين بن علي إلى المدينة المنورة أستقر بها مع أبنائه وأحفاده كان منهم حفيده جعفر الصادق والذي استقر في المدينة المنورة مع ابنائة ولما توفي خلفه إبنه الإمام موسى الذي قارع الخليفة هارون الرشيد ثم تم القضاء عليه وترحيله إلى بغداد وسجن في بغداد وتوفي ودفن بمقبرة قريش ثم خلفه أبناؤه كان منهم الإمام علي الرضاء الذي أصبح وليا للعهد في خلافة المأمون ثم قتل في ظرف غامض وحدثت أحداث جسمية بعد موته ففر أبناؤه إلى سامرّا كان منهم الإمام محمد الجواد الذي ذاع صيته وعلا شأنه استقر مع أبنائه وأحفاده حتى توفي ودفن في سامرّا ومن بعده أحفاده الذين واصلو مسيرة آبائهم حتى حدثت أحداث سامّرا فهاجرت أحفاد الأحفاد من الإمام علي الهادي من سامرّا إلى المدينة المنورة واستقروا بها كان منهم حسان بن أحمد بن يوسف بن عبدا لله بن عبدالكريم الأكرم بن عبدالله بن محمد الميمون بن علي الهادي .
(دعوة الشريف حسان في المدينة المنورة)
ظهر الإمام حسان بن أحمد في المدينة المنورة عالما فاضلا ورعا وداعيا للمذهب الفاطمي فكان من أنصار الدولة الفاطمية طيلة حياته عندما كانت المدنية المنورة ومكة ( أرض الحجاز ) بيد الخلافة الفاطمية لقد كانت له دعوة تجديدية في الفقه الفاطمي أنذاك فبعث تلاميذه ومن تعلم على يده إلى بقاع مختلفة . أما اليمن فكان رسوله إليها ابنه الأصغر وهو الشريف عبدالله بن حسان.
(الشريف عبدالله بن حسان ووصوله إلى همدان سنة 511هـ)
بعد أن تلقى الشريف عبدالله بن حسان علمه وأسرار الدعوة على يد أبيه أرسله أباه إلى اليمن منطقة همدان بين أنصاره واستمر فيها سنتين وتزوج من بني شهاب وهو يدعو حتى بدأت دعوته بالظهور فكانت تلك الدعوة مخالفة في بعض أحكام الفقه الزيدي وهنا أغضب بني عمه أهل المذهب الزيدي فدار بينهم عراك كانت النهاية الخروج من أرض همدان واستقر في حضرموت «بيحان» خمس سنوات متوالية وفي هذه السنوات رزقه الله بولده الوحيد وهو سفيان بن عبدالله.
(خروج الشريف عبدالله بن حسان من حضرموت إلى إب)
بعد أن قضى تلك السنوات في حضرموت تم استدعاؤه من قبل الدولة الفاطمية ( الصليحية ) التي هي عاصمته وهي جبلة في عهد الملكة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي فأسندت إليه التدريس في مخلاف حبيش ( حصن ظفر) يسمى اليوم بجبل الشريف واستمر الشريف عبدالله بن حسان بتدريس المذهب الفاطمي حتى توفي ودفن في حصن ظفر سنة 543 هـ في مسجده المعروف مخلفا ابنه الشريف سفيان الذي تعلم على يد أبيه .
(الشريف سفيان بن عبدالله والخروج من حبيش إلى حضور همدان)
بعد أحداث الزلازل التي ضربت بلاد إب وما جاورها سنة 549 هـ عاد سفيان بن عبدالله مع أمه إلى بلاد أخواله بني شهاب في حضور همدان غرب صنعاء وبعد أن استقر وتزوج بنت خاله واصل في طلب العلم على يد الإمام احمد بن سليمان فأخذ سفيان بن عبدالله الفقه الزيدي واعتنقه عكس أبيه وأصبح سفيان واحدا من أعلام الزيدية في حضور همدان .
(خروج الشريف سفيان بن عبدالله من حضور همدان إلى جحاف)
في السنة 569 هـ غزى الأيوبيون اليمن فكان وصولهم إلى المخلاف السليماني سنة 569هـ ثم جيش الأيوبيين السادة الأشراف والانضمام إلى صفوفهم فكان الشريف سفيان بن عبدالله واحداً من السادة الأشراف الذين كانت وجهتهم مع الجيش الأيوبي إلى مخلاف جيشان وصل مع الجيش الأيوبي إلى جبل جحاف قرية عراصم .
(خروج الشريف سفيان من جبل جحاف إلى عدن أبين)
في سنة 572هـ حدثت في جهة عدن أبين أمور جسيمة فأمرت الدولة الأيوبية الدعاة التوجه إلى تلك المنطقة ليحدوا من شدة الغلو فكان الشريف سفيان بن عبدالله واحداً من هؤلاء فخرج من جحاف إلى جهة عدن أبين فكان من أشهر الدعاة حتى عرف لدى المؤرخين باسم أبو محمد سفيان الأبيني ثم دخل عدن وبنى فيها مدرسته ( السفيانية ) لتدريس المذاهب الأربعة وبقية الاجتهادات في الفقه الإسلامي .
(الشريف سفيان بن عبدالله وخلافه مع حاكم عدن)
كان والي عدن الزنجيلي الذي استخلفه توران شاه والذي زاد في ظلمه للعباد وولى عليهم ولاة غير مسلمين، فكان أول حدث أن الشريف سفيان قارع الزنجيلي وقال له أخرج من بلادي أنا أحق بها منك وجرت عدة أمور بينه وبين الزنجيلي .
ثاني حدث: عندما أقدم سفيان بن عبدالله على قتل اليهودي الذي كان يؤذي المسلمين وقت صلاة الجمعة .
ثالث حدث: دخول سفيان السجن وخروجه منه بدون إذن والي عدن .
(الشريف سفيان بن عبدالله وخروجه إلى الجهاد)
بعد الأحداث السابقة قرر سفيان بن عبدالله أن يجيش من تلامذته والمتطوعين للخروج من اليمن والجهاد في فلسطين ولكن عند وصول الشريف سفيان إلى مصر أمره صلاح الدين الأيوبي أن يتوجه إلى مدينة دمياط لمقاتلة الفرنجة فذهب مع جنده وانتصر في معركة دمياط على الفرنجة ثم عاد إلى صلاح الدين للمشاركة في تحرير بيت المقدس .
عاد الشريف سفيان إلى اليمن ووصل إلى جهة موزع ومر بأرض الجهة الشمالية من اليمن حتى استقر في لحج منطقة ( الحوطة ) فقرر السكن في ذلك المكان مع أبنائه وزوجاته وماهي إلى سنوات قليلة حتى جاءه رجل فقال له ياسفيان إن أردتنا فاترك القولين والوجهين ( أي اترك الحكم والمذهب الزيدي ) فتركهما واعتنق المذهب الصوفي فكان واحداً من أعلام الصوفية في اليمن وتحدثت عنه كتبه الصوفية بأقلامها الكثيرة فجاب البلاد شرقاً وغرباً داعياً لله في سبيل الله حتى بداية عام 612هـ عاد من الجهة الشمالية من اليمن وعند وصوله إلى حوطة لحج توفي بعدها في شهر ربيع الأول سنة 612 هـ ودفن في حوطته المعروفة اليوم ( حوطة سفيان ) بعد عمر ناهز 84 عاما قضاها في الجهاد والدعوة والتدريس ونشر الأخلاق الفاضلة .

قد يعجبك ايضا