في مثل هذه الأيام وقبيل ثلاثة أعوام استشهد صقر العرب وترجل صالح الصماد شهيداً ذلك الرجل الذي أرعب العالم وحوّل اليمن من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم. وباسمه أصبحت صواريخ الصماد ومسيّراته مرعبة للعدوان العالمي الذي ألتفّ من أجل القضاء على اليمن، فقد كان مشروعه “يد تبني ويد تحمي” قد تحقق بفضل سعة ثقافته العسكرية والسياسية والاقتصادية، وبتواضع جم وحب الشعب المجاهد والصادق والمقاوم لذلك الرجل المثقف المتواضع المحارب الذي كان يتنقل في كافة الجبهات والمحافظات، فصقر العرب الصماد الشهيد لم يمتلك من الدنيا شيئاً، واستطاع أن يوجع العدوان الأمريكي- السعودي الإماراتي البريطاني والمرتزقة، ولأنه كان مرعباً للأعداء فقد وضعوا نهاية لذلك الرجل الرئيس الشهم لأن مشروعاً كان مرعباً لهم، وتواضعه قد جعل من اليمن تنتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم في أخطر مرحلة تمر بها اليمن.
شذاذ الآفاق مع 17 دولة إلى الحرب القذرة على اليمن، ورغم أن حمله كان ثقيلاً فقد اعتبر أن السلطة كانت بالنسبة له مغرماً لا مغنماً ولأن مشروعه الحيوي كان نابعاً من الهوية الإيمانية فقد استطاع جمع الحلفاء والأصدقاء واستطاع بمشروعه “يد تبني ويد تحمي” أن يحول اليمن إلى “المعلوم” بعد أن كان مجهولاً وكان مطمعاً للغزاة والمحتلين، لكن الرجل رضوان الله عليه استطاع أن يسمهم في صنع مداميك الطريق الذي رسمه لتحرير اليمن بوفاء وعطاء منقطعي النظير. فهو كان وما يزال وسيظل يشرّف كل أبناء اليمن بتضحياته وتواضعه وعطاءه المنقطع النظير والمسؤولية التي كان يعتبرها رحمة لا عنجهية. فالشهيد الصماد استطاع بمشروعه أن يجعل من اليمن بلداً مصنعاً مقاوماً بعيداً عن الاستغلال للنفوذ الغربي- السعودي – الإماراتي ومن لفّلفهم، فاليمن اليوم غيره بالأمس بفضل الله والشهيد الصماد والشعب اليمني المجاهد، كان الصماد متواضعاً مقاتلاً، كرجل استثنائي ورئيس لم يغره المنصب.. بل كان عالماً ومتعلماً ومتواضعاً وفي عهده الميون دشن أول مشروع من نقطة المتفرجين والمنتظرين إلى نقطة المساهمين، فالشهيد صالح الصماد في ذكراه الثالثة بقي روحاً طاهراً ورجلاً متواضعاً لم تغره السلطة، بل أنه كان كثير التنقل بين المحافظات وفي الجبهات ينظر إلى هموم الشعب اليمني ويتملس هموم المجاهدين في الجبهات..
الصماد الشهيد كان استثناءً وقد أذهل العالم، العدو والصديق، بحنكته وعقلانيته السياسية والاقتصادية فهو المشهود له بنظافة اليد والفكر السياسي والعسكري فقد كان رحيماً بأبناء شعبه وكابوساً يقض مضاجع الأعداء الذين اجتمعوا من كل العالم على محاربة اليمن ومحاولة طمس هويته الإيمانية، لكن الصماد صمد وفي عهده تحول العدوان إلى خفافيش مرعوبة، لأنه كان مغامراً همه الأوحد اليمن واليمنيين، مهما تحدثنا عن الشهيد الصماد رغم الفترة القصيرة التي كان رئيساً لليمن فلن تكفي مجلدات لسيرته، ولن تكفي المصطلحات لإعطاء ذلك الرئيس الشهيد حقه.
رمضان والصوم
ونحن نعيش الأجواء الرمضانية الروحانية المباركة التي تتميز بالارتباط بالله سبحانه وتعالى والعطف على الفقير في ظل أوضاع الحرب الظالمة والحصار الجائر والفقر الذي سببه انقطاع المرتبات ونقل البنك إلى عدن، في ظل هذه الأجواء وجب ويجب العطف على الفقير والابتعاد عن المحرمات بالخشوع والركوع والسجود وصيام اللسان وطهارتها وطهارة القلوب وللإمساك عن الكلام المباح، لقد فرض الله الصوم على المؤمنين ليس للامتناع عن الأكل والشرب فقط بل الامتناع عن النميمة والامتناع عن أخذ حقوق الغير وعن القيل والقال، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بقلوب نظيفة وأياد بيضاء وخشوع للواحد القهار والتعامل الراقي بقلوب نظيفة وألسنة طيبة الكلام بعيداً عن الحقد والكراهية، والارتقاء الثقافي النظيف وبالنسبة طيبة الكلام والتعامل بما أمر به الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
حرب المياه
في ثمانينات القرن المنصرم بعد منتصف عقده الثاني كانت حرب المياه قد بدأت بقيام تركيا ببناء سد “أتاتورك” وكانت المؤشرات تظهر بجلاء خبث ذلك المشروع الذي كان يهدف إلى محاصرة سوريا والعراق بهذا السد، ووصلت العلاقات الأيديولوجية بين الشقيقتين إلى نقطة مظلمة، والرجل المريض كان يخطط لتلك الحرب لتصبح قنينة المياه أغلى من قنينة البترول وكانت التحذيرات من المثقفين اليمنيين ماضية في الطريق لأن المستفيد من السد تركيا وإسرائيل، أما العرب فلا حياة لمن تنادي، وتتكرر الحادثة وسد النهضة بين أثيوبيا والسودان- مصر.. فهل ستُحل مثل هذه المشكلة!!